حصاد 7 أيام ثانوية.. سماعات الأذن مشكلة ليس لها حل.. والوزير يغيب بسبب نجله..

[abomokhtar]

وسط هذه الظروف الصعبة سياسيا وأمنيا، نجح القائمون على إدارة الثانوية العامة، لهذا العام، تحت مظلة الدكتور رضا مسعد.. ذلك الرجل الذي شاءت الأقدار أن يتحمل مسئولية إدارة الامتحانات، وأسند إليه ملف الثانوية العامة، بعدما غاب الوزير إبراهيم غنيم عن المشهد، بسبب وجود ابنه "أحمد" ضمن الطلاب الذين يؤدون امتحانات الثانوية بمرحلتها الثانية في الإسماعيلية.

الوزير الذي اكتفى بالجلوس في مكتبه، متابعا عن بعد، ما يقوم به "مسعد" ورجاله، قال إنه سيرفع الحرج عن نفسه وعن الوزارة، ولن يدخل أي لجنة امتحانية، وسيكون على الحياد بسبب نجله "أحمد"، وأصبح مسعد المحارب الأول في هذه المعركة.

ووسط زخم الشكاوى، وارتفاع نبرة الهجوم على مسعد، منذ اليوم الأول في الامتحانات، اقتطعت "بوابة الأهرام" من وقته بضع دقائق، تحدق خلالها عن أول سبعة أيام مضت على تحمله مسئولية إدارة أهم امتحانات في مصر، فبدأ بالقول: "أنا راضٍ عن نفسي.. وعما قدمته لبلدي حتى الآن".

لم يغضب مسعد من ارتفاع نبرة الهجوم عليه، بسبب تداول بعض الطلاب لجزيئات من أسئلة الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "مادمت تحملت المسئولية، فليس من حقي أن أغضب مما يقال عني.. أو عن الوزارة.. فلا يشغلني في المقام الأول سوى الخروج بثانوية عامة نظيفة.. ينجح فيها الذي اجتهد فقط.. ولن أسمح أن يتساوى المهمل بالمتميز.. لو عملت كده ربنا مش هيرضى عني".

لم تظهر على ملامح "مسعد" علامات الغضب، حين قلنا له إن البعض يصفه بـ"الجزار" الذي ي*** الغشاش، قائلا: "لو كنت جزارًا، لما تواصلت مع أولياء أمور الطلاب، الذي نترصدهم ونعرف أنهم سيقومون بالغش في الامتحان.. ولو كنت جزارًا لما اتصلت من هاتفي الشخصي وقلت لأولياء أمور الطلاب الذين يعتزمون الغش، اقنعوا أولادكم بعدم المجازفة والغش في الامتحان، وأحيانا ينجح الأب بعد مكاملتى له، في إقناع ابنه.. أنا وظيفتي الحماية مش العقاب.. وعمرى ما بكون سعيد وأنا بعاقب طالب سنتين يقعد فيهم جنب أسرته عقابا له على الغش بالمحمول".

وخلال العام الماضي وتحديدا في الأسبوع الأول.. كانت الاستراحات سيئة ويرفض المراقبون الجلوس فيها، ولم تكن أوراق الإجابات تصل في الموعد المحدد، وأحيانا كثيرة كان يتأخر توزيع أوراق الأسئلة لمدة نصف ساعة، فضلا عن الفوضى التي كانت تعم بعض اللجان داخليا وخارجيا.. لكن حتى الآن لم تقع أي حادثة مثلما وقع العام الماضي، ومر الأسبوع الأول من الثانوية هذا العام كما أراد "مسعد" والذين معه.

سألناه: ما المشكلة التي لم تجدوا لها حلا حتى الآن، في امتحانات الثانوية، فأجاب: "سماعات الأذن المخفية، التي يضعها الطالب في الأذن ويحاول الغش من خلالها.. وهذه السماعات لايراها المراقبون في اللجنة، ويصعب عليهم ضبطها".

القرارات الصارمة التي تعامل بها "مسعد" مع الغشاشين بالموبايل، كانت كفيلة بخفض نسبة الغش هذا العام من خلال الهاتف المحمول من 130 حالة خلال الأسبوع الأول من العام الماضي، إلى 16 حالة فقط خلال الأسبوع نفسه من العام الجاري.

واستعان رئيس عام امتحانات الثانوية للمرة الأولى في تاريخ الوزارة، بمجالس الآباء، للمشاركة في حماية وتأمين الامتحانات، الأمر الذي جعله يقول حول ذلك: "أنا نجحت في إدارة الثانوية باقتدار، من خلال تعاوني مع آباء الطلاب، فضلا عن فريق العمل المكافح بالتطوير التكنولوجي في الوزارة، الذي يعمل لمدة 24 ساعة بلا انطقاع، لتحديد المخالفين، والذين يفكرون في الغش.. ويتم تتبعهم والتعامل معهم فورًا".

لم ينكر "مسعد" نجاح بعض الطلاب في تداول بعض جزئيات في امتحانات بعينها، على "تويتر" وفيسبوك، بعد مرور نصف الوقت الأصلى من الامتحان، قائلا: "عاهدت الرأي العام على الصراحة والوضوح.. لكن يجب أن أوضح نقطة مهمة.. وهى أن الطالب عندما يخرج بعد نصف الوقت الأصلي، فمن حقه أن يضع ورقة الأسئلة في أي مكان يشاء.. يضعها على الإنترنت.. يضعها في سلة المهملات.. هذه حرية شخصية.. ليس من حقي منعه من ذلك، وبالتالي فوجود الامتحان بعد مرور نصف الوقت على الإنترنت أمر طبيعي.. أما غير الطبيعي أن أسمح لطالب داخل اللجنة أن يفعل ذلك.. ولو ده حصل يبقى هو الجاني على نفسه.. ومش معنى كده إنى جزار.. لكن أنا لازم أجيب حق الطالب اللي اجتهد وتعب وأهله منتظرين منه مجموع محترم نظيف، مش ملوث بالغش".