|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العينة الإحصائية
العينة الإحصائية
د. جميل حمداوي توطئة: تعد العينة الإحصائية من أهم آليات البحث العلمي، فلا يمكن للباحث القيام بدراسة تجريبية أو بحث وصفي إلا بتحديد الساكنة الإحصائية أو العينة التمثيلية. لأن العينة التمثيلية جزء من المجتمع الأصلي، وهي الأحق بالدراسة والبحث والرصد. وبالتالي، تستحيل علميا دراسة المجتمع الأصلي برمته؛ نظرا لما يثير ذلك من صعوبات جمة بشريا وماديا وماليا ومعنويا وعلميا. لذلك، يكتفي الباحثون باختيار عينات عشوائية تتمثل فيها بعض الصفات المتكافئة، أو يختارون عينات طبقية تمثل طبقة اجتماعية معينة. وقد احتفظت العينة بكل مصطلحات علم السكان ومفاهيم الديموغرافيا(Démographie)؛ لأن الإحصاء في بداية الأمر كان مرتبطا بالدولة التي كانت تستخدمه لمعرفة عدد السكان؛ وذلك لأهداف عسكرية وضريبية واقتصادية واجتماعية. والدليل على ذلك هو المصطلح نفسه(Statistique)، الذي يتكون من (Status) و(statista). ويعني المصطلحان معا الدولة السياسية. وبهذا، يرتبط الإحصاء بإدارة الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا. ومن المعلوم أن العينة قد تكون ساكنة بشرية أو صورا أو وثائق أو موادا أو سلعا أو تلاميذ أو مرضى أو ظواهر كمية وكيفية. إذاً، ما هو مفهوم العينة والساكنة الإحصائية؟ وما مراحلها في البحث العلمي؟ وماهي عوائقها ومزاياها؟ وماهي أنواع العينات؟ وماهي شروط اختيارها؟ وما هي أهميتها العلمية والوصفية والتجريبية؟ تلكم هي أهم الأسئلة التي سوف نحاول الإجابة عنها في موضوعنا هذا. مفهوم العينة: ارتبطت العينة في البداية بعلم السكان أو الديموغرافيا. لذا، تسمى العينة بالساكنة الإحصائية التي تمثل مجموع السكان الذين يوجدون في رقعة ترابية ما، وفي زمان معين. ومن ثم، يستوجب البحث العلمي دراسة هذه المجموعة السكانية، سواء أكانت المجموعة المدروسة كمية أم كيفية، أم بشرية أم مادية أم مالية. ويعني هذا أن العينة قد تكون مجموعة من أفراد المجتمع، وقد تكون أدوات فلاحية، أو آلات صناعية وتقنية، أو مواصفات وظواهر كيفية، أو وثائق وأوراقا وصورا وصحفا وكتبا ودراسات ومقالات، إلخ... ويطلق على فرد من أفراد العينة المجتمعية الأصلية مصطلح الوحدة الإحصائية أو المفردة الإحصائية. وعليه، يمكن الحديث منهجيا عن مجتمعين: مجتمع مكبر، ومجتمع مصغر. يتمثل المجتمع المكبر في السكان الذين يقطنون في وحدة ترابية في زمان معين. ويمثلون المجتمع الأصلي (سكان المغرب مثلا). أما المجتمع المصغر فهو بمثابة عينة تمثيلية لكل خصائص المجتمع الأصلي، حيث يشمل الذكور والإناث، والفقراء والأغنياء، والكبار والصغار، والمتعلمين وغير المتعلمين... إلخ. بمعنى أن العينة تتوفر على الخصائص نفسها التي يتوفر عليها المجتمع الأصلي. هذا، و"تجدر الإشارة، إلى أن عملية التمثيل الموضوعي في مجال الظواهر الطبيعية تكون بسيطة، في الوقت الذي تتعقد فيه، شيئا ما، بخصوص الظواهر التربوية والنفسية والاجتماعية. وهكذا، فإذا نحن رغبنا في التعرف على مدى تلوث مياه بحيرة الناظور مثلا، فإنه يكفينا أن نأخذ قنينة من ماء هذه البحيرة قصد تحليلها داخل المختبر، والتعرف على درجة التلوث بها. أما إذا رغبنا في التعرف على المستوى الثقافي لسكان هذه البحيرة، فإن ذلك لن يتأتى بمقابلة فرد أو عشرة من السكان.إن الظاهرة الاجتماعية تتطلب، إذاً، حذرا كبيرا في اختيار العناصر أو الأفراد الذين يكونون العينة الممثلة، وفق ما تمليه مقتضيات سؤال الانطلاق أو الفرضية. يجرنا هذا الحديث عن العينة، إلى التعرف عن المجتمع الأم؛ حيث إن تقنيات اختيار العينة تفيد في رصد العينة التي ستشكل موضوع أدوات البحث، بما فيها من ملاحظة وتجريب وإجراء اختبارات أو مقابلات...؛ وهذه العينة المختارة تشكل، كما أسلفنا الذكر، جزءا أو مجموعة صغرى للمجتمع الأم"[1]. ويعني هذا أنه لا يمكن الحديث عن عينة جزئية أو تمثيلية إلا باستحضار المجتمع الأصلي أو مجتمع الأم بكل خصائصه النوعية والكمية. مراحل تحديد العينة: ثمة مجموعة من المراحل التي ينبغي على الدارس العلمي تتبعها أثناء التعامل مع عينة البحث، وهذه المراحل هي: تحديد مجتمع البحث الأصلي: ويعني هذا أن يشير الباحث إلى المجتمع الأصلي أو الكلي أو الساكنة الإحصائية الكلية. وبعد ذلك، يحدد المفردات الجزئية المحدودة وغير المحدودة التي سيتعامل معها.أي: يبين الجزء الذي سيتعامل معه الدارس، ويكون منتميا إلى ذلك الكل. وبتعبير آخر، ينتقي الباحث عينة جزئية من المجتمع الكلي لدراستها، على أن تكون تلك العينة الجزئية تمثل كل خصائص المجتمع الأصلي أو مجتمع الأم. وإذا أخذنا - مثلا- هذا الموضوع (أثر الإنترنيت على قيم الأطفال)، فالأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنيت يمثلون المجتمع الأصلي، بينما الطفل الواحد الذي يتعامل مع الإنترنيت يعد مفردة من مفردات المجتمع الأصلي غير المحدود؛ لأن عالم الأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنيت شاسع، وواسع، وحجمه كبير جدا. ومن الصعب دراسته بشكل علمي وموضوعي. لكن إذا اخترنا مدرسة ابتدائية، فسيكون البحث - هنا- محدودا. ويعني كل هذا: " أن الباحث لا يستطيع الشروع في إنجاز الدراسة حتى يتعرف بصورة جيدة على مجتمع البحث. أي: أساس نجاح التعيين يقوم أولا على تحديد حجم مجتمع البحث الأصلي، وما يحتويه من مفردات، إلى جانب التعرف على تكوينه تعرفا دقيقا، يشمل طبيعة وحداته هل هي متجانسة أم متباينة، ولن يتمكن الباحث من الوصول إلى ذلك إلا بعد الدراسة الدقيقة، من خلال الاعتماد على الأساليب العلمية المعروفة مثل: الأبحاث الاستكشافية، والدراسات المسحية[2]". تحديد حجم العينة: لابد للباحث من تحديد حجم معين للعينة، فإذا كانت المدرسة فيها 3000 تلميذ وتلميذة، فيختار نسبة 10%. أي:300 مفردة من مفردات المجتمع الأصلي للبحث والدراسة المنهجية. وقد تكون العينة متجانسة أو متباينة. لذا، فعلى الباحث رصد كل مظاهر التجانس والتباين لإدراجها ضمن العينة، مثل التركيز على: السن، وال***، والمستوى العقلي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومستوى التعليم... ويستلزم هذا أن يكون الباحث متسلحا بمنهجية المسح والاستطلاع لتحديد العينة بدقة مطلوبة. أساليب اختيار العينة: يمكن الاعتماد على أساليب ثلاثة في اختيار العينة، مثل: الأسلوب العشوائي الذي يستند إلى مبدإ القرعة في إيجاد عينة متجانسة وصغيرة الحجم. والأسلوب المنتظم الذي يستخدم في التعامل مع العينات المتباينة. لذا، يلتجئ الباحث إلى تحديد قوائم ولوائح متساوية تراعي جميع التباينات الموجودة داخل المجتمع الأصلي، فيستحضرها الباحث في عينته بشكل متعمد ومدروس لتحقيق نوع من الانسجام والاتساق المنهجي. ومن جهة أخرى، هناك الأسلوب القصدي: الذي يعتمد فيه الباحث على إرادته ورغبته في اختيار عينة معينة، اعتمادا على المعايير والمقاييس التي يرتضيها لنفسه؛ لأنه يعرف جيدا ومسبقا مجتمع البحث الأصلي. وبتعبير آخر، يختار الباحث عينته بشكل متعمد ومقصود، ولا يترك الأمر للصدفة والاحتمال والعشوائية. وعلى أي حال، يجب على الباحث أن يحدد المجتمع الأصلي، ويعد قائمة كاملة دقيقة بمفردات هذا المجتمع الأصلي، وتسمى تلك القائمة بالإطار، ويأخذ مفردات ممثلة من القائمة، ويحصل على عينة كبيرة بدرجة تكفي لتمثيل خصائص المجتمع الأصل. ويستوجب كل هذا الانتقال من المجتمع الأصل إلى القائمة، والعينة الممثلة، والعينة الكافية. عوائق المجتمع الأصلي: يجد الباحث صعوبات جمة أثناء التعامل مع العينة المجتمعية الأصلية الكلية؛ لأن التعامل مع المجتمع الأصلي في عمومه، لا يمكن تطبيقه إلا نادرا، حينما تريد الدولة القيام بعملية إحصائية للسكان الذين يوجدون في دولة ما، وهذا ما تقوم به معظم الدول كل عشر سنوات لتعداد أفراد المجتمع، لمعرفة أحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمهنية. لذا، يكتفي الباحثون باختيار عينة جزئية أو تمثيلية التي تمثل جزءا من المجتمع. وبالتالي، يصعب دراسة المجتمع الأصلي برمته؛ وذلك لاتساع القاعدة الديموغرافية (سكان المغرب ثلاثون مليونا نسمة)، أو لاتساع الرقعة الجغرافية لمكان العينة الأصلية (كبر مساحة الوطن). وفي هذا الصدد، يقول عبد الكريم غريب:" يواجه الباحث في مجال التربية أو في مجالات السيكولوجيا أو السيوسيولوجيا. ..، في بحثه، عددا كبيرا من الأفراد أو الوثائق وغيرها...، تمثل المجتمع الأصلي للظاهرة. وبالتالي، يصعب عليه الأمر حين يتعلق بعملية جمع المعطيات. وتتمثل هذه الصعوبات أساسا، في: ♦ صعوبات ترتبط بالوقت المستغرق في جمع المعطيات. ♦ صعوبات تفرضها ضخامة المجهودات الجسدية والذهنية من أجل الاتصال بكافة أفراد المجتمع الأصلي، أو الحصول على كافة الوثائق وغيرها... ♦ صعوبات تنجم عن التكاليف المادية الهائلة التي قد تتطلبها عملية الاتصال تلك. إنها صعوبات قد تجعل النتائج المنتهى إليها غير تلك التي أصبحت عليها الظاهرة المدروسة. فإذا افترضنا، مثلا، أن باحثا رغب في دراسة ظاهرة التسول بالمجتمع المغربي، وعمل جادا من أجل الاتصال بكل الأفراد الذين يتعاطون هذه الظاهرة بمختلف الأوساط المغربية، حضرية كانت أو قروية، فإن عمله هذا لن ينتهي إلا بعد سنوات معدودة. وبالتالي، فإن ما سيتوصل إليه من نتائج لن تكون ما أصبحت عليه ظاهرة التسول بعد كل تلك السنوات التي استغرقها البحث. وهكذا، فإن الدينامية التي تتصف بها الظاهرة التربوية والسيكولوجية والسوسيولوجية...؛ تجعل من النتائج المتوصل إليها نتائج لحظية مؤقتة. أمام هذه المعيقات، إذاً، جاءت أداة العينة (L’échantillon)، أسلوبا علميا دقيقا ييسر، بشكل موضوعي، عملية تمثيل المجتمع الأصلي للدراسة والبحث"[3]. وبناء على ما سبق، يمكن تحديد مجموعة من العوائق التي تواجه الباحث العلمي أثناء التعامل مع الساكنة الإحصائية الكلية؛ مما يدفعه ذلك إلى اختيار العينة التمثيلية النسبية. ونحصر هذه العوائق في مايلي: استحالة دراسة كل وحدات الساكنة: يستحيل، في بعض الأحيان، دراسة كل الوحدات التي يضمها المجتمع الأصلي، مثل: دراسة مسحية لجميع محتويات المناجم، وتقدير الثروة السمكية الموجودة، وهلم جرا. كثرة التكاليف المادية والبشرية: يستوجب إجراء الأبحاث وجمع المعلومات حول مجتمع أصلي كثيرا من الإمكانيات المالية والمادية والبشرية التي لا يتوفر عليها الباحث مهما كان مستواه ومكانته. لذا، يلتجئ الباحث إلى اختيار العينة التمثلية ربحا للجهد والوقت، ورغبة في تخفيض التكاليف والإمكانيات المادية والمالية. البطء في إظهار النتائج: حينما يختار الباحث دراسة المجتمع الأصلي برمته، فيصعب الحصول على النتائج بسرعة؛ لأن عملية الفرز والحساب والعد والدراسة والتحليل تتطلب وقتا كبيرا وجهدا مضنيا، من الصعب تحقيق نتائج سريعة وهادفة، بل قد تستلزم سنوات فسنوات. لذا، يعتمد الباحث على تمثل العينة التمثيلية رغبة في الوصول إلى نتائج سريعة. ضعف الرقابة والإشراف: تستحيل مهمة المراقبة والإشراف حينما يكون التعامل مع المجتمع الأصلي أو عينة كبيرة الحجم والأفراد والفئات والعناصر؛ لأن ذلك يستلزم كثيرا من المساعدين والمشرفين واللجان. ومن ثم، فهؤلاء يحتاجون إلى تكوين مستمر، وتدريب عملي، وتأهيل كفائي. ويستوجب هذا التكوين بدوره إمكانيات مادية ومالية إضافية. حالة تدمير الوحدات: من الصعب بمكان دراسة كل وحدات المجتمع الأصلي، وإلا أتلفنا جميع الوحدات، ودمرنا كل شيء من أجل إجراء بحوث تجريبية، كأن نجري مثلا اختبارات كلية على القنابل والمفرقعات، أو تحديد مدة صلاحية المصابيح الكهربائية في معمل ما، أو اختبار صلاحية البذور للإنبات. حالة التجانس التام في المجتمع الأصلي: ليس من الضروري للباحث في حالة التجانس التام داخل المجتمع الأصلي إجراء البحث على كل المفردات والفئات والعناصر، بل نكتفي بعينة تمثيلية كافية، فإجراء فحص للدم - مثلا- من قبل طبيب مختص، لا ينبغي بالضرورة تحليل كل الدم الذي يوجد في جسم المريض، فتكفي عينة منه. كما أن تحليل مياه بحيرة ما، يستلزم فقط تحليل عينة منه، بدلا من تحليل مياه البحيرة بأكملها. وعلى العموم، تتمثل صعوبات العينة في التحيز، و صعوبة الانتقاء والاختيار، ووعورة تحقيق التجانس. كما أن الخطأ في اختيار العينة يؤثر في نتائج البحث، وقد يؤثر حجم العينة في بعض الأحيان على تلك النتائج أيضا. وفي بعض الأحيان، تحدث أخطاء نتيجة ردود فعل العينة التي يقوم الباحث بدراستها. علاوة على ذلك، أن اختيار العينة في بعض الأحيان لا يتناسب مع نوعية الدراسة ومستواها. إيجابيات العينة ومزاياها: هناك مجموعة من الإيجابيات والمزايا التي تتسم بها العينة على مستوى البحث العلمي والمنهجي. وتتمثل هذه المزايا في توفير الوقت، والاقتصاد في الجهد البشري، وتخفيض الإمكانيات المادية والمالية، والاقتصاد في التكاليف، والتوصل إلى نتائج بأسرع وقت. وفي هذا السياق، يقول ليوبولد ب. فان دالين: "لا يمكن أن يحل كثير من مشكلات البحث العلمي، دون أن يستخدم الباحث أساليب معينة لاشتقاق العينات.فطالما أن معظم الظواهر التربوية تتكون من عدد كبير من المفردات. فمن المستحيل أن تقابل أو تختبر أو تلاحظ كل مفردة منها تحت شروط مضبوطة. وتحل أدوات اختيار العينة هذه المشكلة، إذ إنها تساعد الباحث على اختيار مفردات ممثلة، يستطيع أن يجمع منها البيانات التي تسمح له باشتقاق معلومات عن طبيعة المجتمع الأصل كله، وتوفر أدوات اشتقاق العينات وقت الباحث وماله وطاقته، كما تمكنه من سبر مشكلات معينة من العسير معالجتها بالمناهج التقليدية.لذلك، فإن إتقان الباحث لطرائق اشتقاق العينات، والمزالق التي يمكن أن يواجهها عند استخدامها، يعد جزءا رئيسيا من إعداد الباحث"[4]. ومن هنا، لابد للباحث من التحكم بدقة في العينات المختارة، من خلال البحث عن تجانسها الكمي والنوعي، واختيار الأسلوب الأنسب للوصول إلى نتائج علمية دقيقة. أنواع العينات: يمكن الحديث عن أنواع عدة من العينات، والمهم هو أن تكون النتائج التي يمكن استخلاصها من دراسة العينات تتوفر في المجتمع الأصلي، أو تتماثل مع خصائصه النوعية والكمية والكيفية. ومن ثم، يمكن تصنيف العينات إلى نوعين كبيرين: العينات الاحتمالية التي يتم انتقاؤها عشوائيا، مع مراعاة التمثلية والكفاية العددية النسبية. ومن أنواعها: العينة العشوائية البسيطة، والعينة الطبقية، والعينة العنقودية. أما النوع الثاني، فهو العينات غير الاحتمالية التي يتم فيها اختيار العينة "بشكل غير عشوائي، حيث يتم مقدما استثناء بعض عناصر الدراسة من الظهور في العينة لأسباب معينة، منها عدم توافر المعلومات المطلوبة للدراسة لدى تلك العناصر، أو لاستحالة الوصول لتلك العناصر، أو لارتفاع تكلفة الحصول على المعلومات المطلوبة فيما إذا تم اختيار العينة بشكل عشوائي، بالإضافة إلى كبر حجم مفردات مجتمع الدراسة، وبخاصة فيما يتعلق بالدراسات المرتبطة بالأنماط السلوكية والشرائية للمستهلكين أو الأسر"[5]. وعليه، فهناك مجموعة من العينات، وهي على الشكل التالي: العينة العشوائية: يقصد بالعينة العشوائية تلك العينة التي تؤخذ بطريقة عشوائية، على أساس إعطاء فرص متكافئة لجميع أفراد الساكنة الإحصائية. وتعد الطريقة العشوائية أكثر الطرائق اعتمادا في اختيار منتجات المعامل، أو محاولة معرفة رأي الشعب في مشروع من مشاريع الدولة، مثل: مشروع الانتخابات، أو مشروع الحكم الذاتي، أو مشروع اقتصادي، أو مشروع سياسي ما... وعليه، يتم الحصول على العينة العشوائية أو الإحصائية: "بإجراء قرعة لاختيار أفرادها بطريقة تضمن الحظوظ نفسها في الاختيار أو الانتقاء لجميع أفراد المجتمع. فإذا كان عدد أفراد مجتمع البحث محدودا، كتلاميذ المستوى السادس في مدرسة معينة مثلا، فإنه يمكن وضع أسمائهم على بطاقات، ثم وضعها في سلة وخلطها، وبعد ذلك، أخذ العدد المراد من البطاقات. وأما إذا كانت الأعداد ضخمة، فإنه يتم اللجوء أو الاستعانة بجداول أرقام الاختيار العشوائي التي وضعها علماء إحصائيون لهذا الغرض.[6]" وعليه، تبعدنا الطريقة العشوائية عن التحيز الذاتي نحو مفردة أو مفردات معينة من المجتمع الأصلي، واستبداله بالانتقاء الصدفوي التمثيلي الذي يحقق نوعا من الموضوعية. ومن ثم، في هذه الطريقة العشوائية لاختيار العينة" نوفر ظروفا مضبوطة بدقة، لكي نضمن حصول كل مفردة من مفردات المجتمع الأصلي على فرصة متساوية أو معروفة لأن تدخل في العينة. وتستخدم في اشتقاق العينة طرائق آلية، لمنع الباحث من التحيز في النتائج، نتيجة لممارسة التحكم المباشر في اختيار المفردات.فقد توضع أسماء المفردات جميعها في إناء كبير أو على بطاقات، ثم تقلب تقليبا جيدا قبل سحب العدد المطلوب منها. وإذا كان الأمر يختص بمجموعة صغيرة، فقد تستخدم عملية قذف قطعة من العملة المعدنية لاختيار العينة. وقد يكون من الأفضل استخدام جدول للأعداد العشوائية، مثل: تلك الجداول التي أعدها فيشر(Fisher)، وييتس(Yates)، أو تيبيت(Tippet)، أو كندال(Kendall)، وبابجنتون - سميث(Babington-smith). وفي هذه الطريقة، بعد أن يعطي الباحث مفردات المجتمع الأصل أرقاما مسلسلة، يبدأ من أي نقطة في جدول الأعداد العشوائية، ويقرأ الأعداد بالترتيب في أي اتجاه (أفقيا أو رأسيا أو قطريا). وحينما يقرأ عددا يتفق مع الرقم المكتوب على بطاقة مفردة من المفردات، يختار هذه المفردة في العينة، ويستمر الباحث في القراءة، حتى يحصل على عينة بالعدد المطلوب. وليس محتما أن تمثل العينة العشوائية خصائص المجتمع الأصل. ولكنها تترك اختيار المفحوصين للصدفة، ومن ثم تقلل إمكانيات التحيز الذي يتدخل في اختيار العينة. وبطبيعة الحال، قد يختار باحث بالمصادفة عينة لاتمثل المجتمع الأصل كله تمثيلا دقيقا. فكلما زاد اختلاف مفردات المجتمع الأصل. وزاد صغر العينة، كانت فرصة اشتقاق عينة ضعيفة للتمثيل أكبر"[7]. ويعني كل هذا أن العينة العشوائية البسيطة تقوم على اختيار مجتمع مصغر بشكل عشوائي، مع مراعاة التماثل الكمي والكيفي، والتجانس النسبي. العينة الطبقية: يقصد بالعينة الطبقية تلك العينة التي نحصل عليها في حالة معرفة التركيب النسبي للساكنة الأصلية، حينما تكون تلك الساكنة مكونة من مجموعة من الطبقات، بينها اختلافات واضحة وجلية. وفي هذه الحالة، نراعي النسبة المئوية لكل طبقة على حدة. وبتعبير آخر، يمكن الحديث عن العينة الطبقية:" عندما يكون مجتمع البحث موزعا توزيعا جغرافيا متنوعا، أو ينتمي أفراده إلى طبقات اجتماعية مختلفة، ومستويات تعليمية متفاوتة مثلا، لا نجد بدا من أن نأخذ بعين الاعتبار هذه الخصائص لنضمن حضورها في العينة بنسب حقيقية حتى تكون تمثيلية، كنسبة الفتيات بالمقارنة مع الذكور، والنسبة الحقيقية للانتماء الطبقي وغيرها من المواصفات. ويمكن أن تتوخى الدقة العالية في تحديد هذه الخصائص والصفات، وذلك بحساب ما تمثله إحصائيا في المجتمع. وبعد ذلك، تنتقي عينة مطابقة إحصائيا لنسبة تلك الخصائص، كأن تكون نسبة الفتيات مثلا 32%، منهن 10% في الحادية عشرة من عمرهن، و16% في الثانية عشرة...و21% منهن جميعا أسرهن متوسطة الدخل، وهكذا دواليك... عندئذ تسمى هذه العينة عينة طبقية مرجحة"[8]. وهكذا، تحيلنا العينة الطبقية على فئات المجتمع وطبقاته المختلفة التي ينبغي تحديدها في ضوء نسبة إحصائية لتمثيلها في عينة الدراسة. العينة المزدوجة: يقصد بالعينة المزدوجة تلك العينة التي نختارها مرة ثانية، بعد أن تكون قد امتنعت في المرحلة الأولى عن الإدلاء بجوابها، بغية اختبارها عن طريق المقابلة في ضوء النتائج المعطاة من قبل العينة الأولى." عند استعمال استفتاء بريدي، قد تستخدم العينة المزدوجة للحصول على عينة أكثر تمثيلا. وذلك لأن بعض المفحوصين المختارين عشوائيا، قد يردون الاستفتاءات التي ترسل إليهم. ومن الواضح، أن البيانات الناقصة سوف تؤدي إلى تحيز في نتائج الدراسة، إذا كان الأفراد الذين لا يجيبون على الاستفتاء يختلفون في ناحية أساسية معينة عن الآخرين، فيما يتعلق بالظواهر موضع الدراسة، ولاستبعاد هذا التحيز، قد تشتق عينة ثانية بطريقة عشوائية من الذين لم يستجيبوا.ثم تجرى مع أفرادها مقابلات شخصية للحصول على البيانات التي حصل عليها من العينة الأولى. كما يمكن أن تستخدم العينة المزدوجة أو متعددة المراحل، لمراجعة البيانات والتأكد منها.إذ يعد إجراء مسح بسيط قليل التكلفة لعينة كبيرة، يمكن أن تختار عينة أخرى من هذه المجموعة لدراسة أكثر شمولا."[9]. ويعني هذا أن العينة المزدوجة خاضعة لمجموعة من المراحل، ويعاد فيها التجربة مرة أخرى لاختيار العينة مرة ثانية. عينة الفئات: تتعامل هذه العينة مع الفئات، بدلا من تعاملها مع الأفراد. و" تتكون العينة في طريقة الفئات من مجموعات من العناصر(فئات). فبدلا من أن تتكون من الأعضاء أو الحالات الفردية في المجتمع الأصل"[10]. ومثال ذلك: يريد باحث ما أن يدرس نتائج طلبة الكليات بجامعة معينة، فيختار – هنا- مجموعة من الفئات للدراسة وفق معيار معين، كأن يختار طلبة الآداب، وطلبة العلوم، وطلبة الطب، وطلبة الاقتصاد، وطلبة الإعلام، وهكذا دواليك... أو دراسة فئة الذكور والإناث في شعبة من شعب كليات الجامعة. عينة الوضعيات: يقصد بعينة الوضعيات أن موضوع البحث وإشكاليته يحتمان في بعض الأحيان دراسة مختلف السياقات الموقعية والتداولية التي يوجد فيها الملاحظ المرصود من قبل الباحث، سواء أكانت سياقات داخلية أم سياقات خارجية، وتسمى تلك السياقات بالوضعيات أو الظروف.أي:" الاهتمام بمختلف الوضعيات التي يمكن أن يتواجد بها أفراد المجتمع؛ نظرا لتأثير تلك الوضعيات على ردود أفعالهم أو آرائهم. فمثلا إذا كان البحث يهدف إلى تحديد سلوك الأطفال، فإنه سيكون من باب العبث الاقتصار على ملاحظاتهم، وهم يتواجدون بالمدرسة، لابد أيضا من تتبعهم بالشارع، والمنزل، والنوادي، وكل الأماكن التي يرتادونها عادة.[11]". وتصلح هذه العينة في حالة تتبع الأطفال غير الأسوياء أو المعاقين أو ذوي الحاجيات الخاصة. العينة المساحية: ترتبط هذه العينة بالمساحة الجغرافية أو شساعة المكان، كأن ندرس ظاهرة الهدر المدرسي بجهات المملكة المغربية؛ فهذه الجهات تمثل المجتمع الأصلي. وتتكون كل جهة من أقاليم ومدن وقرى وبواد. ويصعب على الباحث أن يختار كل هذه العينات الجغرافية. وفي الأخير، يختار الباحث بادية ما تمثل جميع البوادي، ومدينة تمثل جميع المدن. وبعد ذلك، يختار مدرسة معينة لإجراء التجارب والمقابلات والتحاليل. كما يختار فئة معينة من المدرسين والمديرين و أولياء الأمور. العينة الحصصية: تعتمد هذه العينة على حصة معينة من المجتمع الأصلي. بمعنى أن الباحث يختار نسبة معينة تمثل المجتمع الأصلي في مختلف خصائصه الكمية والكيفية. وغالبا ما تكون هذه الحصة مائوية. وفي هذا الإطار، يقول عبد الكريم غريب بأن مقياس هذه الفئة هو الاعتماد على معيار الحصة (Quota) من فئة معينة، " شأنها العينة الطبقية؛ إلا أن عملية اختيار العينة الحصصية لا تكون عشوائية؛ بل تترك فيها الحرية للباحث كي يتمكن من تحديد الحصة التي يرغب فيها داخل كل فئة من الفئات؛ وتساعد هذه التقنية على التخفيف من مشاق البحث وتكاليفه؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بمجتمعات أصلية كبيرة الحجم، لأن العينة الحصصية تعتمد على اختيار أفراد العينة من بين الجماعات أو الفئات ذات الخصائص المعينة، وذلك بنسبة الحجم العددي لهذه الجماعات."[12]. ويعني هذا أن العينة الحصصية تعتمد على معيار الحصة أو النسبة المئوية في رصد البيانات والمعطيات والمعلومات البحثية. العينة العمدية أو المتعمدة: نقصد بالعينة العمدية أو المتعمدة تلك العينة التي يختارها الباحث بشكل متعمد ومقصود، فيتعمد تبنيها لدواع وأسباب ما، قد تكون ذاتية أو موضوعية؛ كأن يختار منطقة جغرافية معينة، أو ينتقي فئة ما من الساكنة الإحصائية. فإذا أراد الباحث- مثلا- دراسة ظاهرة الهدر المدرسي في البادية، فإنه سيركز فقط على عينة مقصودة، وهي فئة الذين انقطعوا عن الدراسة بالبادية. وفي هذا السياق، يقول عبد الكريم غريب:" يتم، في هذه العينة، اختيار أفراد أو مناطق بشكل تتدخل فيه رغبة الباحث وإرادته، وذلك اعتمادا على معطيات ومؤشرات تبرر ذلك.فإذا كان موضوع البحث يتعلق- مثلا- بظاهرة التكرار بالطور الأول من التعليم الأساسي، فإن أفراد هذه العينة سوف يكونون أولئك التلاميذ الذين كرروا أكبر عدد من السنوات. وبالتالي، فالعينة العمدية يكون لها ما يبررها على مستوى سؤال الانطلاق أو الفرضية."[13]. ويعني هذا أن العينة القصدية هي تلك العينة التي تعتمد على إرادة الباحث ورغبته للتحكم في عينة مقصودة ومضبوطة، بغية استجماع معلومات صحيحة ودقيقة وموثقة علميا. العينة المنتظمة: نعني بالعينة المنتظمة تلك العينة التي يتوفر فيها نوع من النظام والتحكم المقصود. و"في هذا النوع من العينات، يتم حصر عناصر المجتمع الأصلي، ثم يعطى لكل عنصر رقم متسلسل، ثم يقسم عدد عناصر المجتمع الأصلي على عدد أفراد العينة المطلوبة، فينتج رقم معين هو الفاصل بين كل مفردة، يتم اختيارها في العينة والمفردة التي تليها. بعد ذلك، يتم اختيار رقم عشوائي ضمن الرقم الذي تم حسابه في الخطوة السابقة، ويكون أفراد العينة هم أصحاب الأرقام المتسلسلة التي تفصل بين الرقم العشوائي المختار والترتيب الذي يليه. مثال ذلك: صف فيه 45 طالبا، يمثلون مجتمع الدراسة الأصلي، نريد اختيار عينة عددها 9 طلاب بأسلوب العينة المنتظمة، نقوم أولا بقسمة عدد عناصر المجتمع الأصلي (45) على عدد أفراد العينة المطلوب(9)، فيكون الناتج(5)، بعدها نختار رقما عشوائيا ضمن الأرقام من 1 إلى 5.لنفرض أننا اخترنا الرقم3، فيكون هو رقم المفردة الأولى، ثم نضيف 5، فيصبح رقم 8 فيكون ذلك وهو رقم المفردة الثانية في العينة، يليه الرقم 13 ثم 18، وهكذا."[14]. ويعني هذا أن العينة المنتظمة تخضع إجرائيا ومنهجيا لضوابط مضبوطة ودقيقة في احتساب العينة كما وكيفا. العينة العنقودية: تخضع العينة العنقودية للتحليل والسبر والتقسيم إلى عينات جزئية صغرى، حتى يتم اختيار عينة خاصة للدراسة والبحث والاختبار. وفي هذا السياق، يقول سلمان زيدان:" هي النوع الرابع من أنواع العينات الاحتمالية، وفيها يلجأ الباحث إلى تحديد العينة أو اختيارها ضمن مراحل عدة: ففي المرحلة الأولى: يتم تقسيم مجتمع الدراسة الأصلي إلى شرائح أو فئات بحسب معيار معين. ومن ثم يتم اختيار شريحة أكثر بطريقة عشوائية. وفي المرحلة الثانية: يتم تقسيم الشرائح التي وقع عليها الاختيار في المرحلة السابقة إلى شرائح أو فئات جزئية أخرى، ثم يتم الوصول إلى الشريحة النهائية التي يقوم بالاختيار منها وبشكل عشوائي عدد مفردات العينة المطلوبة. ولتوضيح الطريقة نورد المثال التالي: يريد أحد الباحثين دراسة العلاقة بين مستوى دخل الفرد في العراق ومستوى ادخاره، فإذا تقرر استخدام العينة العنقودية لاختيار عينة الدراسة، فقد يتم تقسيم الجمهورية إلى محافظات، ثم يتم اختيار محافظة أو أكثر منها وبشكل عشوائي. وعلى افتراض أنه وقع الاختيار هنا على محافظة بابل، ففي هذه الحالة يجري استبعاد باقي المحافظات الأخرى من الدخول في العينة لاحقا، أي: تنحصر عينة الباحث بمحافظة بابل، حيث يتم اختيار العينة المطلوبة من هذه المحافظة بطريقة العينة العشوائية البسيطة أو المنتظمة.[15]". وتشبه هذه الطريقة ما يسمى بالطريقة أو العينة الجغرافية أو عينة المساحة التي تنبني على اختيار مكان معين للدراسة والبحث، وإجراء الاستبيان، وجمع المعلومات المطلوبة. العينة الضابطة: من المعروف أن العينة الضابطة هي محك التجريب، وهي التي تضبط نتائج العينة التجريبية. بمعنى أن العينة الضابطة مستقلة عن العينة التجريبية، فهي تبقى ثابتة كما كانت في الحالة العادية. على عكس العينة التجريبية، فهي التي تخضع للتجربة والتجريب والمقايسة. ومن ثم، لابد أن تكون خصائص العينة الضابطة هي الخصائص نفسها التي توجد في العينة التجريبية، مثل: المستوى الدراسي، وال***، والعمر الزمني، والعمر العقلي، والظروف الأسرية والاجتماعية والاقتصادية... ووظيفة هذه العينة هي:" مراقبة نتائج العينة التجريبية بشكل موضوعي، فإن العينة الضابطة تظل متمتعة بظروف يغيب فيها المتغير الخاضع للتجربة. وفي المثال السابق المتعلق بأثر التعب على التحصيل الدراسي، فإنه، بالنسبة للعينة الضابطة، يبقى أصحابها خاضعين للظروف نفسها السابقة عن التجريب.أي: اتباع أسلوب التعليم كما كان عليه من قبل خاضعا لفترات الاستراحة المعهودة. وعلى هذا الأساس، فإن المتغيرات المستقلة التي يتم التدخل فيها على مستوى التمديد والتغيير تظل، في العينة الضابطة، ثابتة مستقلة. وهو الأمر الذي يساعد، بشكل موضوعي، على عملية مقارنة النتائج المتوصل إليها عند أفراد العينة التجريبية.[16]". وللتوضيح أكثر، إذا أخذنا هذا الموضوع (تدريس النحو العربي في ضوء منهج القرائن لتمام حسان بالإعدادية المغربية)، فإننا سنختار مجموعتين متماثلتين في مجموعة من الخصائص التربوية والنفسية والاجتماعية والعقلية، فندرس النحو للتلاميذ بالطريقة القديمة، فتكون تلك العينة ضابطة ومراقبة للنتائج التي ستترتب عن التجربة في الأقسام الأخرى. وبعد ذلك، نجرب الطريقة الجديدة القائمة على منهج القرائن على العينة التجريبية لمعرفة هل: ثمة فوارق بين الطريقتين. وبعد ذلك، نتساءل عن الأحسن والأجود؟ ويعني هذا أن العينة الضابطة هي الأصل، والثانية هي الفرع. العينة التجريبية: يقصد بالعينة التجريبية تلك العينة التي نخضعها للتجربة والتجريب اعتمادا على عرض المعطى التجريبي، وتقويم التجربة كما وكيفا، للمقارنة بين نتائج المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية. ومن هنا، يمكن الحديث عن أنواع عدة من العينة التجريبية وطرائق التجريب، وذلك في علاقة بالمجموعة الضابطة. وبالتالي، تتم طرائق التجريب أو تصاميمه - حسب العالمين الأمريكيين: كامبل(Campell) وستانلي(Stanley) - عبر ثلاثة تصاميم تجريبية، وهي: أ- التصميم ما قبل التجريبي، أو طريقة المجموعة الواحدة. ب- التصميم شبه التجريبي، أو طريقة المجموعتين المتساويتين. ج- التصميم التجريبي أو طريقة تدوير المعامل.[17]. وعليه، يتضمن التصميم ما قبل التجريبي أو ما يسمى أيضا بطريقة المجموعة الواحدة الأنواع التالية: 1- المجموعة التجريبية الواحدة باختبار بعد التطبيق، لتحديد كفاية تحصيل التلاميذ، أو تحديد أنواع ميولهم. 2- المجموعة التجريبية الواحدة باختبارين، قبل التطبيق وبعده. 3- المجموعة التجريبية الواحدة باختبار قبل التطبيق لمجموعة أخرى مشابهة، مع اختبار بعد التطبيق للمجموعة التجريبية المعينة.أي: نقارن المجموعات التجريبية والضابطة[18]. وثمة طرائق أخرى للتصميم شبه التجريبي، أو طريقة المجموعتين المتساويتين، مثل: 1- مجموعتان: اختبارية وضابطة بدون ضبط (بدون انتقاء منظم أو مقنن). 2- مجموعتان اختبارية وضابطة بضبط جزئي، باختبارين قبل التطبيق وبعده. 3- المجموعة التجريبية المختلفة بدون ضبط، باختبارين قبل التطبيق وبعده. 4- المجموعة الواحدة باختبارات متعددة قبل التطبيق وبعده. 5- الطريقة الانتقائية أو الطريقة المرقعة؛ لكونها تجمع أكثر من طريقة غير تجريبية. أما طرائق التصميم التجريبي الحقيقي، فتتمثل في الأنواع التالية: 1- المجموعتان: التجريبية والضابطة باختبار بعد التطبيق. 2- المجموعتان التجريبية والضابطة المتطابقتان بأفرادهما، وباختبار بعد التطبيق. 3- المجموعتان التجريبية والضابطة باختبارين قبل التطبيق وبعده. 4- المجموعة التجريبية والمجموعتان الضابطتان باختبارات قبل التطبيق وبعده. 5- المجموعة التجريبية والمجموعات الثلاث الضابطة، باختبارات قبل التطبيق وبعده.[19]. وعليه، فثمة علاقة وثيقة بين العينة التجريبية والمنهج التجريبي. لذلك، يبقى المنهج التجريبي أنجع المناهج في بناء البحوث التربوية والعلمية، وتحصيل النتائج اليقينية، وإغناء عملية التجريب في المجال التربوي، فهو:" لا يختلف كثيرا عن نظيره في المجال الفيزيائي، إذ يبدأ بملاحظة الظاهرة التي تساعد على اقتراح فرضيات، يتم العمل - بعد ذلك- على التأكد من صدقها أو عدمه، باعتماد إجراءات تجريبية، كتحديد العوامل التجريبية أو المستقلة والعوامل التابعة، وتكوين المجموعات التجريبية والمجموعات الضابطة وفقا لقواعد مضبوطة.ثم، اختيار التصاميم التجريبية المناسبة للموضوع أو الإشكالية، والتي تضمن حدا أدنى في إمكانيات التحكم في العوامل والمتغيرات، وضبطها بهدف تحقيق مستوى مقبول من الموضوعية العلمية، والدقة في النتائج."[20]. هذه هي أهم العينات التي يمكن الاعتماد عليها في إنجاز البحوث العلمية، سواء في الحقل التربوي أم الاجتماعي أم الاقتصادي... خاتمة وخلاصة القول، لا يمكن إنجاز بحث علمي مهما كان نوعه، وذلك في غياب العينة التي قد تكون عينة وثائقية أو مادية أو مالية أو بشرية... ويستوجب هذا البحث تحديد المجتمع الأصلي، واختيار العينة، واستعمال الأسلوب المناسب في التعامل مع العينة، كأن يكون أسلوبا عشوائيا أو أسلوبا منتظما أو أسلوبا مقصودا... ومن المعروف أن العينة في الأبحاث التجريبية قد تكون عينة ضابطة أو عينة تجريبية، أو عينة مغلقة مرتبطة بفئة معينة (موقف طلبة الجامعة من التعليم المغربي)، أو عينة مفتوحة تهم جميع الناس (موقف الشعب المغربي من التعليم المغربي). وحين دراسة العينة، لابد من تحديد العدد، والمصدر، وزمن الدراسة، والإشارة إلى مكانها. كما ينبغي أن يكون الباحث موضوعيا في اختيار العينة، فيبتعد عن الأهواء الذاتية والمواقف الإيديولوجية، ولا يرضى بالحلول السهلة في اختيار العينة، كأن يختار أقاربه، بدلا من اختيار عينات بعيدة عنه، أو يستخدم بيانات أو معلومات جاهزة ومتجاوزة أو انتقائية، أو يعتمد على مدينة واحدة ضمن التشتت الجغرافي للعينة. وعليه، فحينما يحاول الباحث إجراء تجارب في ميدان ما، فعليه أن يختار العينة التمثيلية للمجتمع الأصلي، سواء أكانت تلك العينة عشوائية أم منظمة أم طبقية أم عينة وضعيات. ومن ثم، "تجسد كيفيات اختيار أفراد المشتركين للبحث وأنواعهم مسألة شائكة نسبيا، يصعب ضبطها بالكامل في كثير من الأحيان لأسباب متعددة، تتعلق بمعطيات وظروف بيئات المنهج. وعلى كل حال، مهما كانت أنواع العينات المختارة، فإن أفضل طريقة متعارف عليها لاختيار أفراد أو مواضيع البحث هي العشوائية. وبينما تتوفر أساليب الاختيار العشوائي في معظم المراجع الإحصائية، فإنها تهدف في العموم إلى تزويد مجموعات البحث بعينات عضوية ممثلة لمجموع السكان أو الشرائح السكانية لعينات البحث"[21]. وأخيرا، فللعينة سلبيات وإيجابيات عدة، وعلى الرغم من ذلك، فتبقى العينة أداة إجرائية ناجعة في البحث العلمي، سيما في البحوث الوصفية والتاريخية والتجريبية، بغية الحصول على نتائج إيجابية وهادفة وبناءة. [1] - عبد الكريم غريب: منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2012م، ص:170. [2] - الدكتور أحمد بن مرسلي: مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام و الاتصال، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 2005م. [3] - عبد الكريم غريب: منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، ص:169-170. [4] - ديوبولد ب.فان دالين: مناهج البحث في التربية وعلم النفس، ترجمة: دكتور محمد نبيل نوفل، ودكتور سليمان الخضري الشيخ، ودكتور طلعت منصور غبريال، مكتبة الأنجلومصرية، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية 1986م، ص:388-389. [5] - سلمان زيدان: مناهج البحث العلمي، دار ابن حزم، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2011م،، ص:106. [6] - خالد المير وإدريس قاسمي: مناهج البحث التربوي، سلسلة التكوين التربوي، العدد:16، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2001م، ص:24-25. [7] - ديوبولد ب.فان دالين: مناهج البحث في التربية وعلم النفس، ص:392. [8] - خالد المير وإدريس قاسمي: نفسه،ص:25. [9] - ديوبولد ب.فان دالين: نفسه، ص:393. [10] - ديوبولد ب.فان دالين: نفسه، ص:394. [11] - خالد المير وإدريس قاسمي: نفسه،ص:25. [12] - عبد الكريم غريب:نفسه، ص:175-176. [13] - عبد الكريم غريب:نفسه، ص:176. [14] - زيدان سلمان: نفسه، ص:108. [15] - د.سلمان زيدان: مناهج البحث العلمي، ص:211. [16] - عبد الكريم غريب: نفسه، ص:176-177. [17] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:53-54. [18] - جميل حمداوي: البحث التربوي: مناهجه وتقنياته، الجسور للطبع والنشور، وجدة، المغرب/ الطبعة الأولى سنة 2013م، ص:33. [19] - د.محمد زياد حمدان: تقييم المنهج، سلسلة التربية الحديثة 25، دار التربية الحديثة، عمان، الأردن، الطبعة الأولى سنة 1986م، صص:338-347. [20] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:58. [21]- د.محمد زياد حمدان: تقييم المنهج، ص:338. |
العلامات المرجعية |
|
|