#11
|
||||
|
||||
صورة نادرة للخديوي الشاب عباس حلمي الثاني في نفس عام تتويجه علي عرش مصر سنة 1892 . استطاع عباس حلمي أن ينجز الكثير من المشاريع الضخمة التي نقلت مصر نقلة نوعية فريدة من نوعها ففي عام حكمه الاول قام بافتتاح كوبري امبابة ثاني كوبري يتم انشائه علي نهر النيل - بعد كوبري قصر النيل - و في عام 1896 قام بافتتاح خطوط ترام القاهرة التي نقلت العاصمة من البداوة الي التحضر و ساهمت في انتشار العمران و ثراء الاهالي بعد ارتفاع اسعار الاراضي القريبة من خطوط الترام و في عام 1898 افتتح مبني محطة قطار باب الحديد و هو المبني القائم حتي يومنا هذا - محطة رمسيس - و في عام 1902 افتتح قناطر اسيوط و خزان اسوان و المتحف المصري و في عام 1908 افتتح جامعة القاهرة و كوبري الملك الصالح و كوبري عباس و كوبري ابو العلا و اهتم الخديوي عباس بترميم الآثار الاسلامية و أمر بتجديد بناء التكية المصرية في مكة المكرمة و زيادة مخصصاتها خدمة لحجاج بيت الله الحرام , و في عهده حلقت أول طائرة مصرية في سماء القاهرة و ذلك عام 1910 , كما انشئت المدن الجديدة في الصحراء بعيدا عن الاراضي الزراعية مثل حي مصر الجديدة , و كثير من المشاريع الاخري مثل دار حفظ الوثائق و المكتبة الخديوية والمطابع و دور النشر .. و الاهم من كل تلك الانجازات فقد كان الخديوي عباس ميالا للحركة الوطنية المصرية , داعما قويا لزعمائها مثل مصطفي كامل و محمد فريد , كما أصدر عفوا عن أحمد عرابي و سمح له بالعودة من منفاه في جزيرة سلان , و اصطدم عباس كثيرا بالمندوب السامي البريطاني و عارض مصالح بريطانيا في مصر , و أخيرا اضطرت انجلترا لخلعه عن عرش مصر سنة 1914 مستغله فرصة سفره الي تركيا و ذلك بعدما أستشعرت فيه الخطر عند اندلاع الحرب العالمية الاولي بسبب مساندته للدولة العثمانية و ألمانيا ضد بريطانيا و قام الانجليز بتعيين عمه الامير حسين كامل علي عرش مصر مع تغيير المسمي من خديوي الي سلطان مصر .. الا أن الشعب المصري قام بثورة قمعتها قوات الاحتلال كانت تنادي بعودة الخديوي الي شعبه و عزل حسين كامل و كان الهتاف الشهير " الله حي , عباس جي " . و حكم السلطان حسين لمدة تقل عن ثلاثة أعوام ثم توفي سنة 1917 و خلفه في الحكم أخيه أحمد فؤاد الاول الا أن المصريين ظلوا ينادون بعودة الخديوي لمنصبه ... مما حدا بالسلطان فؤاد باستصدار مرسوم يقضي بحرمان الخديوي عباس حلمي الثاني من أحقيته في عرش مصر حتي لو استحق ذلك طبقا لقاعدة الاكبر من الذكور في اسرة محمد علي و ذلك في حالة وفاة السلطان . و اثر مفاوضات اجريت عام 1932 نجح الملك فؤاد في اقناع الخديوي عباس بالتراجع عن احقيته في عرش مصر و عوضه عن قيمه ممتلكاته التي تركها في مصر وقت خلعه عن العرش و حينئذ أحتفل الملك فؤاد بالعيد السنوي لمناسبة جلوسة علي العرش كما لم يحتفل من قبل , و كأنها اللحظة الاولي التي شعر فيها أنه أصبح ملكا شرعيا لمصر . أما عباس فقد توفي في منفاه عام 1944 و دفن في القاهرة و ذلك في عهد الملك فاروق الاول . و من المفارقات أن اليوم الذي توفي فيه الخديوي عباس 19 ديسمبر 1944 هو نفس اليوم الذي أطيح به فيه عن عرش مصر 19 ديسمبر 1914 .
__________________
آخر تعديل بواسطة محمد محمود بدر ، 31-01-2018 الساعة 10:05 AM |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مصر, الجميل, الزمن, ايام, صور |
|
|