اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-06-2015, 04:27 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الطاووس.. التاريخ الطبيعي والثقافي

عرض كتاب: الطاووس.. التاريخ الطبيعي والثقافي

محمود ثروت أبو الفضل

• اسم الكتاب: الطاوس.. التاريخ الطبيعي والثقافي.
• العنوان بالإنجليزية: Peacock.
• المؤلف: كريستين جاكسون.
• المترجم: يارا البدوي.
• سنة النشر: 1431هـ/2010م.
• دار النشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (كلمة).
• الطبعة: الأولى.
• صفحات الكتاب: 196.

صدَر عن "المجمع الثقافي - كلمة" لهيئة (أبو ظبي للثقافة والتراث) الطبعة الأولى من كتاب "الطاوس التاريخ الطبيعي والثقافي"؛ للباحثة "كريستين جاكسون"، وهو جزءٌ من سلسلةٍ علميَّة باللغة الإنجليزية تحت عنوان "سلسلة الحيوانات - Animal Series" تولَّت ترجمتها ونشرها الدار ضِمن مشروعها الثقافي.
وتبحَثُ تلك السلسلة في التاريخ الطبيعي وغير الطبيعي لتلك الحيوانات التي تولَّتْ دِراستها مطبوعات السلسلة، ونقصدُ بالتاريخ الطبيعي هنا دورةَ حياة الحيوان الطبيعية وأماكن انتشاره وتعايشه، وكيفيَّة توالده وتكاثُره، أمَّا التاريخ غير الطبيعي فيبحث في الموروث الثقافي الشعبي عن ذلك الحيوان، ومدى تداخُله في الخُرافات والأساطير والخُزَعبِلات لكثيرٍ من الشعوب التي تفاعَلتْ معه، وعاشت بالقُرب منه.
والكاتبة هي كريستين إي. جاكسون عالمة طيور مُتخصِّصة في الفنون التوضيحيَّة والتاريخ الطبيعي والاجتماعي، وتعيشُ في سوفولك شرق إنجلترا.
يعدُّ الطاوس من الطيور الجميلة الفاتنة التي تستَحوِذُ على إعجاب كلِّ مَن يراها؛ وذلك لما حباه الله به من ريشٍ رائع جميل مُموَّه بكثيرٍ من الألوان المتناغمة والمتناسقة أشبه ما تكون بـ"قوس قزح" للونه المتفرِّد، ولطريقة أدائه الاستثنائي في رفْع ذيلِه الطويل بطريقةٍ مدهشة، وإبراز ريشِه الملوَّن، ولمشيته المتبخترة - ارتَبَط الطاوس في الأذهان بأنَّه طائر ذكوري، ومتغطرِس، ومستعرِض، وعُدواني في نفس الوقت، حتى إنَّ الناس تشيرُ إليه بلفظة "مغرور" عندما يستعرضُ نفسه، بل أصبح النُّزوع الاستعراضي الطبيعي للطاوس يُضرَبُ مثلاً لوصف تصرُّفات اليافعين من البشر، "حيث تبيَّن أنَّ فصْل الذكور عن الإناث في صفوفٍ مختلفة في المدرسة قد أدَّى إلى تحسين التحصيل الأكاديمي لل***ين، ويرجعُ أخصائيو التربية هذا إلى ما يُسمَّى بـ"تأثير الطاوس""؛ صـ9.
ونجد أنَّ هناك ثلاثةَ أنواعٍ معروفة من الطواويس: الطاوس الأزرق أو الهندي، وموطنه الأصلي في الهند و*****انكا وانتشر تدريجيًّا في الجزء الغربي من العالم، والطاوس الأخضر، وهناك طاوس إفريقي أكثر قصرًا وبدانةً وأصغر حجمًا، ولكنَّه لا يملك نفس الذيل متعدِّد الألوان، ويُعرف بطاوس الكونغو (أفروبافو)، ونجد أنَّ الميزة التي تتمتَّع بها الطواويس الزرقاء والخضراء اللون هي قُدرتها على نشر ريش ذيولها لتُشكِّل قوسًا ضخمًا من الألوان البديعة، يتراوح عرضه بين 1.8 و2.1 مترًا، واحتلَّ الطاوس مكانًا بارزًا في القصص والأساطير والمعتَقَدات البدائيَّة للشُّعوب المختلفة، فبشَكلِه المثير للإعجاب، واللافت للانتِباه، كثُر تناوُله في موضوعات الفنون والآداب، والحرف المختلفة... وغيرها، حيث كثيرًا ما كان الطاوس يُوصَف بأنَّ له "ريش ملاك، وصوت شيطان، وأقدام لص".
وصف الكتاب:
قامت الكاتبة بالتصدير لكتابها بفصلٍ تقديمي عن الطاوس وتأثيره الثقافي والطبيعي في تاريخ الشعوب التي اتَّخذَتْه رمزًا ضِمن رُموزها الأسطوريَّة، ثم استفاضت في الفصول التي تلت المقدمة في شرح ما أوجزَتْه في المقدمة من تاريخ الطواويس الطبيعي والثقافي بتفصيلٍ وإسهابٍ، وجاءتْ عناوين فصول الكتاب كالتالي:
1- التاريخ الطبيعي.

2- التاريخ غير الطبيعي.
3- الطاوس الهندي الأزرق في موطنه الأصلي الهند.
4- الطاوس الهندي الأزرق يسافر غربًا.
5- الطاوس الأخضر في الشرق.
6- الأعمال اليدويَّة وفن العمارة.
وقد وضَعت الكاتبة لكلِّ فصلٍ من فُصول كتابها ثبتًا بهوامش المراجع والمصادر التي اعتمدَتْ عليها في تصنيف معلومات الفصل، هذا إلى جانب أنَّ فُصول الكتاب تضمَّنت 120 رسمًا توضيحيًّا لمعلومات الكتاب، منها 79 رسمًا مُلوَّنًا، ووضعت الكاتبة في الخاتمة جدولاً زمنيًّا لأحداث "تدرج" الطاوس وانتشاره الواردة في فُصول الكتاب، وكذلك وضعت قائمةً بعَناوين بعض الجمعيَّات والمواقع الإلكترونيَّة المتخصِّصة في دِراسة وحماية سُلالات الطاوس، ولم تنسَ الكاتبة أنْ تُقدِّم في النهاية كلمات شُكر لكلِّ الأشخاص والمؤسَّسات وجمعيَّات حماية الطيور التي ساعدتها في إنجاز كتابها العلمي.
وهذا عرضٌ لأهمِّ ما جاء في فصول الكتاب:
1- التاريخ الطبيعي للطاوس:
تعدُّ الطواويس من فصيلة "الدجاجيات" في الطيور، ومن الصَّعب تحديد التاريخ الأقدم لوجود الطواويس بوضوحٍ، وتُبيِّنُ السجلات الأحفورية للدجاجيات أنَّ أغلب طيورها قد تمايَزتْ وترسَّختْ كمجموعةٍ في وقتٍ مُبكِّر منذ 26 مليون سنة مَضَتْ، أمَّا أوضح ما وصل إلينا من حفائر الطواويس فهو نموذجٌ لطاوس الكونغو الإفريقي يعود إلى فترة 6 إلى 7 ملايين عامًا مَضَتْ.
وترتبطُ الطواويس بقَرابةٍ وثيقةٍ بما يُعرَف بطيور "التدرج"؛ حيث تستوطنُ أغلبها منطقة آسيا، فيما عدا طاوس الكونغو؛ النوع الوحيد الذي يتوزَّع خارج آسيا توزُّعًا طبيعيًّا، وتمتلكُ جميع الطواويس ريشًا متقزحًا مُلوَّنًا، كما أنَّ لها رُؤوسًا صغيرة وأعناقًا طويلة وسِيقان قويَّة مجهزة بشوكةٍ تستخدمها عند القتال، وتبيت الطواويس في الأشجار من أجل الأمان؛ حيث تختبئُ في الأعشاب الكثيفة المظلَّلة التي تنمو تحت الأشجار لتُصبِح ملاحظتها من الصُّعوبة بمكان.
يتكوَّن ريش الطيور من خَلايا مادَّة الكراتين، وهي المادَّة التي يتركَّب منها الشَّعر والأظافر والقرون والحوافر، وهو المسؤول عن "تقزح" الريش، وهو التغيُّر اللوني الذي يحدُث عند النظر للريش الملوَّن من زوايا مختلفة، ويكونُ العنق والصدر مزيَّنين بلون أزرق أو أخضر فضي، أمَّا الظَّهر والأرداف فباللون الذهبي، وكذلك الكواسي العُليا للذيل فتظهرُ بألوان مُتعدِّدة متناسقة، وتتكوَّن هذه الكواسي من قصبات متحللة معدنيَّة عبارة عن أكثر من 100 ريشة تحملُ بقعًا لونيَّةً تشبه الأعين ذات لون بني أو ذهبي نحاسي وأخضر داكن، وهناك حوالي 30-40 من الريش الأطول ذات لون أخضر ذهبي، وينتهي بمروحةٍ عريضة على شكل حرف (V).
وهذا الريش يكون مفيدًا للطائر حال هُروبِه من أعدائه؛ حيث يُساعده على سُرعة الركض إلى جانب أنَّ له دورًا كبيرًا في الاصطفاء ال***ي في موسم التَّزاوُج بين الطواويس؛ حيث إنَّ جمال الريش وحجمه يُعطِي الذُّكور أفضليَّة عند اختيار الإناث لأزواجهنَّ، وتفضل الإناث الذُّكور ذات البقع العينيَّة الأكبر حجمًا والألوان الأكثر إشراقًا، إلى جانب أنَّ فراخ الذكور الأكثر زركشةً هي التي تنمو بشكلٍ أسرع، وتتمتع بمعدَّل بقاء أفضل أيضًا.
في الهندِ تحافظُ ذكور الطاوس على ريشها الكامل من شهر يونيو وحتى ديسمبر، بينما تقومُ الإناث بوضع البيض وحضَّانة الأفراخ خِلال شهري يوليو وأغسطس في موسم الأمطار، وفي يناير يتساقَطُ ريش الكواسي العلويَّة للذيل، الذي يبلغ طولها 1.2 متر، بالكامل، وفي أكتوبر - نوفمبر يبدأ الريش الجديد بالنموِّ، لكنَّه يبقى قصيرًا إلى أنْ يبدأ بالنمو سريعًا في فصل الربيع؛ ليستعيد الطاوس بهاءَه الكامل في شهري أبريل ومايو.
أمَّا ساقا الطاوس فهما غليظتان ومَتِينتان ذات لونٍ رمادي غامق ومع مخالب أغمق لونًا، وتُوجد شوكة جانبيَّة في ساقي الطاوس طولها 2.5 سم تستخدمُها أثناء الشجارات مع الذُّكور الآخَرين؛ حيث تثبُ لأعلى ما لديها في الهواء ثم تخدش خُصومها عند نزولها.
ومشية الطاوس المتبختِرة مع حَركة أرجُلها الصلبة تعودُ في الأساس إلى جهدٍ ميكانيكي لحِفظ توازُن الطائر أثناء الحركة، وقد وصَف شكسبير مشية الطاوس في إحدى مسرحيَّاته بأنها "خطوة ووقفة".
أمَّا صوت الطاوس فهو مُنفِّر، فصيحته خشنةٌ حادَّة كريهة أشبه بالزعيق، ويقال بأنها تُشبه كلمة "باافو" أو "فياو، فياو"، وتطلق تلك الصيحات عندما يُزعِجها أحد حيوانات الغابة الأكبر حجمًا كالفيل أو الآيلة، وتعيشُ الطواويس الزرقاء من 20-25 عامًا، وتبدأ بالتَّكاثُر اعتبارًا من عامها الثالث، وتبيض الإناث من 3-5 بيضات بيضاويَّة الشكل ذات لونٍ أصفر برتقالي بقشرةٍ سميكة لامعة، ويُقال: إنَّ بيض الطاوس لذيذ الطعم، أمَّا العش فهو مجرَّد بقعةٍ على الأرض مكشوطة ومخفيَّة تحت الشجيرات مع بعض الأعواد والأوراق اليابسة، وتستغرقُ الذكور ثلاث سنوات حتى تكتسي ذيولها بكواسي الريش الملوَّن البديع.
وتُعتَبر الطواويس من "القوارت"؛ حيث تتغذى على صدفيَّات اليابسة والحشرات والديدان والسحالي الصَّغيرة والضَّفادع والأفاعي بالغة الصِّغَرِ، ويدعى الطاوس بالسنسكريتيَّة "مايورا" والتي تعني "قاتل الأفاعي"، ويمكن لها أيضًا أن تتغذَّى على الحبوب وبراعم الأعشاب ونباتات الخيزران الطريَّة وبتلات الزهور وبراعمها، وتعدُّ الطواويس طيورًا مُتعطِّشة للماء وتجتمعُ قريبًا سوية من برك الغابات؛ ممَّا يجعلها عرضة للهجوم، ولا تفضل الطواويس الاغتسال بالماء، بل تستحمُّ بالغبار؛ ممَّا يساعدها على التخلُّص من الحشرات والطفيليَّات الضارَّة، وفي المطر لا يستطيعُ الطاوس التحرُّك، وإذا ابتلَّ ريشُه وقتَ الصباح الباكر بسبب الندى فإنَّه ينتظرُ في مجثمه إلى أنْ يجفَّ الريش.

وأعداء الطاوس هي القطط الكبرى والنمر والفهد والكلاب البريَّة بما فيها ابن آوى والكلب الأحمر، وللطاوس الأزرقِ على الخصوص ثلاثة أنواع نادرة للغاية وهي: الأبيض والمتعدد الألوان وذو الجناح الأسود.

أمَّا الطاوس الأخضر فيتميَّز بصوتٍ خفيض النَّبرة وساقين طويلتين، ويمكن تمييزه عن الطاوس الأزرق بسُهولةٍ من بِنْيَتِهِ الجسمانيَّة، كما أنَّ ريش عرفه أشبه بسنبلة القمح، وذُكور الطاوس الأخضر ذات نزعة قويَّة للتلاكم والعُنف، بل ربما قتَل بعضها بعضًا في العراك، ويعيشُ في منطقة آسيا الجنوبيَّة الشرقيَّة عبر بورما ولاوس وتايلاند حتى بحر الصين وجنوبًا إلى شبه جزيرة مالاوي وجافا، أمَّا طاوس الكونغو فقد ظَلَّ مجهولاً حتى عام 1937، ويُطلق عليه السكان المحليون اسم "إمبولو"، ويبدو طاوس الكونغو كأنَّه شكل بدائي من الطاوس الأزرق والأخضر، ويقتصرُ وجوده على الغابات المطريَّة في المناطق الوسطى والشرقيَّة للكونغو/ زائير على ارتفاعاتٍ تتراوح بين 365 و1500 متر.
2- التاريخ غير الطبيعي للطاوس:
بَجَّلَ فلاسفة الشرق الطاوس لجماله، واعتبروه مقدسًا ذا علاقة بالآلهة البدائيَّة، بينما في الغرب اقتَرَن الطاوس دومًا بفِكرة الغرور والتغطرس، وقُورِنَ بالشيطان بسبب صوته، بل إنَّه في القرن التاسع عشر أصبح ريش الطاوس سيِّئ الصيت، واعتبرت عُيَينة ذيله جالبة للحظ السيِّئ، وشبهت بـ"العين التي تصيبُ بالسوء".

وأقدم الخرافات والأساطير حول الطاوس تعودُ إلى الدِّيانة الهندوسيَّة في الهند؛ حيث كان الطاوس يُمثِّل المركبة النموذجيَّة للآلهة في تنقُّلاتهم؛ حيث كان يركبه معبود الحرب "كارتيكيا" ابن شيفا، ومعبودة الحب "كاما" ومعبودة الشعر والحكمة "ساراواتي"، كما كان له ارتباطٌ بأسطورة وحدة الكون وانبعاثه من جديد، وفي الهند الجنوبيَّة يقومُ المؤدُّون بأداء رقصة الطاوس مُرتَدِين تيجانًا مُكوَّنة من ريش الطاوس، إلى جانب أنَّ أغلب المعابد الهندوسيَّة كانت تضمُّ مراوح ومكانس مُكوَّنة من ريش الطاوس لإزالة الغبار عن الصور والأدوات المقدَّسة وكنس أرضيَّات المعابد، أمَّا في الهند الوسطى فقد عُبِدَ الطاوس كطوطم، وفي حفل الزفاف تقومُ الجماعة بالتعبُّد لتمثالٍ صغير للطاوس، وعندما ترى النساء طاوسًا فإنهنَّ يحجبنَ وجههن وينظُرن بعيدًا.
ونجدُ في نيبال معبودًا يُدعى "جانغولي" يعتقدُ الناس أنَّه يحمي الناس من لدغة الأفعى، ولدور الطاوس في أكل الأفاعي فقد كان "جانغولي" يُصور دائمًا ممتطيًا طاوسًا، وفي بعض لوحات "بوذا" نجدُه مصورًا وهو يمتطي ظهر طاوس.
أمَّا في "حكايات أيسوب"، وهي حكاياتٌ جعلها أيسوب - وهو عبدٌ يوناني محرَّر عاش في القرن السادس قبل الميلاد في جزيرة "ساموس" - على ألسنة الحيوانات، جاء ذِكر الطاوس في حكايتَيْن من حِكاياته؛ حيث تصفُ حكاية أيسوب المسماة بـ"الطاوس والكركي" كيف أنَّ طاوسًا سخر من كركي حول ريشِه باهت اللون قائلاً: "انظُرْ إلى ألواني المتألِّقة، وتفحَّص كيف أنها أجمل بكثيرٍ من ريشك المثير للشَّفقة"، فأجابه الكركي: "لا أُنكر أنَّ ريشك أرقى من ريشي بكثيرٍ، لكن حين يتعلَّق الأمر بالطيران، فباستطاعتي أنْ أحلق إلى قلب الغيوم، بينما ستكون مقيدًا إلى الأرض مثل أيِّ ديك على كومةٍ من الروث".
أمَّا الحكاية الثانية التي بعنوان "حكاية الغراب الأسود" فتحكي عن نيَّة "جوبتير" كبير الآلهة تعيين ملكٍ على الطيور وحدد يومًا للاستعراض لكلِّ الطيور، التي تهيَّأت وقامت بالاستحمام على ضفَّة النهر وترتيب ريشها، أمَّا الغراب فلعِلمه بقبحه وسُوء منظره فقد انتظر حتى انتهت الحيوانات من تنظيف ريشها وقام بالتِقاط الريشات التي سقَطَتْ من الطيور، وعلى رأسها ريش الطاوس الأكثر بهرجةً وجمالاً، وعند الاستعراض كاد "جوبتير" أنْ ينصبه ملكًا للطيور غير أنَّ الطيور وعلى رأسها الطاوس الغاضب ضجوا بالشكوى وجرَّدته من ريشه المستعار، وكشفت حقيقة كونه غُرابًا أسود قبيح المنظر، ومغزى القصة أنَّ كلَّ ما هو مزيَّف لا قيمةَ له حتى ولو كان في جمال ريش طاوس.
أمَّا في النصرانيَّة فقد كان الطاوس يُصوَّر مع صور المسيح طفلاً من جانب الفنَّانين؛ تعبيرًا عن نَقاء المسيح وخُلوده، وجاء ذلك الارتباط من أجل لحمِه الذي لا يفسد، كما جاء ذكرُ ذلك في إحدى ملحوظات القديس "أوغستين"، كما كان يتمُّ رسمُ صور الطواويس في سَراديب الموتى ومَقابر جنوب روما التي يعودُ عهدُها إلى القرن الثاني والثالث قبلَ الميلاد، أمَّا في عصر النهضة فقد كان الطاوس موضوعًا مُفضلاً لرسم الفنَّانين؛ حيث كان يعتبر معنًى رمزيًّا لخطيئة الغُرور ضِمن الخطايا السبع المميتة.
أمَّا في الطب فنجدُ في دستور الأدوية في "السنغال" اعتقاد أنَّ ريش الطاوس نافعٌ لعلاج الروماتيزم والتواء المفاصل وخلعها، وتعتبر العيينات ترياقًا ممتازًا لمقاومة عضَّة الجرذ، ويتمُّ العلاج بلفِّ الريشة في ورقة نبات جافَّة، ثم تُضرَم النار بها ويقوم المصاب باستنشاق الدخان المتصاعد ثلاث مرَّات.
أمَّا الخرافات الشائعة في الغرب عن الطاوس فترتبط جميعها بنذير السوء؛ حيث إنَّ هناك خُرافة شائعة في بريطانيا تقول: إنَّه من الشُّؤم الاحتفاظ بالريش المزين بالعُيَينات داخل المنزل، وأنَّ وجود ريشِه في المنزل يتسبَّب بالموت أو عنوسة فتيات الأسرة أو الحسَد من قِبَلِ الآخَرين، وشاعَ هذا الاعتقاد بين الممثِّلين حتى إنَّ الممثِّل "بيتر بال" يقول: "إنَّ أيَّ شيءٍ له علاقة بالطاوس هو مشؤوم... فقد قمت بإنتاج مسرحيَّة تُدعى "احبس لي طاوسًا في قفص" كلفتني كل فلس أملك".
أمَّا في كتابات المؤرِّخين الإسلاميِّين فهناك بعضُ الخرافات الإيجابيَّة المتعلِّقة بالطاوس؛ حيث يقول "حمد الله المستوفي القزويني" عنه: "إنَّ أكلَ لحم الطاوس محرَّم، وهو يعيشُ خمسة وعشرين عامًا، وله صوتٌ يدفَعُ الكائنات الزاحفة على الهرب، يُؤكَل مُخُّه مع نبتة السذاب الطبيَّة والعسل لعلاج المغص وألم المعدة، إذا أعطيت المادَّة الصفراء، ربع درهم مع أوكسيميل في ماء فاتر، لمريض الإمساك، فإنَّه يُشفَى، وهو جديرٌ بإطلاق اللسان الأبكم، ويزيد لحم الطاوس القوَّة ال***يَّة، ويُخفِّف ألم الرئتين، وإذا وُضِعَ دهنه على الطرف المصاب بقرصة الصقيع، فسوف يعيدُ الدهن ترميمها، وإذا ربط مخلب الطاوس على امرأةٍ تُعانِي آلام الولادة، فستهدأ الآلام على الفور".
يتبع


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:15 AM.