#11
|
|||
|
|||
مسجد مراد أغا - ليبيا يعد جامع مراد آغا من أهم المساجد التي شيدت خلال العهد العثماني في ليبيا خلال القرن السادس عشرالميلادي، على يد الرايس البحري مراد آغا الذي كان أحد قادة الحملة العسكرية التي شنها خير الدين بربروس لتحرير طرابلس من فرسان القديس يوحنا، حيث وصل القائد مراد أغا الى تاجوراء على بعد 16 كم للشرق من طرابلس سنة 1532 م، واستقر فيها لمدة تسعة عشر عاماً في محاولاته لحصار المدينة، حتى تمكن مع القائد " درغوث" وسنان باشا من تحرير طرابلس، ونصب مراد باشا والياً على المدينة سنة 1551 م، واستمر فى الحكم مدة سنتين ثم استبدل بالقائد درغوث، وعاد الى تاجوراء نقطة انطلاقه وشيد بها قلعة حُوِّرت فيما بعد الى المسجد المعروف باسمه "جامع مراد آغا " ويعد بناء المسجد نقطة تحول وتطور في تاريخ للعمارة المحلية في ليبيا، خلال الفترة التي شهدت التطور الكمي والنوعي العمارة المحلية خصوصاً المساجد، حسبماأشار إلى ذلك السيد حسام باشا إمام، منسق المجموعة الوطنية لحماية المباني التاريخية خلال محاضرة له القاها مؤخراً بمركز جهاد الليبيين حول الدراسة المتعلقة بتاريخ المسجد تحت عنوان" جامع مراد آغا .. هل كان رباطاً جهاديا ً"، أكد فيها على حزمة من الاجراءات التي يجب اتخاذها خلال أعمال الترميم والصيانة المتوقع البدء فيها خلال الفترة القادمة، مشيراً بالخصوص إلى ضرورة إجراء حفريات أثرية في موقع الجامع، مع الحرص على عدم إلحاق أي ضرر إنشائي وذلك للكشف على أي لقيات من الممكن أن تلقي المزيد من الضوء على طريقة تأسيس الجامع، وإجراء المزيد من البحوث التاريخية المتعلقة بتاريخ تأسيس المسجد والبحث في المصادر والمراجع التاريخية حول ذلك، بالإضافة إلى الكشف على أي عناصر معمارية أو إنشائية أصلية في عمارة المسجد. وأشار السيد باش إمام إلى أنه في ليبيا لا توجد حاليا مبانٍ تاريخية تمثل الرباطات، ولكن توجد فقط بعض الأضرحة المنتشرة على طول الشواطئ الليبية والتي تعود إلى أناس عباد زهاد يسمون محليا بالمرابطين، ويقال إن سبب وجودهم في هذه المواقع الاستراتيجية يعود إلى رباطهم وفي هذه الحالة بشكل فردي على الشواطئ بغرض الحراسة والمراقبة. موضحاً أن جامع مراد آغا الذي شيد على مرتفع صغير في منطقة وسط ضاحية تاجوراء، يتكون من مئذنة خارجية منفصلة يبلغ ارتفاعها حوالي 24 متر، مقتبسة من طراز مئذنة جامع القيروان، على الطراز المغاربي، تنتهي في قمتها بحجرة صغيرة تسقفها قبيبة.إلا أن هذه المئذنة قد تحطمت في سنة 1901م . ولم يعد بناؤها إلا في عهد قريب بهيكل أطول وبإتقان أجود". وتتمثل العمارة الداخلية للمسجد ببيت الصلاة مستطيل الشكل الذي تغطيه قباب ترتفع 9 أمتار يحملها 48 عموداً أثرياً جلبت من مدينة لبدة، تعلوها عقود على شكل حذوة الفرس، وعند منتصف جدار القبلة يوجد المحراب وهو عبارة عن تجويف ينتهي بعقد على شكل حذوة الفرس، وعلى جانبي المحراب يوجد 14 تجويفاً محفورة فى الجدار كانت تستعمل لحفظ الكتب، وبجانب المحراب يوجد المنبر وسلم يفضى الى شرفات خشبية تمتد على جانبي قاعة الصلاة التي يعتقد أنها من بقايا آثار القلعة، واستعملت كممرات للحراسة والمراقبة . وفى منتصف القاعة يوجد بئر جوفي بالقرب منه حوض رخامي كانت من وسائل تزويد القلعة بالمياه، وكان الجامع خالياً من معالم الزخرفة الداخلية، ولكن أضيفت له زينة من ألواح المرمر والنقوش الجصية وأشرطة زخرفية على المحراب وفتحات الأبواب، وتتمثل بقية الاعمال الفنية للمسجد فى نحافة الأعمدة والفتحات الكبيرة للأقواس وارتفاع القباب الشاهقة التي أعطت المكان رحابة واتساعاً داخلياً. |
العلامات المرجعية |
|
|