اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-06-2015, 11:21 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New لماذا ذكرهم الله؟


هم ثُلَّة من الأخيار الأغيار، لَيسوا بأنبياءَ، تطرَّق القرآنُ لذِكر شيء من سِيَرهم؛ لِيَسمو بهم ويضَعَهم في مصافِّ القدوة لمن بَعدَهم، منهم: ذو القرنين، لُقمان، مؤمنُ ياسين، مؤمنُ فرعون، مريم، آسية بنت مُزاحم زوجة فرعون، أصحاب الكهف... وغيرهم، شريحةٌ كريمة استحقَّت هذا الخلود؛ تكريمًا لدَورِهم وصَلاحهم.

أكرِمْ بقومٍ إلهُ العرشِ يَذكُرهم ♦♦♦ عِطرُ الثَّناء عليهم فائحٌ عَطِرُ
فلِماذا خلَّد الله ذِكرهم؟


للأسباب الآتية:
1- أنَّ ذِكْرهم دليلٌ على مكانة ومنزلة الدعوة، وأنهم لم يُكرَّموا إلا لتحمُّلِهم همَّ الدعوة ومشقَّتَها، والإنسان يكرم لصلاحه وتقواه، وليس لِنسَبه أو جاهه أو حسبِه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

2- أن الخلود الحقيقيَّ هو في بقاء الفكرة والتصوُّر والمنهج الصحيح، لا خلود الجسد والذَّات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 144]؟!

3- لِيعلَم الخلَفُ أنهم غيرُ منقطِعي الإسناد، وأنَّ لهم امتدادًا يَضرب بجذوره في عمق التاريخ، فتَثبُت أفئدتهم ولا يَستوحشون الطريق، ويكون ذلك دافعًا لهم للمضي قدمًا؛ قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].

4- ليسوا طيفًا واحدًا؛ منهم الذَّكر والأنثى، والكهل والشاب، والغنيُّ والفقير، وهكذا هي الدعوة: طيفٌ واسع من المناصرين، وجيشٌ عرَمْرم من المؤيِّدين؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208].

5- أنَّ ذِكرهم تربيةٌ لمن بَعدهم؛ ليَشكُروا الله على السرَّاء والنَّعماء، ويَحمدوه ويَصبروا على الضرَّاء واللَّأْواء؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾ [يوسف: 111].

6- أن ذِكرهم في القرآن يعلِّمنا أن لا ننسى لأهل الفضل فضلَهم، وأن مَن قدَّم وبذل وأعطى في سبيل دعوته وجَب أن يُعرف له هذا الجميل؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 10].

7- ما ذكَره القرآن عنهم إنما هو الجانب المشرِق مِن حياتهم - وكل حياتهم أَلَقٌ وإشراق - ذلك القدر الذي يستحقُّ الإشادة والذِّكر؛ وهو ما يتعلَّق بالدعوة، وما سوى ذلك فلا حاجة إلى ذِكْره؛ قال تعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].

هذه نماذجُ مباركة سُقتها لشباب اليوم الذين تتخطَّفهم كلاليبُ الثقافة الغالبة، ومالت بهم عن الصِّراط الذي سارت عليه هذه الثُّلَّة المباركة؛ لتُرديَهم في وحلِها وعفنِها، والله الحافظ.
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:59 PM.