|| يا فتاتي .. الحب ُ لا يحمي المُغفلات ِ || - أقصوصه ، بقلم / احمد رضا

[احمد رضا]

(( يا فتاتى .. الحب ُ لا يحمي المُغفلات ِ))

قصدتُ (الكافيتريا) ليلا ً لاحتسي كوبا ً من القهوه كي استطيع َان أُكمل سهري في العمل الذي لا ينتهي .. وكالعاده اخترت منضده بجانب نافذه تطل علي الشارع كي استطيع ان املئ رئتى َّ بأكبر قدر ٍ ممكن من الهواء ، وبدأت استنشقه بشهيق طويل لكني لم اكمل شقيهي .. وتوقفت لأنصت ...

واذ بي اسمع همسا ً بدا لي – في البدايه – كضحك بصوت منخفض .. او إنسان يتلعثم في الكلام ويشهق ولا يُكمل جمله مفيدة ...

- فبدون قصد ٍ- زاد انتباهي ورغبتي في التحقق من الصوت وهذى الجُمل الغير مُكتمله .. اذا بها فتاة جميلة في ريعان شبابها يبدو انها لم تُكمل العشرين من عُمرها ، ممشوقه القوام ومتوسطه الطول ، مُحجبه ، تلبس خاتما ً ذهبيا ً في يدها اليمني وبنفس اليد منديل ورقى ، تبكي بحرقة وصوت بكائها اصبح مسموع بوضوح لرغبتي المُلحه في التحقق من الكلام .. وفي الجانب الآخر يجلس شاباً لم يبدو متأثرا بها ولا يحاول تهدئتها ولا يعبأ حتي بحديثِها.. فكأن المنضده منقسمه نصفين .. نصف علي فوهه بركان ونصف استقر علي جبل ثلجى .. وسألت نفسي ياتري ماذا يحـ.......؟! ولم أُكمل سؤالي وقد بدأت الفتاةُ مره ثانيه بالكلام ، والبكاء الذي ارتفع صوته قليلا ً - مما جعل كلماتها واضحه بالنسبه لي - ، وسمعتها تقول له في قمه الإنكسار والذل والمهانه ( ليه عملت فيا كدا ؟ ترضي ده يحصل لاختك ؟ بالله عليك استرني حرام عليك ؟ ده انا حبيتك وسلمتلك نفسي ؟ مش انت وعدتني بالجواز ؟ أرجوك رد عليا ) وبدأت تنهار بطريقه لم اشهدها من قبل والعجيب حقاً انه لا يوجد الكثير كي اصفه في رد فعل هذا الشاب إلا ارتسام ابتسامه صفراء كذئب إلهتم فريسته وعلقت بقايا من لحمها بين اسنانه ، ويستخدم لسانه في تنظيفها ، وبدأ الذئب في الكلام بصوت لم استصيغه ( وانا ضربتك علي ايدك ياختي ؟ استني بقي لما ربنا يسهل واهلي يوافقوا ، يدينا ويديكي طولة العمر !! ) وبدات دموع الفتاة تنهمر علي خديها بحراره المسلوخ من جلده واخذت حقيبتها وانصرفت مسرعه وتبعها الشاب ولكن بعد ان انتهي من شرب عصير الليمون -كاملا ً- ودفع الحساب .. ثم انصرف ، فأخرجت مُفكرتي وكتبت جمله موجزه كي لا انسي هذا الموقف

" يافتاتى .. الحبُ لا يحمى المُغفلات ِ!! " ...

بقلم / أحمد رضا

26/7/2008