اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-08-2013, 02:31 PM
محمد احمد الهادى محمد احمد الهادى غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
المشاركات: 1,602
معدل تقييم المستوى: 0
محمد احمد الهادى is an unknown quantity at this point
افتراضي «الصهيونية» و«الإخوانية».. حين يُصبح الحزب دينًا بذاته | بقلم : أحمد بلال

كما كان الهدف الصهيوني منذ بداية الحركة في 1897، إقامة «دولة يهودية»،بالمعايير الصهيونية، تجمع كل يهود العالم، كان الهدف الإخواني أيضًا منذ انطلاق الجماعة، في 1928، إقامة «خلافة إسلامية»، بالمعايير الإخوانية، تضم كل مسلمي العالم. وهكذا كانت الدولة هدفًا حكم كل أفكار وتكتيكات واستراتيجيات الحركتين،وحتى نظرة كل منهما للدين الذي سيقيم باسمه دولته المنشودة.
وكون الدولة هي الهدف النهائي، لكلتا الحركتين، وهي أمر دنيوي بحت، فإن الأمر ينفي عن كلتيهما الصفة الدينية، فالدين بالنسبة لهما ليس إلا وسيلة لإقامة دولة تُعبر عن الأفكار الصهيونية والإخوانية، لا عن الديانتين اليهودية والإسلامية، إلا أن الأمر لا ينفي أيضًا اعتماد كلتا الحركتين على بعض المفاهيم والمصطلحات الدينية والتفاسير والتأويلات للنص الديني، سواء كان الإسلامي أو اليهودي، لتخدم بها فكرتها.
ولا تنظر الحركتين إلى نفسيهما باعتبارهما حركتين سياسيتين فقط، ولا حتى حركتيندينيتين، وإنما تذهب نظرة كل حركة إلى نفسها إلى ما هو أبعد من ذلك، فالحركة الصهيونية تؤمن أن الديانة اليهودية مرت بمراحل متعددة على مدار التاريخ، وإنها تمثل المرحلة الأخيرة لهذه الديانة، حيث ينتهي «شتات الشعب المُضطهد»، وتُقام له دولة على الأرض «التي وعده» الرب بها.
وهكذا هو الحال أيضًا مع الحركة الإخوانية (جماعة الإخوان المسلمين)، فالجماعة تؤمن أن الديانة الإسلامية مرت بالعديد من المراحل، وأن «الدعوة الإخوانية» هي التطور الطبيعي لها، والمرحلة الأخيرة فيها، وأن الله سيُمكن الإسلام في الأرض من خلالها،عبر إقامة الخلافة الإخوانية، المسماة إسلامية، ولهذا قال القيادي الإخواني الشهير صبحي صالح، في كلمته الأشهر، التي قالها عقب الاعتداء عليه في الإسكندرية:«اللهم أمتني إخوانيًا»، لا مسلمًا، فالـ«دعوة الإخوانية» هي درة تاج الإسلام،بالنسبة للحركة الإخوانية، التي ترى في نفسها «خير أمة»، تمامًا كما هو الأمر بالنسبة للحركة الصهيونية، التي ترى نفسها «شعب الله المختار»، حيث «الدعوةالصهيونية» هي درة تاج اليهودية.
وكما تقدم كلتا الحركتين نفسيهما لجمهورهما المنتظم والمستهدف على أنهما المرحلة الأخيرة في كلتا الديانتين، وهي المرحلة التي تسبق بالتأكيد قيام الساعة، فقد اعتمدت كل حركة منهما على مفاهيم دينية تُرسخ لهذا الأمر.
لم تعتمد الحركة الصهيونية على مفاهيم في الديانة اليهودية أكثر من مفهومي«الوعد» و«الخلاص». يقول المفهوم الأول في الديانة اليهودية إن الله وعد إبراهيم ومن بعده إسحق ويعقوب، الذي سُمي إسرائيلا، ثم بنيه، بأرض فلسطين، ليقيموا فيهادولتهم، وجاء ذلك في مواضع مختلفة من التوراة، ففي سفر التكوين يقول الرب لإبرام (إبراهيم): «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ»،ويقول في موضع آخر في نفس السفر «جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ».
اعتمدت الحركة الصهيونية على النصوص التوراتية السابقة وغيرها، في التأكيد على أن ثمة حقوق للصهاينة، الذين ليس لهم علاقة ببني إسرائيل من الأساس، في أرضفلسطين، باعتبارها أرضًا وعدهم الله بها، من أجل أن يقيموا دولتهم عليها.
ومفهوم «الوعد» له مكانته الخاصة جدًا أيضًا في أدبيات الحركة الإخوانية، فالجماعة التي تعمل من أجل إقامة «الخلافة الإسلامية»، لا تقم بذلك إلا تنفيذًا لوعد الله في سورة النور مثلًا: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً»، واستخلاف الإنسان في الأرض في الفكر الإخواني لا يعني سوى حلم الخلافة الإخوانية.
أيضًا يلجأ الإخوان لمفهوم الوعد الإلهي، (وكأنه وعد لهم هم) إلى سورة القصص، في آية تقول: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُالْوَارِثِينَ»، والأئمة والوارثين في التأويل الإخواني تعني الحكام والخلفاء، ومن استضعفوا هم بالطبع الإخوان المسلمين، الذين قالوا عندما اعتقل سيد قطب، إن الإسلام هو الحبيس وليس قطب.
أما مفهوم الخلاص، وهو مفهوم في الديانتين، اليهودية التي تؤمن بالماشيح المخلص الذي سيأتي في نهاية الأيام ليخلص اليهود من حالة «الشتات والاضطهاد»، وأيضًا الإسلام الذي يؤمن بعودة المسيح، إيذانًا بانتهاء العالم المادي، وانتصارًا لدين الله،وشرطًا من شروط قيام الساعة.
والحقيقة أن كلتا الحركتين حولتا مفهوم الخلاص، من مفهوم ديني إلى مفهوم علمانيبحت، حيث حولت الصهيونية مفهوم الخلاص من الماشيح القادم إلى الحركة الصهيونية التي تولت هي مسؤولية إنهاء «شتات» اليهود و«اضطهادهم»، حيث يتم مفهوم الخلاص في الدولة الصهيونية ذات الرداء اليهودي، والتي يعيش فيها اليهود دون أن يلحق بهم أذى.
كذلك استبدلت الحركة الإخوانية قدوم المسيح لإنهاء العالم المادي ونصرة دين الله فينفسها، فهي مرحلة خلاص المؤمنين بهذا الدين، التي ستواجه كل من يكفر به، وتنصره من خلال إقامتها خلافتها الإخوانية ذات الرداء الإسلامي، ومن خلال حلم البنا في أستاذية العالم.
اتفقت الحركتين، الصهيونية والإخوانية، منذ اللحظة الأولى في الهدف المتمثل في إقامة دولة وفقًا لمعايير كلتا الحركتين، وفيما رأت الصهيونية نفسها المرحلة الأخيرة في تطور الديانة اليهودية، رأت كذلك جماعة الإخوان نفسها بالنسبة للإسلام، وفي سعيهما لإقامة الدولة الصهيونية والخلافة الإخوانية، لجأت كلتا الحركتين، لاستخدام مفاهيم دينية متطابقة تقريبًا، منها منها مفاهيم نزعت عنها صبغتها الدينية، وأسبغت عليه صبغة علمانية في سبيل الوصول للهدف النهائي.. إسرائيل والخلافة الإخوانية.

http://onaeg.com/?p=1096827

__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:08 AM.