يوم الشهيد.. الفساد ي*** عبدالمنعم رياض نشوى الحوفى

[أ/رضا عطيه]

نشوى الحوفى

يوم الشهيد.. الفساد ي*** عبدالمنعم رياض

الأحد 08-03-2015 20:12




الزمان: 9 مارس 1969، المكان: حفرة عند النقطة 6 على شاطئ القناة لا تبعد عن مرمى مدفعية العدو الإسرائيلى بأكثر من 250 متراً فقط. يوجد بها وسط الجنود رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ويقود من خلالها معركة بلاده ضد عدو ما زال عدواً. لا يكتفى بالوجود فى المكاتب يخطط ويرسم الرؤى ويأمر الجند بتنفيذ الهجوم وإنقاذ شرف مصر، بل يصر بحسم على أن يكون فى قلب الهجوم غير عابئ بنيران مدفعية أو بشبح الموت المرسوم فى كل خطوة يزداد فيها اقترابه. يُ*** المقاتل عبدالمنعم رياض، تصيبه شظايا انفجار إحدى طلقات مدفعية العدو المصوبة نحو موقعه. يرحل الكبير بالجسد وتظل الروح هائمة تردد أن الرجال مواقف والعظماء لا يموتون. يرحل الشريف ليؤكد أن البقاء للأنقى ولو فنى، وأن الأبطال يولدون فى ساحات المعارك، وإن استشهدوا.

الزمان: 9 مارس2015، المكان: مجلس رئاسة الوزراء وسط العاصمة المصرية القاهرة على بعد عشرات أو مئات الكيلومترات من مواقع الفساد التى أصابت بلادى وسببت لها الأوجاع كل يوم. يصر المسئولون فى الموقع على عقد اللجان وإصدار التوصيات والتصريحات دون مواجهة حاسمة مع الفساد، العدو الأول للبلاد، الداعم للإرهاب والمستفيد من الفوضى. يمرح الفساد عدواً ضاحكاً مجلجلاً بضحكاته القميئة، وهم مجتمعون للرد ببيان. يسرق أرواحاً بريئة فى رحلة مدرسية بمدينة الشروق، فيسارع المجلس بالتصريحات لإيجاد متهم. يجده رئيس المجلس، وهو ذاته رئيس كل اللجان المنبثقة عنه، فى السائق المهمل. ويجده مساعده فى صاحب المزلقان الملاكى. ويجده مساعد آخر فى متجاهلى خطابه بضبط المزلقانات منذ أغسطس الماضى!!! يعلمون أن الوقت كفيل بالنسيان، فيتركون الفساد، عدونا، يحصد أرواح مرضى بالمستشفيات، ويهدر أموالاً نحن فى أمس الحاجة لها فى كل اتجاه، ويهين فى المصريين كرامة، وي*** فيهم الأخلاق. لا يعنيهم محاربة العدو، فالمهم التوجيهات والبيانات واللجان والحديث للقنوات.

شتان بين مارس ومارس. شتان بين موقع وموقع، شتان بين فهم للشرف، وفهم مختلف للشرف، شتان بين فارس مقاتل لا يهاب العدو فيقترب منه قتالاً دفاعاً عن وطن، وبين مسئول يحارب العدو كلاماً دون حسم رادع لإنقاذ وطن يداهمه الوقت، يلوك عبارات فقدت معناها فى الفهم وقدرتها فى التأثير. ليته بيننا ذلك «العبد للمُنعم» القابع فى «رياض» التاريخ، ليعلم مسئولونا كيف يحاربون العدو مواجهة دون رحمة أو تهاون. ليته بيننا ليعلم المجلس أن لجانهم وقراراتهم وتصريحاتهم لن ترحم مريضاً أذله الفساد ولن تنقذ صاحب حق طغى عليه الفساد، ولن تنهض ببلاد أشقاها الفساد.

يا سادة أنقذوا وطناً من تبجح الفاسدين فيه وتجرؤهم على حياة وحقوق البلاد والعباد. كونوا قامة وقيمة وقدوة وواجهوا عدونا بحسم وسرعة لتعبروا بالبلاد لبر الأمان. يا سادة اضربوا بيد من حديد على كل فاسد فى الأرض، فهذا شرع الله فى خلقه، اتركوا خلفكم مكاتب ضاقت بكلامكم واجتماعاتكم وضاقت قبلها منكم صدور المصريين. يا سادة هل ترضون للفساد أن ي*** فلذات أكبادكم أو يستولى على حق من حقوقكم، أم أنكم أمنتم شر الفساد بمنطق: «من كان له ضهر فلا يُضرب على بطنه؟».

يا سادة دعوكم من كلماتكم الفارغة من مضمونها ودعونى كى أتلو عليكم كلمات من عاش بعد الممات، لأنه أصر على مواجهة العدو بحسم. اسمعوه وهو يقول: «لا أصدق أن القادة يولدون، إن الذى يولد قائداً هو فلتة من الفلتات التى لا يقاس عليها. إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم، فالقائد الذى يقود هو الذى يملك القدرة على إصدار القرار فى الوقت المناسب، وليس مجرد القائد الذى يملك سلطة إصدار القرار». واسمعوه وهو يقول: «لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعنى التجريد، وإنما أعنى شرف كل فرد.. شرف كل رجل وكل امرأة».

سلام سلاح للشهيد.. سلام سلاح للرجال.





http://www.elwatannews.com/news/details/680225