#1
|
||||
|
||||
مشكلتي في جار السوء
مشكلتي في جار السوء
علي بن عمر بادحدح السؤال: لدي جار كثير الإزعاج والأذية، يقوم أبناؤه أحياناً برمي بعض المخلفات بقصد أو بغير قصد في القسم الخاص بي، وهناك باب بيني وبينه، وأحياناً يدخل منه أبناؤه إلى القسم الخاص بي، حاولت التواصل معه بالأسلوب الحسن، وبالتي هي أحسن، ولكن لا حياة لمن تنادي، فحينما يراني يحاول الصدود عني، وكأني قد أجرمت في حقه. أرجو منكم إرشادي إلى الطريق الصواب في التعامل مع هذا الجار. الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أخي السائل الكريم: الإحسان إلى الجار من علامات الإيمان، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ)) [رواه البخاري رقم5560]. وقد جاءت الوصية بالجار في القرآن مع عموم من يوصى بالإحسان إليهم في قوله - تعالى -: ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً). [النساء: 36]. وقد ورد ما يدل على عظم التجاوز على الجار، وإلحاق الأذى به، وأن ذلك من علامات نقص الإيمان، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ)) (صحيح البخاري5557). وكف الأذى مطلوب، وهو من دلائل الإيمان كما ورد بذلك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)) (رواه البخاري، رقم4787). فإذا وقع من جارك عليك أذى وتكرر منه حسب ما ذكرت فالواجب ما يلي: 1- الصبر عليه واحتمال أذاه؛ رعاية لحق الجار والإحسان إليه ما دام ذلك مقدوراً عليه، والضرر منه لا يبلغ حدا لا يحتمل مع الدعاء له بالهداية والصلاح. 2- نصيحته باللطف، وتذكيره بحق الجار، وترغيبه في الأجر بكف الأذى وتقديم الإحسان. 3- الاستعانة بعد الله - تعالى - بشفاعة، أو تدخل إمام مسجد الحي، أو بعض الوجهاء من الجيران؛ ليذكروه بأسلوب مناسب، ويكونوا مصلحين وجامعين على الخير، ومانعين من الأذى والضر. 4- الاستعانة بمن ذكر في زجره وتعنيفه في حال استمرار أذاه وإبداء عدم رضاهم عن تجاوزه، وتهديده بأن الجيران جميعاً سيكون لهم منه موقف رادع. فإذا لم يجدِ كل ذلك نفعاً فيمكنك أن تأخذ بأحد هذه الحلول: 1- الصبر والاحتمال واحتساب الأجر على الله، مع مدافعة الأذى وتوقي الضرر، إضافة إلى مواصلة النصح والتذكير مع التلطف بالزيارة والإهداء. 2- الانتقال من السكن، والبعد عن هذا الجار المؤذي إن كان ذلك متيسراً. 3- إن كان الأمر الأول غير محتمل، والثاني غير ممكن، فيمكن ردعه بشكواه إلى جهة رسمية، إن كان أذاه مما يدخل في هذه الدائرة. والأول والثاني أولى لك وأليق بك. فالصبر طيب، وفيه أجر كبير؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( الْمُسْلِمُ إِذَا كَانَ مُخَالِطًا النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِن الْمُسْلِمِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)) [سنن الترمذي رقم(2431)]. |
العلامات المرجعية |
|
|