|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أوضاع مقلوبة.. إزى اللجنة؟!
أوضاع مقلوبة.. إزى اللجنة؟!
محمود خليل دعنا نعُد مرة ثانية إلى التوقف أمام بعض الأوضاع المقلوبة فى حياتنا. حديثى هذه المرة يتعلق بسؤال يقول: «إزى اللجنة؟!».. وهو سؤال مصرى خالد دأب بعض الآباء والأمهات على طرحه على أبنائهم بمجرد العودة من الامتحان، حيث يبادر الأب أو الأم أو كلاهما إلى سؤال الابن أو الابنة: «إزى اللجنة؟»، والهدف من السؤال هو الاطمئنان إلى أن اللجنة كانت متسيبة وأتاحت للتلميذ أو الطالب فرصة للغش، أو بالتعبير المصرى الصميم «بوظة»، يعنى كله يسلك نفسه، ينقل من الكتاب المقرر أو الخارجى، أو من ورقة غيره، أو يمليه الأستاذ، أو يرهق نفسه بعض الشىء و«يبرشم» الأجزاء المهمة من المنهج ويستعين بها فى الإجابة تحت إشراف كامل من وزارة التربية والتعليم.. والأعجب من ذلك هو اتجاه بعض الآباء والأمهات إلى رفع أيديهم إلى السماء للدعاء على المراقب إذا أبلغهم النجل أو النجلة بأنه حال بين أحدهما وبين ممارسة حقه الطبيعى فى الغش.. والدعوة الشائعة فى مثل هذه الأحوال «يقعد له فى عياله»!! البعض لا يرى قيمة فى سؤال الأبناء عن مستوى أدائهم فى الامتحان، لأن الأهم هو حال اللجنة، ومستوى «البوظان» الذى تتمتع به. ولعلك تعرف المثل السائر فى المدارس والجامعات المصرية منذ سنين والذى يقول «ذاكر تنجح.. غش تجيب مجموع»!. فالغش وسيلة سريعة وناجزة لتحقيق النجاح، ذلك هو الدرس الأكبر الذى يتعلمه البعض من تجربة التعليم فى المدارس والجامعات. قد يكون من بين تلاميذ المدارس أو طلبة الجامعات من لا يغش بالطرق التقليدية المباشرة، ويلتمس طرقاً أخرى من خلال معلمين محترفين يعلمون فيها الأبناء طرقاً أكثر احترافية فى الغش، مثل ذلك المدرس الذى أراد أن ييسر على تلامذته كتابة موضوعات «الإنشاء» أو «التعبير» بأقل مجهود، فما كان منه إلا أن كتب لهم مقدمة وخاتمة عامة، وقال لتلميذه أياً كان الموضوع الذى يأتيك فى امتحان «اللغة العربية» اكتب هذه المقدمة وتلك الخاتمة وبينهما أى «حشو»، وستضمن الدرجات العلا فى «الإنشاء»!، ومؤكد أن نجاح مدرس اللغة العربية فى تعليم الأبناء «الخداع» أدى إلى تعميم التجربة على المواد الدراسية الأخرى.. واسأل أباطرة وقياصرة الدروس الخصوصية وسوف يحيطونك علماً بالكيفية التى تستطيع أن تعبر بها الامتحان من أقصر الطرق الممكنة وبأقل مجهود، انطلاقاً من قاعدة: «ليه تدفع أكتر ما دام ممكن تدفع أقل». وعندما يصبح الغش جزءاً من التربية والتعليم داخل المدارس والجامعات، لا تتعجب من تزوير يحدث فى الانتخابات، أو تدليس يقع فى الأسواق التجارية، أو سرقات علمية تظهر فى ساحة البحث العلمى، أو عمليات سلب ونهب وإهدار للمال العام، أو انهيار عمارة جديدة فوق رؤوس ساكنيها، أو نسيان طبيب لفوطة داخل أحشاء مريض، أو وقوع تصادم ما بين قطارين، أو دهس قطار لسيارة أو أوتوبيس، أو اختلال فى ميزان العدالة، أو إفلات مجرم بجريمته، أو خداع رجل لامرأة، أو تلاعب امرأة برجل، أو عقوق أبناء لآباء وأمهات، أو ضياع قيمة الرحمة بين البشر.. فالغش له ألف وش! http://www.elwatannews.com/news/details/365019
__________________
صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التحدث بالغش
|
العلامات المرجعية |
|
|