|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإكثار من الاستغفار يزيد من الرزق
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ في كثير من المواقع أن الاستغفار يجلب الرزق، والإكثار من الصلاة على النبي (وحسبي الله ونعم الوكيل)، وحسبما قرأت أنه يجب على الشخص أن يستغفر أكثر من 1000 إذا أراد أن يعجل الله له الرزق، وكلما استغفر أكثر كلما اقترب الرزق أكثر، فما صحة هذا الكلام؟ وفي أحد المواقع قرأت أنه مثلا إذا كان الله قد قدر الرزق بعد 4 سنوات مثلا، فمن كثرة الاستغفار يتغير ويصبح مثلا بعد سنة، والله أعلم، ما صحة هذا؟ أعلم أن الاستغفار يجلب الرزق من كثير من الآيات القرآنيه مثل: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَليكُم مِدرَارا}، لكن السؤال: هل صحيح أن ذلك يعجل الرزق؟ وهل صحيح يجب أن يكون الاستغفار بالألوف؟ إذا كان صحيحا، لو حددت وقتا معينا أو ساعات من يومي لأستغفر، ثم الله رزقني ما أريد، ولم أستطيع أن أحدد وقتا مثل السابق, فهل أكون بذلك ممن عبد الله على مصلحة وهي أن يرزقني، وبعد أن رزقني توقفت أو أقللت، وبذلك تنطبق علي الآية: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}؟ هل يجوز أن أقلل من استغفاري حسب وقت فراغي؟ وهل هذا يعني أن رزقي لن يتعجل أو أن الله لن يرزقني ما أريد؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل)، فهل إذا استغفرت كل يوم حسب طاقتي، وكان قليلا كما أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- 100 مثلا، هل سيسرع الله رزقي؟ لأن لدي الطاقة ووقت الفراغ لأعبد الله كثيرا وأسبح وأستغفر، وخلال المستقبل مثلا تغيرت حالتي أو شخت وأصبحت طاقتي محدودة، فهل إذا أقللت أكون بذلك لم أطبق الحديث؟ هل علي عند تحديد عبادة أو نافلة أن لا أثقل حتى لو كنت أجد في نفسي القدرة احتياطا للمستقبل، حتى لا أقلل ما كنت أعمل بل أبقى مستمرة عليه؟ وأعتذر على الإطالة، وبارك الله فيكم. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ المؤمنة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يصبَّ عليك الخير صبًّا، وأن لا يجعل عيشكم كدًّا، وأن يبارك لكم فيما رزقكم، وأن يغفر لكم، وأن يرحمكم، إنه جواد كريم. بخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن الأعمال الصالحة من أهم عوامل جلب الأرزاق، وهذا ما قرره مولانا جل جلاله سبحانه بقوله: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}، فهذا بيان من الله تبارك وتعالى يُبيِّن لنا فيه أن الأعمال الصالحة مع الإيمان يترتب عليها أن تكون الحياة طيبة وسعيدة وآمنة ومستقرة، والأعمال الصالحة ليست عملاً واحدًا، وإنما هي كل الدين، شأنها شأن العبادة، وشأن أركان وشُعب الإيمان، فإن العلماء نصوا على أن العبادة هي كل أمر يحبه الله ويرضاه، فكل شيء يحبه الله ويرضاه يكون عبادة. كذلك كل عمل صالح يحبه الله ويرضاه يكون عبادة، إلا أن هناك بعض العبادات قد تكون لها خاصية خاصة، وذلك كقضية الاستغفار، حيث إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنزل الله عليه قوله: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا*يرسل السماء عليكم مدرارًا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا}، و (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه الله من حيث لا يحتسب) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. كذلك أيضًا الصلاة على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - كذلك أيضًا صلاة قضاء الحاجة، كذلك صلة الرحم، وهذا ما عبّر عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (من سرَّه أن يُنسأ له في أجله، ويبارك له في رزقه فليصل رحمه)، إلى غير ذلك من النصوص التي تدل على أن هناك أنواعًا من العبادات لها خاصية زيادة الأرزاق، إضافة إلى كونها التزام بأمر المشرع جل جلاله سبحانه. أما قضية الأعداد التي وردت في رسالتك فهذه كلها لا أصل لها، ولم يثبت في السنة تحديد عدد معين للاستغفار حتى تتحقق مسألة زيادة الأرزاق، وإنما نحن علينا أن نستغفر الله تبارك وتعالى قدر استطاعتنا، عملاً بقوله تبارك وتعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم). أما تحديد الأعداد فلعل هذه تجارب لبعض الناس ثبت أنها قد أفادتهم، ولكن لا يلزم أن تفيد غيرهم، لأنها في الغالب تجارب خاصة، وليست من الشرع حتى ندعو الناس إليها أو نحث الناس عليها، وإنما هذه اجتهادات فردية قام بها أصحابها فتحقق لهم شيء معين أو غرض معين، هذا لا يجعلنا نقول بأننا إذا فعلنا كذا سوف يترتب عليه كذا، لأننا لا نستطيع أن نجزم إلا بما جزم به الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وكذلك أعداد الصلاة على النبي - عليه الصلاة والسلام - لا يوجد هناك سقف أعلى لمسألة تحقيق الأرزاق بعدد الصلوات، وإنما نحن أُمرنا أن نصلي على النبي – عليه الصلاة والسلام – ما استطعنا، وقد بيَّن - صلى الله عليه وسلم - أن الصلاة عليه تكفي همّ المهمومين وتغفر الذنوب، وأُمرنا أن نستغفر الله تبارك وتعالى ما استطعنا، وأمرنا أن نأخذ بالأسباب كما أمرنا الله تبارك وتعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} وندع الأمر بعد ذلك لله عز وجل. فقد يكون هناك عمل من الأعمال نحن لا ننتبه لفائدته، فيجعله الله تبارك وتعالى مؤثرًا جدًّا في قضايا نحن ما كنا نتوقع أن يكون لها حل، ولذلك علينا أن نجتهد في تنفيذ أوامر الله تبارك وتعالى جميعًا، وفي ترك ما حرم الله تبارك وتعالى قاطبة، كذلك أيضًا في الوقوف عند حدود الله تبارك وتعالى، كما قال الله: {تلك حدود الله فلا تعتدوها} فإذا فعلنا ذلك كنا أهلاً لتمكين الله تبارك وتعالى لنا، ولزيادة الأرزاق وبسطها، وللبركة في الأموال والأولاد والصحة والعافية والأوقات. فعليك - بارك الله فيك أختي الكريمة – ألا تتقيدي بهذه الأعداد، لأنه لا دليل عليها أصلاً، ولم يثبت بها نصٌّ شرعي معتبر، وإنما نحن أُمرنا بعموم الاستغفار وعموم الأذكار والأدعية، وعموم الصلاة على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وأهم شيء حقيقة في هذا كله إنما هو الدعاء، لأن الدعاء هو العبادة، كما أخبر الحبيب – عليه صلاة ربي وسلامه -. أسأل الله أن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلنا وإياك من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|