صَبَاحُ الخَيْرِ لـ عَيْنيكِ حِينَما تُشْرِقانِ على حَوافِي المُحيط، مُرْهَقَتانِ مِنْ فَرْطِ الحُلم ، مِنْ فَرْطِ الإقتِرابِ من هَزائِمَ أخرَى فِي مَسيرة الحب الطَّويلة ، صَباحُ الخَيْر و صَبَاحُ العُيُونِ السَّاحِرَة ، وَ ككلّ صَبَاح ، أجِيئُكِ كَائناً غَريباً لَا يأبَهُ لـ عَقَاربَ السَّاعة ، أمرّرُ إلى جَسَدكِ جُرْعَة زَائدَةً من الوقت ، و من الذَّاكِرة ، أتَعَمَّدُ إيقَاظَكِ ، إختِطَافَكِ مِن اللَّحظَة ، الإستِحْوَاذَ على قَدْرٍ هائلٍ من الإهْتِمام ، أحبُّ أنْ أَكُونَ أَوَّل مَا تَرْمقُهُ عينَاكِ و أنتِ تَصْحِينَ على ضَجيجِ القُبَلْ، مَهْزُومَةً بالإنْتِشاءْ .
صَبَاحُ الخَيْرْ، يَا امْرأَةً تَواعِدُنِي فَأتأخَّر، فـ تَتْبَعُنِي خَلْفها لَهْفَةُ أَلْفِ عامٍ مِنَ الرَّغْبَةِ و الإحْتِواءْ ، يَا حُلْماً أَعْرِفُ أنَّهُ سَيَتَحقَّق، لَكنِّي أجْهلُ شَكْلَهُ و وَقْعَهُ على الذّاكرَة..
صَبَاحٌ كَهَذا، يَفْتَقِرُ لـ قُبْلَةِ صَبَاحْ على خَدِّ الطَّريق، لـ إبْتِسَامةٍ مَسْرُوقَة مِنْ شِفاهِ وَطَن، صَبَاحٌ كَهَذا، لا بُدَّ أنْ تَكونَ فِيهِ أُنْثَى مِثْلَكِ ، تَنْزَلِقُ من الحَيَاةِ بـ طَريقة الصّغار، تَعْرِفُ الطَّريقَ إلى القلب، و إلى الذَّاكرة ، أُنْثَى لَا تُضَيِّعَ بَوْصَلَةِ الطَّريقِ إلى جَسَدِي، لا تَعْرِفُ تَغْييراً لـ طُقُوسِ اللّقاءْ، أُنْثَى تُرَتِّبُ رُمُوشهَا قُبَيْلَ نِصْفِ دَهْرٍ مِنَ الإلْتِحام، أُنْثَى تُشَكِّلُ الوَقْتَ عَلى مَقَاسِها ، تَتَدَّفَقُ مِنْ نَافِذَة الصّباحِ كَـ شَمْسٍ لَا تَغيبْ، فتَتعرَّى لـ ألبِسَها مِعْطَفاً فِي مَسِيرَتِي البَارِدَة، نَبيذاً أحْتَسيهَا فِي الفُصُول المَمْطِرَة ، أُنْثَى كـ أنتِ ، لا بُدَّ لَها أنْ تَشرقَ فِي كُلِّ صَباحاتِي، لـ أتَذَوَّقَ مَعْنَى الصّبَاح ! أُنْثَى كـ أنتِ لا بُدَّ لَها أنْ تَزيدَ السُّكرَ لـ قَهْوَتِي و العِطْرَ لـ بْذْلَتِي، و تَقْرأُنِي السَّلامْ .
مَا أجَمْلَ الصَّباحاتِ التِي يُصَادِفُنِي فِيها وَجْهُكِ فِي دَرْبٍ مِنْ دُرُوبِ الإشْتِياق، يُنادِينِي لـ آخُذَ حِصَّتِي مِنَ الدَّهْشَةِ و الإرْتِبَاكْ، صَبَاحٌ يَشْهَدُ نَظَرَاتَ العِناق، لا بُدَّ لَهُ أَنْ يُخَلَّدَ فِي ذَاكِرَةِ العُشَّاق، فِي أَيِّ هَمْسَةٍ صَادِقَة تَتَسَاقَطُ مِنْ أَفْواهٍ مُرْتَعِشَة، صَبَاحٌ كَـ هَذا، يَجْعَلُنِي أُكْثِرُ مِنَ الحَمْدْ، أَزيدُ خُطُواتَ البَقاءْ، يَشْعلُني ناراً و يُطْفِئُنِي، و يَسْأَلُنِي مَا طُعم الرّماد !
صَبَاحُ الخَيْرِ يَاأمَلِي، يَا سَيِّدَةً تُطَرِّزُ حَاضِرِي مِثْلما تَشْتَهِي، صَبَاحٌ بـ طَعمِ حُلْمٍ تَمنَّيناهُ و لَمْ يَأتِ، و لَنْ يَأْتِ و لَنْ يَدْعُوناَ يَوماً إلى الحُضُور .
من روائع الكلام الجميل نقلته