أخطأت مصر أصلا باعترافها بسد النهضة والدخول فى الاتفاقية الإطارية، لأن الاتفاقيات السابقة تمنع أى دولة من إقامة أى مشروع بدون موافقة دولتى المصب، أخطأت لأنها اعتبرت خبراء الرى وحدهم قادرين على التصدى للحيل والأكاذيب الأثيوبية، معظمهم يعانى من جفاف تاريخى فى الخيال، أخطأت لأنها لم تصارح الرأى العام بحجم المشكلة وتركت موظفين يشكلون الرأى العام.
وزير الرى محمد عبدالمطلب فى الخرطوم اليوم وغدا بصحبة خبراء رى لمناقشة السد مع أثيوبيا والسودان، فى توقيت عدلت فيه أديس أبابا ارتفاع السد من 90 مترا إلى 145، وزادت من سعة البحيرة من 14 مليار متر مكعب إلى 74 مليارا، وهو ما يهدد منسوب المياه فى النيل الأزرق، حيث ستمتلئ البحيرة خلال ثلاث سنوات، وهو ما يعنى حسب كلام الدكتور نادر نور الدين الأستاذ بزراعة القاهرة لموقع الوادى نقصان منسوب المياه 25 مليار متر مكعب كل سنة، فى العام الثالث قد لا يكون هناك مياه، لأن رصيد النيل الأزرق يتراوح بين 48 إلى 50 مليار متر مكعب فى العام الواحد.
وزير الرى التقى السيد الرئيس، وقيل إن مصر لن تتراجع عن حقها فى تأمين احتياجاتها، إثيوبيا استغلت الأوضاع الداخلية للى ذراع 90 مليون مصرى، وأنجزت %25 من السد، ونحن نتحدث عن آليات تفاهم، وبعد أن نزل نصيب الفرد إلى 650 مترا سنويا «الحد الأدنى ألف»، وتوقع علاء الظواهرى عضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة جفاف بحيرة ناصر خلال ست سنوات، وظهور اتجاه لتدويل القضية مع صور لمفيد شهاب مع أكثر من مسؤول أسبق، أثيوبيا تحقق أحلامها، وضع دولى يتيح لها التحكم فى جيرانها.. وتحديدا مصر.