|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
30 يونيو.. وإعــادة الاكتشاف الإقليمي
على الرغم من صعوبة الإمساك بكل أبعاد* 30* يونيو،* و3* يوليو، وما تبعهما من أحداث، وعلى الرغم من أن قدرتنا على سبر أغوار الحقيقة تزداد كلما تعافينا من عواطف الحدث الحاضر، وكلما ابتعدت المسافة بيننا وبينه،* عبر الزمن، فإن بعض الصور الذهنية التي تسجلها اللحظة تقدم للتاريخ مادة تصبح مع مرور الوقت أشبه بـ* "فوتوغرافيا الذاكرة*"، التي تزداد أهميتها لمن يتناولون الحدث تاليا*. وبشكل عام، فقد كشفت أحداث* 30* يونيو عن مجموعة من جوانب الضعف العربية*. لقد شهد الإقليم عملية من إعادة اكتشاف الذات، كانت واضحة وجلية في بعض الجوانب، وكانت منزوية في جوانب أخرى*: أولا*- إعادة اكتشاف الدولة،* حيث كشفت الأحداث عن أن مفهوم الدولة ليس راسخا لدي قطاعات من المصريين*. كان الاعتقاد أنه أمام قيمة الدولة في بلد بسيط موحد وذي كيان حضاري وتاريخي، مثل مصر، تتراجع كل المصالح والروابط الأدني*. ولم يكن معروفا أنه، في* غفلة من الزمن، سطت جماعات على دور ووظيفة الدولة، ووجهت أذهان أتباعها إلى التعلق بدولة* "خلافة افتراضية*"، أصبحت عندهم* غاية وهدفا أهم من الدولة الوطنية، وأصبح بالإمكان شن حرب من جانب أنصار الدولة الافتراضية ضد أركان الدولة الوطنية القائمة، دون أن يدركوا أنهم يهدمون الاثنتين معا*. ثانيا*- كان الاعتقاد أنه من السهل على المواطن العربي أن يدرك الفارق بين النظام السياسي الذي يمكن أن يجري إصلاحه أو هدمه، والدولة التي تمثل أحد أعظم ابتكارات الوجود البشري*. وخلط البعض بين الدولة،* والنظام السياسي،* والجيش،* واتجه آخرون لهدم النظام،* والدولة،* والجيش معا*. ولم يكن ذلك أمرا طبيعيا في دولة،* كان الاعتقاد أنها تختلف عن* غيرها من الدول العربية، فتبين أنها ليست بمنأى عن كل ذلك أمام جماعات تعيش بفكرها وأحلامها خارج الوطن والزمن*. ثالثا*- إعادة اكتشاف العلاقات العربية*: فقد أكدت الأزمة أن هذه العلاقات انحدرت في مستوى جديد من التدخل الفج في الشئون الداخلية*. صحيح أن هناك ميراثا عربيا في ذلك، إلا أنه في الأغلب كان يجري في الدول العربية الصغرى، من جانب دولة جوار عربية كبيرة*. لكن الوضع الراهن كشف عن تدخل قوى صغيرة في الشئون الداخلية للدولة العربية الكبرى* ("قطر* الجزيرة*"،* وتونس نموذجا*). وإلى حد كبير،* لا يعكس ذلك اختلال قواعد العمل العربي بقدر ما يعكس رغبة في تصدير الأزمات الداخلية*. رابعا*- جرت عملية* "إعادة الاكتشاف*" الأخرى في العلاقات الخليجية* - المصرية، بعد سقوط حكم الإخوان،* حيث تحولت العلاقات من الحالة التقليدية الرتيبة والنمطية إلى حالة الدفء والحركية*. وبعد أن فقدت أغلب دول الخليج الحميمية مع مصر في عهد الإخوان، أعاد كل طرف قراءة الآخر، في ظل عملية كبري من* "إعادة الاكتشاف الاستراتيجي*". وأخيرا، تبقي ضرورة التفكير في السيناريوهات البديلة، وهي التي يجسدها السؤال*: ماذا لو كان قد استمر حكم الإخوان، وتجليات ذلك مصريا وعربيا، وماذا لو كان بالإمكان أن يعود الإخوان إلى الحكم، وتجليات ذلك مصريا وعربيا.ويعود جزء من فقدان الصواب لدى البعض إلى عدم التفكير بهدوء في هذين السيناريوهين*. آخر تعديل بواسطة aymaan noor ، 16-12-2013 الساعة 08:15 AM |
العلامات المرجعية |
|
|