|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
الأنبياء لا يترشحون للرئاسة تامر أبو عرب استمتع بالسييء فالأسوأ لم يأتِ بعد. قبل وصول مرسي للحكم قالوا إن خيرت الشاطر هو يوسف هذا العصر، الذي خرج من السجن ليحكم مصر، وأثناء حكمه قالوا إن مرسي هو خامس الخلفاء الراشدين، وبعد عزله قالوا إن جبريل يتنزل على المعتصمين في رابعة العدوية. الآن يقف العالم الأزهري الدكتور سعد الدين الهلالي ليُعلم الناس الإسلام الوسطي، الذي شوهه الإخوان، وليثبت للجميع أننا أفضل من الإخوان، فلم يجد الرجل وسيلة ليثبت أننا أفضل من الإخوان إلا التأكيد على أن الله اصطفانا أكثر مما اصطفاهم، فإذا كان في معسكرهم خليفة وملاكًا فإن في معسكرنا رسولين يوحى إليهما ! من كانوا ينتقدون الاتجار بالدين يبدو أن مشكلتهم لم تكن مع الاتجار بالدين في حد ذاته، لكن مشكلتهم أن يتاجر بالدين غيرهم. أٌقامت برامج الـ«توك شو» حفلات النواح الجماعية حين كان الإخوان يستخدمون الدين في السياسة، وعندما وقف علي جمعة ليُبرز فوائد قـتـل الإخوان، وتحدث مظهر شاهين عن ضرورة تطليق الزوجة الإخوانية، واعتبر سعد الهلالي المشير السيسي واللواء محمد إبراهيم رسولين ابتعثهما الله، تحدثت هذه البرامج عن دورة حياة طائر البطريق! الإخوان الذين وُجدوا على ظهر الكرة الأرضية أساسًا لاستغلال الدين في تحقيق مكاسب سياسية سقطوا عندما فعلوا ذلك لعام واحد فقط، وهم في السلطة، وكذلك سيكون السقوط مصير أي تيار آخر يحاول أن يحذو حذوهم، لأنه حتمًا سيفعل ذلك بكفاءة أقل، ولأن الدين ينتقم سريعًا ممن يستخدمونه لغير الغرض، الذي أنزله الله من أجله. لطيف أننا مضطرون لتضييع كثير من الوقت الآن، لإقناع التيار المدني بضرورة إبعاد الدين عن السياسة. *** جوهر خلافنا مع ترشح المشير السيسي للرئاسة لا يتعلق بشخص المشير، لكن بجوقة من الأتباع والأبواق يعتبرونه ملهمًا لا ينطق عن الهوى ورسولاً يوحى إليه، ومن ثم ستكون معارضته في منهج يتبعه كفرًا، ومراجعته في قرار يتخذه انتحارًا. لم يقل المشير إنه ينوي الترشح للرئاسة بعد، وظهر من يتحدثون في الإعلام عن ضرورة تحمل الظروف الصعبة، التي ستكون موجودة بعد فوز السيسي بالرئاسة، وعن حتمية ربط الأحزمة على البطون، وتخفيض الاستهلاك، وتنحية المطالب الفئوية جانبًا، وصعوبة عودة الأمن بالسرعة التي يتخيلها البعض. سيجد السيسي إعلامًا يبرر أخطاءه، و«داخلية» تسحق المحتجين ضده، ومؤسسات تتوحد مع نظامه، ومؤسسة عسكرية حائرة طوال الوقت بين ولائها لقائدها العام السابق وولائها للشعب، الذي هو مصدر كل سلطة. ترك مبارك موقعه في الجيش في منتصف السبعينيات، ورغم ذلك لم يخرج المشير طنطاوي عام 2011 ليعلن عزله رغم سقوط مئات القـتـلى وآلاف الجرحى، ورغم اعتصام المصريين في الميادين 18 يومًا، ولولا انهيار الشرطة، وتداعي المؤسسات وتحفز الملايين لاقتحام القصور الرئاسية يوم 11 فبراير، ما اضطر مبارك إلى ترك السلطة، خاصة أن المشير طنطاوي والفريق عنان كانا يعتبران عدم إطلاق النار على المتظاهرين غاية ما كان يمكن أن يقوم به الجيش في مواجهة قائد القوات الجوية الأسبق. في المقابل عزل المشير السيسي الرئيس السابق محمد مرسي في بيان ألقاه بنفسه، وأوقف العمل بدستور الإخوان المشوه، وحل مجلسهم الباطل، وأعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لأن مرسي لم يكن جنرالاً سابقا في الجيش، مع العلم بأن نفس القوى السياسية التي كان يجلس ممثلوها خلف المشير السيسي وهو يتلو البيان، كانت تجمع أيضا على ضرورة عزل مبارك طوال اعتصام الـ18 يومًا. يمتلك المشير السيسي برنامجا للتنمية، وإعادة الأمن، وكذلك يمتلك غيره، يتمتع المشير السيسي بحس وطني عالٍ، وكذلك يتمتع غيره، يحب المشير السيسي وطنه وكذلك الملايين غيره، ولكن يمتلك المشير السيسي من أدوات الاستقواء على الشعب في حالة فوزه بالرئاسة ما لا يمتلك غيره. *** الذين يريدون تحويل انتخابات الرئاسة إلى استفتاء من خانة واحدة سيحولون المشير السيسي إلى رئيس لفصيل واحد، وعشيرة واحدة، والذين طعنوا في حمدين صباحي لمجرد إعلانه الترشح أمام مرشح لم يترشح بعد، سيعلقون أي مواطن يعلق لافتة ضد مرشحهم. قالوا إن أبوالفتوح سيكون مرشح الإخوان، وعندما لم يترشح قالوا إنه قاطع الانتخابات، امتثالًا لرغبة الإخوان، قالوا إن حمدين لن يترشح، لأنه جبان، ولا يريد أن يخسر الانتخابات الرئاسية مجددًا، وعندما ترشح قالوا إنه مهووس بالسلطة و«يحلم بالكرسي». إن فعلت شيئا ستغمرك لعناتهم، وإن فعلت عكسه لن تسلم منها، ولذلك استمع لنصيحة الأستاذ غسان مطر و«اعمل الصح». هناك مكان في الجحيم لمن يحجزون لغيرهم أماكن في الجحيم، وكما يُخرِج بعض علماء الدين قيادات الإخوان من الملة الآن بعدما احتفظت الجماعة بتوكيل الإدخال في الملة، والإخراج منها لعقود، سيأتي يوم يُشكَك فيه في وطنية كل من شكك في وطنية غيره. سنطالب المشير السيسي بعدم الترشح، فإن ترشح سنبحث عن بديل مدني، فإن فاز سنراقب تحقيقه مطالب الثورتين، فإن التزم بها سندعمه ونساعده، وإن لم يلتزم سننتقده ونعارضه، تلك الديمقراطية التي تعهد المشير مرارًا بصونها ويعقرها أنصاره كل صباح. http://www.almasryalyoum.com/news/details/392092 |
العلامات المرجعية |
|
|