#11
|
|||
|
|||
ومع دوره كمكان للصلاة والعبادة كان جامع الزيتونة منارة للعلم والتعليم على غرار المساجد الكبرى في مختلف أصقاع العالم الإسلامي، حيث تلتئم حلقات الدرس حول الآئمة والمشايخ للاستزادة من علوم الدين ومقاصد الشريعة وبمرور الزمن أخذ التدريس في جامع الزيتونة يتخذ شكلا نظاميا حتى غدا في القرن الثامن للهجرة عصر ( ابن خلدون) بمثابة المؤسسة الجامعية التي لها قوانينها ونواميسها وعاداتها وتقاليدها ومناهجها وإجازاتها. مع مرور الوقت، اصب الجامع مدرسةتشدّ إليها الرحال من مختلف أنحاء المغرب العربي طلبا للعلم أو للاستزادة منه. وقد ساهم جامع الزيتونة خلال فترة الاستعمار الفرنسي في المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية لتونس، وقاوم بصلابة محاولات القضاء على أنتماء تونس العربي الإسلامي، وكان جامع الزيتونة هو المدافع عن اللغة العربية في هذه الفترة الحرجة من تاريخ تونس بعد أن فقدت اللغة العربية كل المدافعين عنها تحت تأثير وسيطرة الاستعمار، مما جعل الحاكم الفرنسي لتونس يقول: ((عندما قدمت الي تونس وجدت أكثر من عشرين ألف مدافع)) وهو يقصد طلاب العلم في جامع الزيتونة. خلاف ويكيبيديا ،، هناك من يقول أن جامع الزيتونة في تونس يعتبر ثاني المساجد التي تم تأسيسها في بلاد المغرب العربي عقب الفتح الإسلامي، أسسه قائد الفتح الإسلامي في أفريقيا حسان بن النعمان عام 79 هجرية. كان مسجدا بسيطا متواضع البناء، إلى أن عبدالله بن الحبحاب والي أفريقيا عام 116 هجرية قام بتوسعته والزيادة في فخامته، حتى صار من المعالم الإسلامية الرائعة في مدينة تونس. تذهب بعض الروايات إلى أن المسجد قد تم تشييده على أرض كان بها صومعة لراهب مسيحي، بعد فتح الإسلامي لتونس أشار على المسلمين أن يشيدوا مسجدهم في مكان صومعته بالتحديد، لأنه رأى نورا يتألق ليلا فأحس بأهمية المكان، فمنع عنه الحيوانات، وأبعد عنه القاذورات، فقرر المسلمون اتخاذ مسجده مصلى لهم، ويرجع سبب تسميته لوجود شجرة زيتون ضخمة، كانت بالقرب من صومعة الراهب. يعتبر جامع الزيتونة من المعالم الإسلامية القليلة في العالم، التي تحتفظ جدرانها بأسماء جميع من شارك في تشييد البناء، لذلك قال عنه أحد المؤرخين أنه مسجد يسجل تاريخه، كما أولت جميع الأسر الحاكمة التي تعاقبت على حكم تونس منذ عهد الأغلبيين، ومرورا بالحفصيين، المراديين، وحتى الحسينيين آخر ملوك تونس قبل إقرار النظام الجمهوري بها، مزيدا من الرعاية والاهتمام بعمارة المسجد. تم بناء المسجد على شكل معين غير متوازي الأضلاع في بعض جوانبه، يتلاءم مع الشكل العام لمدينة تونس التي تأخذ نفس الشكل تقريبا، وهو يخضع في بنائه بوجه عام للنمط الإسلامي الذي بدأ منذ عهد بناء المسجد النبوي الذي يعتمد على تشييد مساحة مسقوفة من البناء، تقام فيها الصلاة، وباحة مفتوحة على السماء تمثل صحن المسجد. يوجد بالمسجد أيضا منبر خشبي يعود تاريخ صنعه إلى عام 250 هجرية، له زوج من الأكتاف يزين كل منها زخارف هندسية على شكل مربعات، ودوائر محفورة في الخشب حفر غائرا بعناية ومهارة فائقة، تضفي عليه جمالا وإجلالا، يزعم بعض أهل تونس أن الدعاء بين حافتي المنبر مستجاب. شرق بيت الصلاة بالمسجد، توجد مكتبة أسسها السلطان أبو عثمان الأغلبي عام 1450م، تحوي المكتبة أكثر من 200 ألف مجلد من أندر الكتب والمخطوطات العلمية القيمة، تعرضت تلك المكتبة لاعتداء الجنود الأسبان عام 970 هجرية، فاستباحوا حرمة المسجد بأقدام خيولهم، وأتلفوا محتويات المكتبة، كما قاموا بسرقة الكثير منها ونقلوه إلى أسبانيا، ظلت على ذلك الحال من الخراب والدمار حتى عهد العباسي أحمد، أحد ملوك الحسينيين الذي جددها وأعاد لها رونقها، لذلك تعرف تلك المكتبة اليوم بإسم المكتبة الأحمدية. |
العلامات المرجعية |
|
|