#1
|
||||
|
||||
الإعجاز العلمي في حديث الأبهر
الإعجاز العلمي في حديث الأبهر
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة في البداية والنهاية للإمام إسماعيل بن كثير الدمشقي: "قال البخاري: رواه عُروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَمَّا فُتِحت خيبر، أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ). وقد قال الإمام أحمد: حدَّثنا حجاج، ثنا ليـث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: لَمَّا فُتِحت خيبر، أُهديتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجمعوا لي مَن كان هنا من اليهود)، فجمعوا له، فقال لهم النبي: (هل أنتم صادِقي عن شيءٍ إذا سألتُكم؟)، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، فقال: (هل جعلتُم في هذه الشاة سُمًّا؟)، فقالوا: نعم، قال: (ما حَمَلكم على ذلك؟)، قالوا: (أردنا إن كنتَ كاذبًا أن نستريحَ منك، وإن كنتَ نبيًّا لم يَضرَّك). وفي الصحيحين من حديث شُعبة عن هشام بن زيد عن أنس بن مالك: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاةٍ مسمومة، فأكَل منها، فجِيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، قالت: أردتُ لأ***ك، فقال: (ما كان الله ليُسلِّطَك عليّ)، أو قال: (على ذاك)، قالوا: ألا ن***ها؟ قال: (لا)، قال أنس: فما زلتُ أعرفها في لَهَوَات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الزهري عن جابر: واحتجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبَقِي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين، حتى كان وجعه الذي توفِّي منه، فقال: (ما زلتُ أجد من الأكلة التي أكلتُ من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري)، فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدًا. قال ابن هشام: الأَبْهَر: العِرق المُعلَّق بالقلب. قال: فإن كان المسلمون ليَرَوْنَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدًا، مع ما أكرمه الله به من النبوة. لسان العرب لابن منظور: الأبهر: عِرق في الظهر مُستبطِن القلب، والأبهر: عِرق إذا انقطع ماتَ صاحبُه، والأبهر: عِرق مستبطن في الصُّلب والقلب مُتصل به، فإذا انقطع لم تكن معه حياةٌ. التلخيص: (1) أن امرأة تُدعى زينب بنت الحارث، قدَّمت شاة مَصْليَّة مَسمومة للرسول صلى الله عليه وسلم، فأكَل منها. (2) أن الذراع أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها مسمومة. (3) أن الرسول أخبَر في مرضه الذي توفِّي فيه أن هذا أوانُ انقطاع الأَبْهَر منه صلى الله عليه وسلم من أثَر الشاة المسمومة. (4) أن كثيرًا من علماء الأمة وسلفها، يرون أن الرسول مات شهيدًا، وأن الله أنعَم عليه بالشهادة بجانب النبوة. (5) الأَبْهَر: عِرق يتصل بالقلب، ويَمر بالصُّلب، والأبهر هو ما نُسميه طبيًّا: الأورطي. يقول ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد": "إن النبي بَقِي بعد هذا الحادث ثلاث سنين حتى قال في وجَعه الذي مات فيه: ما زلتُ أجد من الأكلة التي أكلتُ من الشاة يوم خيبر، فهذا أوان انقطاع الأَبْهَر مني". قال الزهري: فتوفِّي صلى الله عليه وسلم شهيدًا. مِن استعراض القصة في كتب السيرة تَبرُز لنا عدةُ أسئلة: السؤال الأول: هل نستطيع أن نعرف نوعَ السُّمِّ الذي وضعتْه زينب بنت الحارث للرسول صلى الله عليه وسلم في الشاة؟ هذا السم: (1) يستخدم من آلاف السنين ومعروف في الجزيرة العربية. (2) يظهر أثرُه في اللهوات؛ كما قال أنس رضي الله عنه. إذًا ما هو السم الذي استُخْدِم من آلاف السنين، وتظهر علامته على اللهوات؟ اللهوات: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لَهَوَاته إنما كان يبتسم"؛ صحيح مسلم. اللهوات: جمع لَهَاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك؛ قاله الأصمعي. وفي فتح الباري للإمام ابن حجر العسقلاني في التعليق على حديث وفاة الرسول وقصة الشاة المسمومة التي قُدِّمت للرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر؛ يقول ابن حجر: "أما قول أنس: فما زلت أعرفها في لَهَوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاللهوات جمع لَهاة، وهي اللحمة المعلقة في أصل الحنك، وقيل: هي ما بين منـقطع اللسان على منقطع أصل الفم، وهذا هو الذي يُوافق الجمع المذكور. ومُراد أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يَعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانًا، وهو موافقٌ لقوله في حديث عائشة: (ما أزال أجد ألَمَ الطعام). ويقول ابن حجر: "ويُحتمل أن يكون أنس أراد أنه يُعرَف ذلك في اللهوات بتغيير لونها أو بنُتوءٍ فيها أو تحفيرٍ؛ (قاله القرطبي)". وفي صحيح مسلم بشرح النووي: "وأما اللهوات، فبفتح اللام والهاء: جمع لَهَاة بفتح اللام، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أصْل الحنك؛ قاله الأصمعي"، وقيل: اللحمات اللواتي في سقف أقصى الفم. وقوله: (ما زلت أعرفها)؛ أي: العلامة كأنه بقِي للسمِّ علامة وأثرٌ من سوادٍ أو غيره. من المعلوم طبيًّا في علم السموم أن السمَّ الذي يترك أثرًا على أصل الحنك واللثة هو المواد الثقيلة (Heavy ****ls)؛ مثل: الزرنيخ (Arsenic)، والقصدير (Lead). فهل استُخْدِم الزرنيخ أو القصدير (Arsenic - Lead) منذ سنوات عديدة كسُمٍّ زُعاف؟ وهل يترك كلاهما أثرًا على اللهوات؟ في: Human Health fact sheet ANL, November 2001 Arsenic has been recognized from ancient times be poisonous الزرنيخ منذ العصور القديمة يُستخدم كمادة سامة. هل يترك القصدير أو الزرنيخ أثرًا على اللهوات؟ * Brit. Med. J 3(5666) 336-7, 1969 (Lead poisoning in soldiers in Hong Kong) clinical finding include blue lines on the gum. ظهور خط أزرق في اللثة بالفم نتيجة التسمم بالقصدير. * Journal of the society of Ocational Medicine, Vol 40, No. 4 pages 149-152, 28 references, 1990 Arsenic trioxide could cause gingival ulceration and gum disoration. الزرنيخ يؤدي إلى التهاب وتغيُّر في لون اللثة. يتَّضح بعد هذا التفصيل أن القصدير والزرنيخ يؤديان إلى تغيُّرٍ في لون اللثة واللهاة، كما يؤديان إلى التهابات الفم واللثة واللهاة. يتبع |
العلامات المرجعية |
|
|