|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ما هي مقويات الإيمان للشوق بالجوارح للحياة البرزخية؟
السؤال السلام عليكم ما شاء الله، موقع على مستوى عالمي، الله يكرمكم بالفردوس الأعلى، على جهودكم المبذولة. ما هي مقويات الإيمان للشوق بالجوارح للحياة البرزخية؟ فأنا بعمر 23 سنة، أعاني من أفكار سلبية عن الموت والحياة البرزخية، بسبب أني عندما كنت بالسادسة عشرة من العمر كان شخص أحترمه وأعتبره قدوه لي خلال فترة معينة قام يناديني بالمنافق، ويذكرني دائما أن المنافق في الدرك الأسفل من النار، بسبب أني كنت شخصا غير اجتماعي، انطوائي، وبسبب الأخطاء الدائمة، والوقوع في نفس الخطأ لعدة مرات، وعندما أصبت بجرح في يدي عدة مرات لزمت نفس المكان، وخلال هذه الفترة أصبت بجدري الماء، وكنت لا أستطيع النهوض من فراشي، ولا أستطيع النوم، ومن شدة المرض انتابني شعور بالموت بسبب كثرة الأموات. كثر خوفي في إحدى الليالي وخلال هذه الفترة، رأيت رؤيا ( كنت أنظر إلى الرؤيا كأنها في التلفاز رؤية ضباب أمام عيني، وفي وسط الضباب رأيت أني أكلم شخصا، هذا الشخص سبحان الله شديد البياض، وشعره شديد السواد، وملامحه واضحة لا أتذكرها جيداً، وعليه ثوب شديد البياض، كأنه قطن خالص، سألته من يكون فلم يجبني، قال لي: إني سأموت، وأنا أبلغ من العمر سبعة وأربعين سنة بمرض خطير، سوف يدوم في ثلاثة أيام/ وذلك باقتباس آية من القرآن الكريم، كان قد ظهر القرآن الكريم أمام عيني، ثم تلا من (سورة مريم) الآية 19، (ثَلَاثَ لَيَالِ سَوِيًّا) وذكر متى سوف يموت ذلك الشخص أيضاً الذي يناديني بالمنافق، وأنا أنادي الشخص الذي أخبرني بذلك، وقد رحل عني. أصبح هذا ملف فيروس بالأفكار السلبية في رأسي، ولم أستطع أن أجد حلا لهذه المشكلة، أريد حلا لمشكلتي، بأني أستقبل الموت بكل سعة صدر، وأنتظر الحياة البرزخية بكل شوق، بالأعمال الصالحة والإخلاص في القيام بها التي تمهد لي هذا الاشتياق. ما هي مخففات اللسان لنطق الشهادة عند خروج روحي من أعمال صالحة؟ ولا أحزن لفراق الدنيا بل أفرح، وتبقى ابتسامتي على شفتي عند خروج روحي من جسدي. منهم من قال: الدنيا حلم والحياة البرزخية يقظة، والآخرة تفسير الحلم، والجنة والنار تحقيق الحلم. أريد أيضاً أن تعلموني كيف أستقبل فواجع من هم أقرب إلي بفراقهم عن الدنيا بكل سعة صدر وصبر عند الصدمة الأولى؟ لأني أسمع عن بعض الناس قد يصابون بانهيار أعصابهم، والبعض يفارق الدنيا مباشرة لفراق شخص قريب له، وهناك شخص قريب مني أوصاني أنه إذا رحل عن الدنيا وأنا على قيد الحياة أن أكون مغسله، وأستر عليه، كيف أقوم بذلك، وتلك أصعب اللحظات، وهي من الأعمال التي تثبتني على ديني عند دخولي القبر ويوم الحساب. فقهوني في ديني لكي ترتقي جوارحي بإخلاص في تأدية واجباتها تجاه خالقها. مع شكري لكم على تعاونكم، وحسن تعاملكم الراقي معنا. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع. بخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم الفاضل، فإنه مما لا شك فيه أن الحياة البرزخية مليئة بالأسرار والغرائب والعجائب، لأنها من الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه، ولم يطلع عليه أحد من خلقه، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم نقل لنا بعض الصور عن هذا العالم الذي ينتظرنا، نحن جميعاً، لأن عالم البرزخ هو المرحلة الثانية من مراحل الحياة الثلاث، إذ أن المرحلة الأولى هي التي نحن بها الآن، والمرحلة الثانية هي عالم البرزخ ويقصد بها عالم القبور. أما المرحلة الثالثة فهي ما يعرف بيوم القيامة أو اليوم الآخر، والمرحلة الثانية والثالثة -أخي الفاضل أحمد- متوقفة على المرحلة التي نحن بها الآن، فأنت ولله الحمد والمنة ما زلت على قيد الحياة، تتمتع بصحة وعافية، حتى وإن اعتراك بعض الأمراض والعلل إلا أنها كلها من فضل الله تعالى قابلة للشفاء. أمامك الآن فرصة ذهبية لكي تكون سعيداً في المرحلة الثانية والثالثة، وهذا ما بينه الله تبارك وتعالى في كتابه، حيث قال جل جلاله (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى). من اتبع هداي أي اتبع الكتاب والسنة، فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، لأن الشقاء الحقيقي هناك، كما قال الله تبارك وتعالى عن الناس يوم القيامة (فمنهم شقي وسعيد). كذلك أيضاً قال الله تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، إذاً العمل الصالح يترتب عليه أولاً الحياة الطيبة التي نحن بها الآن من حيث أن الإنسان قد رضي بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، وأن الله تبارك وتعالى يخلع عليه ستره ورضوانه ورضاه، ويعينه على طاعته، وفي الآخرة يكرمه الله تبارك وتعالى كرامة تليق بجلاله جل جلاله وتقدست أسماؤه. لذلك نحن ما ينبغي لنا أن نقف طويلاً أمام المرحلة الثانية والثالثة، وإنما الواجب علينا أن نقف طويلاً أمام الحياة التي نحن بها الآن، فيجب علينا أن نلتزم شرع الله تبارك وتعالى، كما قال الله تبارك وتعالى وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. إذاً نحن أمام أمرين: الأمر الأول: أوامر أمرنا بها الله تبارك وتعالى وأمرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه نجتهد في تنفيذها أخي الفاضل أحمد على قدر ما نستطيع، كما قال الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم)، وهناك محرمات حرمها الله تبارك وتعالى، وهذه كما أخبر الله تبارك وتعالى لا بد أن ينتهي الإنسان عنها ولا يقع فيها، وهذا ما عبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: (وما نهيتكم عنه فانتهوا) حتى إذا وقع الإنسان في بعض الأخطاء فعليه أن يعجل بالتوبة والندم والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ويسأل الله المغفرة فإن الله سيغفر له. هذه الأعمال التي ذكرتها لك هي التي بها ستكون سعيداً في المرحلة الثانية والثالثة، وستلقى الله تبارك وتعالى وأنت في قمة السعادة والرضا، بل ستقول قدموني قدموني عندما تحمل الجنازة إلى القبر، سترى أن نفسك تشتاق للقاء الله تبارك وتعالى، وأنك لا تريد أن تعيش في الحياة لحظة واحدة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أن الجنازة إذا كانت مؤمنة صالحة قالت قدموني قدموني، وإذا كانت سيئة قالت يا ويلها يا ويلها أين تذهبون بها) أي تقول: أخروني أخروني. إذاً هذا الذي تريده كله متوقف على هذه المرحلة التي نحن بها الآن -أخي أحمد- فعليك أن تجتهد في طاعة الله تبارك وتعالى قدر استطاعتك ولا تضيع فرصة تستطيع من خلالها أن تكسب حسنة واحدة أبداً. كذلك عليك أن تجتنب المحرمات والمحظورات حتى تلقى الله تبارك وتعالى بصحيفة بيضاء نقية إذا قدر الله وضعفت ووقعت في بعض الأخطاء فعجل بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى، واعلم أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. بهذا البرنامج بإذن الله تعالى سوف يتحقق لك ما تريد بل وأكثر مما تريد، واسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق وأن يهدينا جميعاً صراطاً مستقيما وأن يرزقنا حسنة الخاتمة، وأن يجعلنا من سعداء الدنيا والآخرة أنه ولي ذلك والقادر عليه. هذا وبالله التوفيق.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|