|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة
أولا التفسير التحليلي : قول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ﴾ والمراد بالظن: هو التخمين بوقوع شيء ثم يبني على ذلك الظن أشياء ليس لها حقيقة، فيسبب ذلك عداوة وبغضاء. قوله تعالى: ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )وإنما قال بعض الظن إثم لأن الظن ينقسم إلى:ـ 1) الظن السيئ الذي لم تقم عليه قرينة ولا دليل وهو الوارد في الآية الكريمة 2) الظن السيئ الذي قامت عليه القرينة وهذا جائز، وعلى الإنسان أن لا يتوسع في الظن ويقول هذه قرينة ثم يقع في المنهي عنه والمحظور . يقول الله تعالى: ﴿ وَلا تَجَسَّسُوا ﴾ التجسس: هو تتبع الأخبار الخفية والبناء عليها . قوله تعالى: ﴿ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ الغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( ذكرك أخاك بما يكره) قوله تعالى: { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } هذا التشبيه فيه تنفير من الغيبة وذلك أن الله مثلها بأن يأتي الإنسان إلى أخيه الميت فيأكل منه والعياذ بالله يعني هل يحب أحدكم إذا مات أخوه أن يأكل من لحمه ؟ أبداً لا أحد يحب ذلك بل الميت محل الرحمة ، لذلك كان هذا التشبيه أبلغ ما يكون في التنفير من الغيبة . التفسير الموضوعي تضمنت الآية الكريمة النهي عن ثلاثة أمور وهي : 1- النهي عن سوء الظن 2- النهي عن التجسس 3- النهي عن الغيبة أولا / النهي عن سوء الظن يقول تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ والمراد بالظن: التخمين بوقوع شيء ثم يبني على ذلك الظن أشياء ليس لها حقيقة، فيسبب ذلك عداوة وبغضاء. والظن إما محظور، أو ومندوب إليه. 1- الظن المندوب إليه: فهو حسن الظن بالأخ المسلم. 2- وأما الظن المحظور: فهو سوء الظن بالله، روى جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " رواه مسلم وكذلك من الظن المحظور: سوء الظن بالمسلمين الذين ظاهرهم العدالة، وهذا هو المراد بالآية، وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث". قال أبو قلابة: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك،فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه .ولذلك نص العلماء على وجوب تجنب الظنون السيئة وحمل الناس على المحامل الحسنة، وطرد ما يلج للخاطر من أوهام وظنون. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا . نذكر لذلك بعض الأمثلة: فقد يتوهم البعض ، أو يزين له الشيطان أن فلانا يبغضه فيبني على هذا عداوة وشحناء في الصدر ، وعدم صفاء في الصدر تجاه أخيه المسلم . والبعض يسيء الظن بزوجته بدافع الغيرة ويتشكك في زوجته ويفسر كل سلوك على أنه خيانة أو سوء أخلاق منها ، وقد يقع هذا من الزوجة أيضا تجاه زوجها . وقد يتناقل الناس عن فلان أنه متهم في دينه ، أو أن هؤلاء القائمين على الجمعية أو الهيئة الفلانية يأكلون المال بغير حق ، فيضرون إخوانهم ويشوهون صورة المجتمع المسلم . والحاصل أن الظن والتخمين أوقع كثيرين في العداوة والبغضاء ، ففشت بينهم الأحقاد ، وساءت المعاملات فيما بينهم، وظهر الحسد والبغضاء ، كل ذلك مبناه على أخبار وهمية ظنوها صادقة وليس لها حقيقة . وفي قصة حاطب لما كتب إلى أهل مكة يفشي إليهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ثم اعتذر، أراد عمر أن ي***ه وقال: إن الرجل قد نافق، وكان ذلك مبنيا على الظن ، ولكن قبل النبي صلى الله عليه وسلم منه عذره وحسن نيته ، ومنع عمر من البناء على ذلك الظن؛ لأنه ظن خاطئ . وقوله ﴿ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم ﴾ ولم يقل: اجتنبوا الظن كله، لأن الظن ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: ظن خير بالإنسان، وهذا مطلوب أن تظن بإخوانك خيراً ماداموا أهلاً لذلك، وهو المسلم الذي ظاهره العدالة، فإن هذا يُظن به خيراً، ويُثنى عليه بما ظهر لنا من إسلامه وأعماله. القسم الثاني: ظن السوء، وهذا يحرم بالنسبة لمسلم ظاهره العدالة، فإنه لا يحل أن يظن به ظن السوء. أما ظن السوء بمن قامت القرينة على أنه أهل لذلك، فهذا لا حرج على الإنسان أن يظن السوء به، ولكن هذا ليس على إطلاقه، كما هو معلوم، وإنما المراد أن نحترس من الناس الذين هم أهل لظن السوء فلا نثق بهم. ما الفرق بين الظن والشك؟ الشك وجود معرفة على وجهين متناقضين في كفتي ميزان متعادل، ويمثل علماء المنطق لذلك: إذا رأيت شخصاً من بعيد فلا تستطيع أن تجزم أكان رجلاً أو امرأة، فلم تستطع الجزم بذلك والكفتان متعادلتان . في هذه الحالة يكون إدراكك للشخص شك لأنك لم ترجح أحد الجانبين. ولكن إذا اقترب الشخص منك قليلاً ثم تبين لك أنه رجل، حينئذ هذا الجانب الذي رجح ونزلت كفته عشرة في المائة يعتبر ظناً، والكفة المرجوحة التي نقص الإدراك فيها عشرة في المائة يعتبر وهماً . فالظن أحد الجانبين الذي رجح بعد أن كان شكاً متعادلاً. فإذا انتهى الوهم، وكان العلم لجانب واحد، بأن دنا منك ورأيته بملابسه وتأكدت (99%) أنه رجل، حين ذلك يكون علماً. والعلم مراتب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. فعلم اليقين الذي لا يقبل وهماً يطرأ عليه،فمثلا : المسلمون في كندا أو روسيا يتوجهون في صلاتهم إلى الكعبة، فهم يعتقدون ويعلمون بوجود الكعبة، فإذا قدر لهذا الإنسان أن جاء إلى مكة ووصل إلى المسجد الحرام ووقف عند الباب، فعلمه بها وهو يراها بعينه هو عين اليقين . فإذا طاف حولها زاد علماً، فإذا فتحت الكعبة ودخل وصلى في جوف الكعبة، فعلمه بالكعبة وهو في جوفها أقوى من علمه وهو واقف في الباب، فهذا هو حق اليقين |
العلامات المرجعية |
|
|