اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-06-2015, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي نظرات على صيام الصالحين

نظرات على صيام الصالحين

سادات الصائمين
(1 - 12)



الشيخ سيد حسين العفاني



وردت آثار كثيرة عن السابقين في علوِّ هِمَمهم وأخذِهم بالعزائم في العبادات، وهُم جبال في الاقتداء والتأسِّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ويقول الشاطبِيُّ في "الاعتصام" (1/ 404): "نحن نحمل ما داوم عليه الأولون من الأعمال على أنه لم يكن شاقًّا عليهم، وإن كان ما هو أقل منه شاقًّا علينا، فليس عمل مثلهم بما عملوا به حجة لنا أن ندخل فيما دخلوا فيه، إلا بشرط أن يمتد مَناطُ المسألة فيما بيننا وبينهم، وهو أن يكون ذلك العمل لا يشق الدوام على مثله.

وليس كلامنا هذا لمشاهدة الجميع، فإن التوسُّط والأخذ بالرفق هو الأولى والأحرى للجميع، وهو الذي دلَّت عليه الأدلَّة دون الإيغال الذي لا يَسهُل مثله على جميع الخلق ولا أكثرهم؛ إلاَّ على القليل النادِر منهم، والشاهد لصحة هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لست كهيئتكم، إني أبيت عند ربي، يُطعِمُني ويسقيني))[1]، يريد - عليه الصلاة والسلام - أنه لا يشق عليه الوصال، ولا يَمنعه عن قضاء حق الله وحقوقِ الخلق.

فعلى هذا: من رُزِقَ أنموذجًا مما أعطيه - عليه الصلاة والسلام - فصار يوغل في العمل - مع قوته ونشاطه وخفة العمل عليه - فلا حرج"[2].

يقول الشاطبي: كم من رجل صلَّى الصبح بوضوء العشاء كذا وكذا سنة، وسرد الصيام كذا وكذا سنة، وكانوا هم العارفين بالسنة، لا يميلون عنها لحظة، وروي عن ابن عمر وابن الزبير: أنهما كانا يواصلان الصيام[3]، وأجاز مالك – وهو إمام في الاقتداء[4] - صيام الدهر؛ يعني إذا أفطر أيَّام العيد، والآثار في هذا المعنى كثيرة عن الأولين، وهي تدل على الأخذ بما هو شاقٌّ على الدوام، ولم يعدهم أحد بذلك مخالفين للسنة، بل عدوهم من السابقين- جعَلَنَا الله منهم – وأيضًا فإن النهي ليس عن العبادة المطلوبة بل هو عن الغلوِّ فيها غلوًّا يُدخِل المشقة على العامل، فإذا فرضنا من فُقِدَت في حقِّه تلك العِلَّة فلا ينهض النهي في حقِّه؛ كما إذا قال الشارع: لا يقضي القاضي وهو غضبان، وكانت علة النهي تشويش الفكر عن استيفاء الحجج؛ اطرد النهي مع كل مشوش، وانتهى عند انتفائه حتى أنه مع وجود الغضب اليسير الذي لا يمنع من استِيفاء الحجج، وهذا صحيح جارٍ على الأصول.

وحال من فُقِدَت في حقه العلة حالُ من يعمل بحكم من غلبة الشوق أو غلبة الرجاء أو المحبة؛ فإن الخوف شرٌّ سائق، والرجاء حادٍ قائد، والمحبَّة سبيل حامل، فالخائف إن وجد المشقَّة؛ فالخوف مما هو أشق يحمله على الصَّبر على ما هو أهون، وإن كان العمل شاقًّا، والراجي يعمل وإن وَجَد المشقة؛ لأن راء الراحةِ التامة يَحمله على الصبر على بعض التعب، والحب يعمل ببذل المجهود؛ شوقًا إلى المحبوب، فيَسهُل عليه الصعب، ويَقرُب عليه البعيد، فيوهن القُوَى، ولا يَرَى أنه أوفى بعهد المحبة ولا قام بشكر النعمة، ويعصر الأنفاس، ولا يرى أنه قضى نَهَمَتَه.

وَإذا كان كذلك صَحَّ بين الأدلة، وجاز الدخول في العمل التزامًا مع الإيغال فيه! إمَّا مطلقًا وإما مع ظن انتفاء العلَّة، وإن دخَلَت المشقَّة فيما بعد؛ إذا صح من العامل الدوام على العمل، ويكون ذلك جاريًا على مقتضى الأدلة وعملِ السلف الصالح"[5].

فالحاصل: جواز الاجتهاد في العبادة بشروط:


الأول: أن لا يحصل له مَلَل يُفقِده لذَّة العبادة بدليل: ((ليصل أحدكم نشاطه)).

الثانِي: أن يكثر حسَب طاقته، ودليله: ((عليكم من الأعمال ما تطيقون)).

الثالث: لا يفوت من الأعمال ما هو أهم، ويدلُّ عليه قول عمر: "لأن أشهد الصبح في جماعة أحبُّ إليَّ من أن أقوم ليلة".

الرَّابع: أن لا يضيع حقًّا شرعيًّا، كما حصل لابن عمرو وأبي الدرداء.

الخامس: أن لا يبطل رخصة شرعيَّة، كما ظن الرهط الذين تقالُّوا عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته.

السادس: أن لا يوجب ما ليس بواجب شرعيٍّ، كما أوجب ابن مظعون على نفسِه.

السابع: أن ياتي بالعبادة المجتهد فيها بتمامها، بدليل: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)).

الثامن: أن يُداوم على ما يختاره من العبادة، بدليل: ((أحب الأعمال إلى الله أدومها)).

التاسع: أن لا يجتهد بحيث يورث الملل لغيره، أخذًا بحديث ((إذا صلى أحدكم فليخفف)).العاشر: أن لا يعتقد أنه أفضل عملاً مما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من تقليل العمل[6].

(1) صوم الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -

المفارق للتنعُّم والتَّرفيه، المعانق لما كُلِّف من التَّشمُّر والتوجُّه.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لم أر عبقريًّا يفري فرية))[7].

عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ما مات عمر حتى سرد الصوم[8].

فَمَنْ يَسْعَ أو يَرْكَبْ جَنَاحَي نَعَامَةٍ لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْت بِالأمْسِ يَسْبِقُ[9]

(2) صوم ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
أمير البررة وقتيل الفجرة.
حَبِيبُ مُحَمَّدٍ وَوَزِيرُ صِدْقٍ وَرَابِعُ خَيْرِ مَنْ وَطِئَ التُّرَابَا

قال أبو نعيم عنه: "حفظه من النهار الجود والصيام، ومن الليل السجود والقيام، مبشر بالبلوى، ومنعم بالنجوَى"[10].

وعن الزبير بن عبدالله، عن جدة له يقال لها هَيْمَة قالت: "كان عثمان يصوم الدهر، ويقوم الليل إلا هجعة من أوله"، رضي الله عنه، ***وه وقد كان صائمًا [11].

وروى ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/207): "صلى صلاة الصبح ذات يوم، فلما رفغ أقبل على الناس فقال: إني رأيت أبابكر وعمر أتياني الليلة، فقالا لي: صم يا عثمان؛ فإنك تفطر عندنا، وإني أشهدكم أني وقد أصبحت صائمًا، وإني أعزم على من كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخرج من الدار سالمًا مسلومًا منه، ثم دعا بالمصحف فأكب عليه - رضي الله عنه - ما طوى المصحف.. و***وه وهو يقرؤه".
يتبع


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:52 AM.