|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فروق اقتصادية
فروق اقتصادية (1)
د. زيد بن محمد الرماني الفرق بين الاقتصاد والشح: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن الاقتصاد خلق محمود يتولد من خلقين عدل وحكمة، فبالعدل في المنع والبذل وبالحكمة يضع كل واحد منهما موضعه الذي يليق به فيتولد من بينهما الاقتصاد وهو وسط بين طرفين مذمومين كما قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ﴾ [الإسراء: 29]، وقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان: 67]وقال سبحانه: ﴿ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ ﴾ [الأعراف: 31]. وأما الشح فهو خلق ذميم يتولد من سوء الظن وضعف النفس ويمده وعد الشيطان حتى يصير هلعاً والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به فيتولد عنه المنع لبذله والجزع لفقده كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾ [المعارج: 19]. الفرق بين الاقتصاد والتفريط: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): إن الاقتصاد هو التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وله طرفان هما ضدان له تقصير ومجاوزة، فالمقتصد قد أخذ بالوسط وعدل عن الطرفين.. والدين كله بين هذين الطرفين، بل الإسلام قصد بين الملل والسنة، قصد بين البدع، ودين الله بين الغالي والجافي، وكذلك الاجتهاد هو بذل الجهد في موافقة الأمر والغلو مجاوزته وتعديته وما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان فإما إلى غلو ومجاوزة وإما إلى تفريط وتقصير هما آفتان لا يخلص منهما في الاعتقاد والقصد والعمل، وهذان المرضان الخطيران قد استوليا على أكثر بني آدم، ولهذا حذر السلف منهما أشد التحذير. الفرق بين الجواد والمسرف: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)): أن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه والمسرف مبذر وقد يصادف عطاؤه موضعه وكثيراً لا يصادفه. فالجواد يتوخى بماله أداء حقوق معينة على وجه الكمال طيبة بذلك نفسه راضية مؤملة للخلف في الدنيا والثواب في العقبى فهو يخرج ذلك بسماحة قلب وسخاوة نفس وانشراح صدر، بخلاف المبذر فإنه يبسط يده في ماله بحكم هواه وشهوته جزافاً لا على تقدير ولا مراعاة مصلحة وإن اتفقت له، فالأول بمنزلة من بذر حبة في الأرض وتوخى ببذره مواضع الإنبات، فهذا لا يعد مبذراً ولا سفيهاً. والثاني بمنزلة من بذر حبه في سباخ من الأرض وإن اتفق بذره في محل النبات بذر بذراً متراكماً بعضه على بعض، فذلك المكان البذر فيه ضائع معطل. الفرق بين الشح والبخل: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الوابل الصيب)): إن الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه، والبخل منعه إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله، فالبخل ثمرة الشح، والشح يدعو إلى البخل، والشح كامن في النفس، فمن بخل فقد أطاع شحه، ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووقي شره وذلك هو المفلح، قال تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]. الفرق بين الهدية والرشوة: يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه ((الروح)) الفرق بين الهدية والرشوة وإن اشتبها في الصورة، اختلفا في القصد، فإن الراشي قصده بالرشوة التوصل إلى إبطال حق أو تحقيق باطل فهذا الراشي الملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن رشا لدفع الظلم عن نفسه، اختص المرتشي وحده باللعنة، أما المهدي فقصده استجلاب المودة والمعرفة والإحسان، فإن قصد المكافأة فهو معاوض وإن قصد الربح فهو مستكثر. الفرق بين الهبة والهدية: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن الهدية ما يتقرب به المهدي إلى المهدى إليه، وليس كذلك الهبة، ولهذا لا يجوز أن يقال إن الله يهدي إلى العبد كما يقال إنه يهب له، قال تعالى: ﴿ فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ﴾ [مريم: 5] وتقول أهدى المرؤوس إلى الرئيس ووهب الرئيس للمرؤوس، وأصل الهدية من قولك هدى الشيء إذا تقدم وسميت الهدية لأنها تقدم أمام الحاجة. الفرق بين القرض والدين: يقول أبو هلال العسكري في كتابه ((الفروق في اللغة)): إن القرض أكثر ما يستعمل في العين والورق وهو أن تأخذ من مال الرجل درهماً لترد عليه بدله درهما فيبقى ديناً عليك إلى أن ترده فكل قرض دين وليس كل دين قرضاً، وذلك أن أثمان ما يشترى بالنسأ ديون وليست بقروض، فالقرض يكون من *** ما اقترض وليس كذلك الدين، ويجوز أن يفرق بينهما فنقول قولنا يداينه، يفيد أنه يعطيه ذلك ليأخذ منه بدله ولهذا يقال قضيت قرضه وأديت دينه وواجبه، ومن أجل ذلك أيضاً يقال أديت صلاة الوقت وقضيت ما نسيت من الصلاة، لأنه بمنزلة القرض. |
العلامات المرجعية |
|
|