اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-05-2015, 04:58 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي ويسألونك عن ذي القرنين







ويسألونك عن ذي القرنين (1)











سامح محمد البلاح








قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا * كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا * ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا * حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا. [الكهف: 83 - 97].





هذه آيات بينات من سورة الكهف تحكي قصة ضمن جملة من القصص كانت سمة هذه السورة، ففي بداية السورة تأتي قصة أصحاب الكهف، ثم قصة صاحب الجنتين، ثم قصة موسى والخضر، وتختم بقصة ذي القرنين التي تتحدث عنها الآيات، فهي خاتمة القص الغالب على هذه السورة، وإذا تأملناها في موضعها من هذه القصص، سنجد أن وراء ذلك حكمة لطيفة، ففاتحة القصص في هذه السورة كانت قصة أصحاب الكهف، التي حكاها القرآن الكريم، بيد أنه أهمل المدخل الذي يولج منه إلى القصة، وهو ذكر الملك الظالم وما كان منه مع هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، فإذا تركنا هذه الفاتحة وذهبنا إلى خاتمة القصص وهي قصة ذي القرنين ذلك الملك الصالح الذي مكن الله له في الأرض وأعطاه من كل شيء سببًا، فيلاحظ وجود خيط مشترك بين القصتين، وهو صفة المُلك والتمكّن، فهو واضح في قصة ذي القرنين، ومهمل في قصة أصحاب الكهف، إلا أنه معلوم من الأخبار والآثار الواردة بشأن هذه القصة.






والربط بين القصتين أن المُلك إذا كان يقوم على أساس راسخ من الإيمان والصلاح فإنه يؤتي ثماره المتمثلة في التمكين في الأرض وبسط القدرة والسلطان. أما إذا لم يبن على شيء من ذلك فلا تنتظر منه غير الجور والطغيان، والإفساد في الأرض، وما أهل الكهف إلا ضحية هذا الجور.






كما أن مجيء هذه القصة في سياقها من السورة لا يخلو من مغزى وإشارة، فهي قد جاءت بعد قصة موسى والخضر، والقصتين تفيضان بالحركة والنشاط، ففي قصة موسى والخضر نجد قوله تعالى: (فانطلقا) متكررًا ثلاث مرات، على إيقاع متسق، وفي المقابل نجد في قصة ذي القرنين قوله تعالى: (حتى إذا بلغ) متكررة ثلاث مرات بالإيقاع نفسه، وما ذلك إلا لأن كلاهما سياحة في الأرض المحرك فيها واحد، وهو الإيمان والإصلاح، إلا أن الفارق بينهما أن سياحة موسى مع الخضر غرضها طلب العلم، وسياحة ذي القرنين تبغي الجهاد والفتح، وبين العلم والجهاد رابط جلي يجعل الأول أساس للآخر.






قال البقاعي:


كانت قصة موسى مع الخضر مشتملة على الرحلات من أجل العلم، وكانت قصة ذي القرنين مشتملة على الرحلات من أجل الجهاد في سبيل الله، ولما كان العلم أساس الجهاد تقدمت قصة موسى والخضر على قصة ذي القرنين.






نعود إلى ذي القرنين وقصته، التي تتصل اتصالا كبيرًا بما نحن بصدده من خبر يأجوج ومأجوج.






الآية هنا مصدرة بقوله تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ . التي تتضمن الفعل والفاعل والمفعول، فالفعل هنا هو السؤال، ونلاحظ أنه ليس سؤال يسبقه جهل، بل إنه سؤال اختبار وامتحان تقف وراءه نوايا خبيثة أسرّتها قلوب مريضة، هذا عن الفعل.






أما الفاعل، السائلون، فقد اختلف العلماء في تحديدهم، ووردت في ذلك عدة روايات، نذكر منها روايتين في أسباب نزول السورة الكريمة، أحداهما ورد فيها السؤال عن خبر ذي القرنين، والسائل فيها هم كفرة قريش بإيعاز من اليهود، ورواية أخرى لم يرد فيها السؤال عن خبره، بل كانت تدور حول السؤال عن الروح خاصة، وما هي. والسائل فيها هم اليهود.






وعلى كلا الروايتين فإن صاحب السؤال هم اليهود، سواء توجهوا به إلى الرسول مباشرة كما في الرواية الثانية، أم بإيعاز منهم كما ورد في الرواية الأولى، وكان السؤال فيها على لسان أهل مكة.






أما الرواية الأولى فقد ذكرها محمد بن إسحاق في سبب نزول سورة الكهف فقال: "حدثني شيخ من أهل مصر قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بعثت قريش النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله؛ فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء.. فخرجا حتى أتيا المدينة، فسألوا أحبار يهود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. قال: فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن. فإن أخبركم بهن فهو نبيٌّ مرسلٌ، وإلا فرجل متقوِّل تروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول.. ما كان من أمرهم؟ فإنهم كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها.. ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح.. ما هو؟ فإن أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقوِّل فاصنعوا في أمره ما بدا لكم.. فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد. قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور.. فأخبرهم بها. فجاءوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا محمد أخبرنا.. فسألوه عما أمرهم به. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أخبركم غدًا عما سألتم عنه". ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيًا، ولا يأتيه جبريل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة؛ وقالوا: وعدنا محمد غدًا، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه. وحتى أحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكثُ الوحي عنه، وشقّ عليه ما يتكلم به أهل مكة. ثم جاءه جبريل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ﴾ [الإسراء: 85].. الآية. تفسير ابن كثير 5/136.






والرواية الثانية وردت عن ابن عباس - رضي الله عنه - في سبب نزول آية الروح خاصة، ذكرها العوفي. وذلك أن اليهود قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أخبرنا عن الروح. وكيف تعذب الروح التي في الجسد وإنما الروح من الله؟ ولم يكن نزل عليه شيء. فلم يحر إليهم شيئًا. فأتاه جبريل فقال له: قل: الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.. إلى آخر الرواية.






ومهما كان الأمر، فالروايات في أسباب النزول متعددة، فلننفض أيدينا منها؛ لأنها لا توقفنا على السائل على وجه التحقيق، وليس لنا في معرفته طائل أو فائدة، فالمهم هنا هو السؤال، وليس من سأله؛ لأن دلالة القصة هنا لا تتوقف على معرفته، ولا تزداد شيئًا إن عرف وجه التحديد.






هذا ما كان من نبأ الفاعل (السائلون)، فمن المسؤول؟


إن المسؤول هنا هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكما قلنا إن توجيه السؤال إليه هنا ليس ليُخبر عن أمر لم يكن معلومًا لدى السائل، بل هو يعيه مسبقًا، وإنما أدلى بسؤاله؛ ليختبر النبي -صلى الله عليه وسلم- ويمتحنه عنادًا وتعجيزًا.






ونلاحظ أن كل الآيات التي وردت فيها كلمة (يسألونك) أعقب تلك الكلمة، فعل الأمر (قل)، وذلك أن السؤال في سياق كل آية، سواء صدر من الكافرين أو أهل الكتاب أو من المؤمنين فإن جوابه لا يبتدعه الرسول ابتداعًا أو يصدر فيه عن رأيه، خاصة إذا كان عن أمر من الأمور الغيبية، فالجواب من عند الله عالم الغيب والمحيط بكل شيء، يوحيه الله إليه، فيتحمله، وما عليه إلا أن يبلغه لهم، وهذا مناط الإعجاز ولا سيما إذا كان السؤال عن خبر مضى، أو نبأ حدث وانقضى.









يتبع،،

رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:51 AM.