|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إلى أمي
كتبت تلك الكلمات عندما تذكرت أمي -رحمها الله-
أماه أهدي لروحك هذه الكلمات وهي كل نفسي، بل هي تعبير عن فرحتي بك عندما كنت أترنم بسماع صوتك العذب. آه يا أمي كم هي ذكريات جميلة حُفرت في أعماق نفسي، وكم من أيام مضت وسنوات تمر وذ**** تفجرها، ويظل صداها يملأ مسامعي، فلا يدركها إلا من كان قريبًا لأمه، ولا يحسها إلا من فقد هذا النبع الصافي من الحب والإخلاص والعطاء........وأنا مُذ فقدت هذا النبع الصافي وقلبي تلفحه حرقة الفراق فتنهمر الدموع لتفجر مستودع أحلامي التي يعجز اللسان عن وصف مرارتها من دونك. أماه: كنت طبعًا من زمن جميل حمل بين طياته كل مشاعر العطف والحنان، رغم أنك ريفية تعرف أبجديات الحياة بفطرتها....بجوارك كنت أحس بالأمن والأمان.....بحرصك دفعتني للأمام رغم الصعوبات كأنما كنت تقرئين المستقبل بقلبك الطيب وإحساسك الصادق. أماه: كم تركت برحيلك فراغًا في قلبي وعقلي لا يمكن لأحد أن يشغل ولو جزءًا بسيطًا منهما.....فعندما أتذكر تلك الأيام الخوالي أناديك بدموعي وأبحث عن حنانك الصادق.. فهل تسمعين؟! ليتك يا أمي تعلمين كم أنا عاجز حينما لا تردين فأنا أبحث عن ترياق حياتي أبحث عن صوتك ليخفف من آلامي .....ليتك يا أمي تعلمين كم أنا عاجز حينما لا أرى من لمحات طيفك الجميل ما يقوي عزيمتي....وينتشلني من بئر أحزاني فهل تدركين؟! أماه: عندما أتذكرك تظل صورتك أمام عيني أستمد من صمودها القوة، ومن حزن عينيك الصمت، ومن بطء خطواتك حذر الأيام والأقدار. أمي: أنت وردة عطرت حياتي بشذى حنانها وبسحر نغمات صوتها العذب....بل أنت بلسم يضمد جراحي النازفة...فبأي كلمات أكافئك.....وبأية تضحية توازَى تضحياتك؟! لا شيء يستطيع ترجمة المعاني الرقيقة في زوايا قلبي، فأي كلمات لن توفيك حقك، ولكن عزائي الوحيد أنني عندما أتذكرك يا أمي تضاء الكهوف المظلمة بداخلي، ويُدفَّأ الكون حين تسطع شمس الذكريات الجميلة في سماء الماضي البعيد. وصدق الشاعر إذ قال: يا أكثر الناس إقدامًا وتضحية....وأطيب الناس أعمالًا إذا عملوا إنها أنت يا أمي....ومع خيوط كل فجر جديد أرثيك وأقدم لروحك كل الدعاء ابنك/محمد آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 03-04-2015 الساعة 11:36 AM |
العلامات المرجعية |
|
|