قطوف من عزة المسلمين (1) ... (صوقللو باشا) ومندوب البندقية !!
اخترت لك هذا الموقف
الصدر الأعظم صوقللو باشا ومندوب البندقية
....
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وبعد :
أهدي هذه الكلمات إلى :
كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين .
كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين . الدولة العثمانية
المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن
وأخيرا إلى :
كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )
...
بعد تحطم الأسطول العثماني في موقعة ليبانتو البحرية طلب نائب البندقية الصليبية في " استانبول " مقابلة الصدر الأعظم " محمد صوقللو باشا " ليسبر غوره ، ويقف على اتجاهات السياسة العليا للدولة العثمانية تجاه البندقية ، وقد بادره الصدر الأعظم قائلا :
" إنك جئت بلا شك تتحسس شجاعتنا وترى أين هي ، ولكن هناك فرق كبير بين خسارتكم وخسارتنا ، إن استيلائنا على جزيرة قبرص كان بمثابة الذراع فقمنا بكسره وبتره ، وبإيقاعكم الهزيمة بأسطولنا لم تفعلوا شيئا أكثر من حلق لحانا ، وإن اللحية لتنم بسرعة وكثافة تفوقان السرعة والكثافة اللتين تنبت بهما في الوجه لأول مرة "
-
وقد قرن الصدر الأعظم قوله بالعمل الفوري الجاد ، وإنصافا للسلطان سليم الثاني فإنه قد أبدى تحمسا شديدا لإعادة بناء الأسطول العثماني ، فقد تبرع بسخاء من ماله الخاص لهذا الغرض كما تنازل عن جزء من حدائق القصر السلطاني لتبنى فيه أحواض السفن ، للتعجيل بإنشاء وحدات بحرية جديدة ، واستطاع الأسطول الجديد أن يعاود جولاته في البحر المتوسط .
--------------
إن هذا الموقف يؤكد أن الإدارة القوية ليست مجرد حماس ، وإنما لابد وأن يقترن ذلك بالعمل الجاد الذي أثمر إعادة بناء الأسطول في فترة وجيزة ، وفي هذا دليل أيضا على الرخاء الذي كانت تعيش فيه الأمة ، ما فرضت الضرائب ، ومات صودرت أموال ولا قالوا : موتوا جوعا ؛ لأنه لا صوت يعلوا على صوت المعركة ، لقد انفق السلطان سليم من ماله ومال أسرته ، لأنه تعلم من مدرسة الإسلام ......
قال تعالى : " وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " ( الأنفال : 60 ) .
خـاتـمـــــــــة
إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله