#1
|
|||
|
|||
كرامة المعلم
المعلمون هربوا من استراحات الوزارة:
عنابر السجون.. أرحم وصف المعلمون المشاركون في أعمال امتحانات الثانوية العامة الاستراحات التي يقيمون فيها بأنها عنابر سجون.. بل أقل تجهيزاً وإعداداً من تلك العنابر!! قالوا إن أكبر دليل علي ذلك اعتذار أكثر من مائتي مصحح من العاملين بقطاع أسيوط عن الاستمرار في العمل متحملين أية مسئوليات تنتج عن هذا الاعتذار. تساءلوا كيف نهين المعلمين بهذه الطريقة ونضع 14 معلماً في حجرة واحدة مثلما يوضع المساجين في عنبر داخل السجن ليس به شبابيك ولا تهوية ولا دورة مياه ولا إضاءة كافية ولا يعرفون كيف يتخلصون من فضلات الأطعمة والمأكولات وهم لا يجدون مجرد سلة مهملات في الحجرة التي يقيمون فيها!!! قال هاني مهني إن استراحات الثانوية العامة لا تناسب قيمة المعلم والتعليم من حيث اختيار المكان أو الأسرة أو الخدمة وغيرها فأغلب الاستراحات عبارة عن حجرات فصول التدريس وتزود كل حجرة بعدد من الأسرة القديمة التي لا تصلح للنوم عليها وأحياناً لا يوجد أسرة مما يدفع المعلمين إلي عمل أسرة لهم عن طريق ضم بعض "النخت" وجعلها متقابلة مع بعضها البعض وتفرش ملاءة ومرتبة وكأنها سرير لكنه سرير مصطنع قد يؤدي إلي انزلاق غضروفي للنائم عليه ويسبب أيضا آلاماً بالظهر والمفاصل. أما فيما يخص مستوي الخدمة داخل الاستراحات فحدث ولا حرج حيث يوجد في كل دور بوتاجاز قديم عفا عليه الزمن ولا تتوافر أدوات مطبخ مما يضطر المعلم إلي احضار أدوات المطبخ معه حتي يتسني له طهي طعامه أما الحمامات فتكون في الدور الأرضي بعيدة عن حجرات التدريس الذي يبيت فيها المعلمون والمشكلة أن أغلبها يكون في الأدوار العليا بينما الحمامات تكون في الدور الأرضي مما يمثل مشكلة في الصعود والهبوط من وإلي الحمامات. أضاف محمود السيد أن مشكلة كل عام استراحات التي لا تصلح إلا لإيواء الحيوانات فالأسرة قديمة وغير نظيفة والتهوية وكذلك الحمامات وأدوات المعيشة إضافة إلي تواجد ما بين 12 و14 فرداً في فصل 4 *6م بجانب المعاملة غير الآدمية ويصوروا لك في الإعلام أنها علي أكمل وجه لكن في الواقع غير ذلك وخاصة في الصعيد حيث الحرارة المرتفعة والمواصلات الصعبة وفي النهاية يقولون واجب وطني ومكافأة لا تغني ولا تسمن من جوع. تساءل أيصلح هذا لورثة الأنبياء لا كرامة للمعلمين في مصر وقد قال رئيس وزراء اليابان عن سر تقدمهم أعطينا للمدرس مرتب وزير وحصانة دبلوماسي وتقديس امبراطور أين نحن منهم نذهب كل عام للتصحيح في أسيوط غير استغلال أهل المدينة لنا كأننا فوج سياحي والاستراحات لا تصلح والمسئولون ودن من طين والأخري من عجين. أوضحت فاطمة حسن للأسف قبلنا الإهانة علي أنفسنا فهذا علي الآخرين ويوجد أردأ من هذا أيضا والأكثر حينما تجد الفراش قد ابتل بالمياه بحجة أن الأولاد بيلعبوا في المياه. أكد محمود فرغل أن عنابر المساجين أفضل من استراجات المعلمين فهذه الاستراحات تهذيب وإصلاح وأشار إلي قيام أحد المعلمين باصطحاب ابنه معه خلال انتدابه فأصيب الابن بحالة نفسية بسبب ما شاهده من ذل ومهانة لوالده. أضاف أحمد السيد الهوايبي أن المعلم في مصر يعامل علي أنه مواطن درجة ثانية وبلدنا أصبحت لا تعير المعلم حتي مجرد النظر فقط لأنه يعمل في صمت الكل مشغول بعد أوراق الإجابات والأختام وتأمين اللجان ووصول الملاحظين آخر شيء تفكر فيه هو راحة المعلم. تذكر محمود جاد تصريحات المسئولين في العام الماضي واستخدامهم مصطلح استراحات خمس نجوم وكانت قنبلة مدوية وسط الحفل التعليمي عندما ذهبنا إلي الاستراحة لم نجد النجوم ووجدنا سرير حديد مسند علي مقعد تلميذ خشبي ومرتبة اسفنج متهالكة ومخدة بدون كيس وملاية من أرخص الأنواع والحمامات غير صالحة وطلبت من مفتشي الوزارة للاستراحات آنذاك أثناء مرورهم علي المدرسة أن يناموا مع المعلمين ليلة واحدة ويتركوا تكييفاتهم وفنادقهم حتي يعيشوا المأساة علي الواقع ولكنهم قالوا هي دي امكانياتنا وقاموا بتغيير الملاية وكيس المخدة. أوضح عبدالفتاح عامر أن المعاناة ستظل قائمة طالما بقيت الحاجة لتوفير استراحات جراء انتداب المعلمين للامتحانات بعيد عن محل إقامتهم وفي محافظات أخري بعيدة تتطلب البقاء بها لصعوبة عودة المعلمين لمنازلهم بعد الانتهاء من الاختبارات يومياً لذا فحل المشكلة يتطلب انتداب الملاحظين داخل محافظاتهم وتصحيح أوراق الإجابات داخل عواصم المحافظات حتي نجنب أنفسنا تلك الحياة غير الآدمية ونوفر الحاجة للاستراجات غير المجهزة. أضاف طارق رشيد بأنه يفضل السفر 200 كيلو دون المبيت في استراحة لأن حظه العثر في سنة من السنين جاءت له مراقبة في الضبعة بمحافظة مطروح وأخذ معه مستلزماته من ملايات ومخدات وفوجئنا بوجود ثعابين وعقارب داخل الاستراحات!! المصدر : الجمهورية 15 / 6 / 2013 http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...s/detail02.asp |
العلامات المرجعية |
|
|