اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-04-2015, 02:07 AM
أ/رضا عطيه أ/رضا عطيه غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 37,356
معدل تقييم المستوى: 0
أ/رضا عطيه is an unknown quantity at this point
افتراضي إعلام مقرف

محمود الكردوسي
إعلام مقرف

الثلاثاء 28-04-2015 23:07

يبدو أن الإعلام أعلن الحرب على الرئيس: يحدث هذا قبل بضعة أسابيع من إتمام سنته الأولى فى الحكم..

هل هى حرب «موجهة» أم جزء من حالة فوضى وانفلات اجتاحت كل شىء وكل الناس فى مصر؟!.

الفرق شاسع بين أن تنتقد وتصحح وأنت ثابت على موقفك، وأن «ترقص» كالغازية،

تقابل الرئيس وتقبّل يده فى شارع، ثم تسخر منه وتشتمه فى حارة.

النقد، حتى لو كان قاسياً، مسئولية.. واجب وطنى.

السؤال: متى يكون حقاً يراد به باطل؟.

يكون كذلك حين تعزل الرئيس عن لحظته، عن سياقه الموضوعى، وتحاسبه باعتباره مسئولاً عن كوارث بدأت وهو تلميذ فى الإعدادية، وربما قبل أن يولد.

يكون كذلك حين تتجاهل 90 مليون بنى آدم، بـ90 مليون مشكلة، بـ90 مليون رأى، بـ90 مليون «مشروع رئيس».

يكون كذلك حين تنسى نفسك وتنسى أن بيتك من زجاج «فيميه»، وأنك جالس فى بيتك هذا آمناً من جوع الذين تناضل وتشتم الرئيس باسمهم.

يكون كذلك حين تناضل بفلوس رجال أعمال.. أنت تعرف أنهم فاسدون، وأنهم جمعوا ثرواتهم من «مص» دماء الذين تناضل وتشتم الرئيس باسمهم.

يكون كذلك حين تكون أعرف الناس بأن رجال الأعمال الذين تناضل بفلوسهم «الحرام» تخلوا عن الرئيس فى معركة بناء الدولة، ويضغطون عليه بكل وسيلة لـ«يقيّفوه» و«يقلوظوه» على مقاسهم،

مع أن بعضهم رضخ لإرهاب عصابة الإخوان ودفع ورجله فوق رقبة الذين تناضل وتشتم الرئيس باسمهم.

يكون كذلك حين لا تخجل من كونك تتقاضى راتباً سنوياً يعادل -على الأقل- عشرة أضعاف راتب الرئيس الذى لا يعجبك، ومن كونك تحارب معارك أولياء نعمتك بالإنابة.. والكارثة إن كنت لا تدرى!.

للمرة المليون: لا عيب فى نقد الرئيس وتصحيحه. لا عيب إن اختلفنا على بعض أو معظم سياساته. ولا عيب

-وهذا هو المهم- أن يكون الإعلام فى مستوى معارك الوطن، وهى -بسم الله ما شاء الله- طاحنة، ورياحها عاتية، ومن جهات مصر الأربع. هل الإعلام الآن كذلك؟. لا أظن!.

هل لإعلام المرحلة الراهنة ميثاق شرف؟. لا أظن!. هل له ضوابط مهنية أو أخلاقية؟. لا أظن!. هل له رسالة سياسية أو اجتماعية محددة؟. لا أظن!.

الإعلام الذى نقرأه ونسمعه ونشاهده الآن ي*** القتيل ويمشى فى جنازته. ي*** من الناحيتين: الذى يطبّل للرئيس ي***ه، والذى يعارض الرئيس ي***ه، لأن كليهما «راضع» من نفس الثدى،

وأكرر: رجال أعمال فاسدون، فلماذا لا يكون «لبنهم» فاسداً؟!.

أنا لا أدافع عن الرئيس، فهو أدرى بمن يحبه بصدق ومن يحبه «مصلحة»، ولا أخاف عليه ممن يعارضونه، فلكل امرئ ما نوى. لكننى على يقين من أن الناس أصبحوا يكرهون الإعلام إلى حد المقت.. ومعهم حق.

لا يصدقونه ولا يثقون إلا فى قلة من العاملين فيه. يقرأون الصحف ويشاهدون برامج التوك شو، إنما بإحساس المضطر..

بإحساس الفرجة على مسلسل تليفزيونى ممل.. بإحساس الباحث عن أمل فى حل مشكلة شخصية. بعد أن يقرأ أو يشاهد..

يكتئب أكثر ويكره نفسه أكثر، ويكره البلد ويكره اليوم الذى وُلد فيه أكثر. الناس أنفسهم أصبحوا يتحدثون فى سوءات الإعلام وزيفه وأكاذيبه، كما لو كانوا خبراء أو أبناء «كار».. لماذا؟.

لأن سوءات الإعلام أصبحت مكشوفة للأعمى، والإعلاميون وحدهم مع الأسف لا يدركون أنهم أصبحوا كالغربال.

أعمل فى مهنة الإعلام منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأعرف عن غالبية نجوم المرحلة الراهنة أكثر مما يظهر منهم أمام الكاميرات وما يتخفى بين السطور.

أعرف أنهم كانوا زملاء مهنة واعدين، مهمومين بالبيئات التى أتوا منها، ويحملون همومها على أكتافهم.

تتباين قدراتهم ومواهبهم وطموحاتهم، لكنهم فى النهاية كانوا يأكلون من طبق مهنى واحد، فجأة.. صعدوا سلماً فى قصر مهيب، فخيم، ودخل كل منهم غرفة، و«الجودة بالموجود».. ولا تنس أن صاحب القصر واحد: الرئيس نفوذاً، أو رجل الأعمال فلوساً، وكلاهما فى الغالب. أعرف أن فيهم من كان يكتب الخبر بأربعة أقلام ملونة!.

أعرف من كان يتعثر فى الكتابة ولا يجد موضوعاً يكتبه، فيكتب مقالاً عن عدم وجود موضوع يكتبه!.

أعرف من كان يكتب «لكن» هكذا: «لاكن»، و«منذ» هكذا: «منذو»، ويرفع المنصوب ويجر المرفوع ويذهب باللغة وراء «مصنع الكراسى»!.

وأعرف أيضاً موهوبين من يومهم الأول، لكنهم باعوا أنفسهم للشيطان. هذا حال غالبية من يطلون على الناس الآن، كتابة أو هواء، ويراوحون بين نقد الرئيس ومدحه.

هؤلاء هم عصب الإعلام الذى يراهن عليه الرئيس ويتوسله ويفتح له قلبه وأبواب حكمه!.

إن كان للرئيس أخطاء فخطؤه الأعظم أنه راهن على هؤلاء. وإذا تعثر -لا قدر الله- فالإعلام سيكون أول معول هدم.

يقول الإعلام إن الرئيس لم يفعل شيئاً.. ماشى!.
ماذا فعل الإعلام إذن؟.

يقولون إن الدولة فاشلة، ومؤسساتها «خربانة» والفساد للركب، و«عملنا ثورتين واحنا زى ما احنا».. ماشى!.

ماذا عن الصحافة؟. ماذا عن التوك شو؟.

الحقيقة أننى أصبحت أخجل من كونى «إعلامياً».. أخجل من جرأتنا على كل من لا يعجبنا وما لا يعجبنا ونحن أولى بتطهير أنفسنا:

كأن على رأسنا ريشة!.

جاتنا نيلة.. ملينا البلد!.

http://elwatannews.com/news/details/719498
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:17 AM.