هو مرسي عمل ايه !!!

[مستر الادهم]

خطوات مرسى فى التعامل مع إشكالية القضاء كاشفة بالنسبة لى...كاشفة لما سبقها..وكاشفة لما بعدها...وهى كاشفة أيضا لأسلوب متكامل فى التعامل مع سلطة من سلطات الدولة...
بينما خرج الإسلاميون فى مظاهرات حاشدة لتطهير القضاء..وخرج الآخرون فى مكلمة للدفاع عما وصفوه باستقلال القضاء ضد الأخونة...كان مرسى يسير فى خط ثالث...مختلف تماما...
- مرسى يعلن أن القضاة هم الذين يطهرون ويصلحون مؤسساتهم..
- مرسى يرعى مؤتمرا للعدالة ويتفاهم مع المجلس الأعلى للقضاء...
- مرسى يعلن أن قانون السلطة القضائية لن يخرج للنور بدون أخذ آراء القضاة...
- مرسى يشكل هيئة استشارية من كبار رجال مجلس الدولة لمراجعة كل قراراته من الناحية القانونية...
- وأخيرا..مرسى يعين أحد قضاة المحكمة الدستورية الشهيرة بالتربص للمجالس النيابية وزيرا للمجالس النيابية...

الموضوع واضح...مرسى لن يأخذ قرارات ثورية ضد القضاة..ولن يدخل فى معركة ضد القضاء..ولن يستخدم أية سلطات لإصلاح القضاء من خارج السلطة القضائية نفسها...
مرسى قرر أن يدمج القضاء بوضعه الحالى كما هو دون تغيير فى منظومة الدولة المصرية التى يرأسها..على أن تكون مجموعة يراها جديرة من قيادات القضاء رءوسا للحربة فى إصلاح القضاء واستقلاله..سيقوم القضاة بأنفسهم بإصلاح الخلل فى منظومتهم من خلال رجال يثق مرسى أنهم يرغبون فى ذلك وقادرون عليه...على أن يتكفل هؤلاء بالفاسدين داخل هذه المنظومة..مرسى لا يريد مزيدا من المعارك بين سلطة تنفيذية وسلطة قضائية..ولا مزيدا من المعارك بين سلطة تشريعية وسلطة قضائية..
مرسى واجه القضاء أكثر من مرة وخسر..والسبب الرئيسى فى ذلك أن القوى الوطنية والثورية لم تتوافق يوما على مواجهة فساد القضاء..
وأحكام القضاء هى المؤرق الرئيسى لحكم مرسى والكابوس الذى يهدد أية خطوات يقدم عليها..
فى كل مرة يواجه مرسى القضاء تخرج معظم الفصائل الوطنية الثورية لتساند القضاء..اما من باب المكايدة السياسية أو رغبة فى اسقاط مرسى أو عن نية صادقة للحفاظ على عدم هيمنة السلطة التنفيذية على السلطة القضائية..
لم تخجل تلك القوى مهما بلغت ثوريتها من مساندة أشخاص مثل الزند والجبالى رءوس حربة نظام مبارك لمجرد النيل من مرسى...
أدرك مرسى مؤخرا أن القضاء خطر على حكمه خطورة الإنقلاب العسكرى ذاته..ولذلك قرر أن يتصرف ازاءه كما تصرف مع الجيش...
ماذا فعل مرسى مع الجيش ؟
نفس المبدأ: من دقنه وافتل له...
صحيح أزاح مرسى طنطاوى وعنان..لكنه أتى بمرشحهما ورئيس المخابرات الحربية فى عهدهما وعضو المجلس العسكرى ليقود المؤسسة العسكرية وترك له زمام الجيش بما فيه...
آملا أن السيسى يرغب ويقدر على إصلاح كل ما أصاب الجيش من فساد ووهن فى عصر مبارك..
وحرص الإثنان معا...مرسى والسيسى على إدماج الجيش فى الدولة الجديدة التى يرأسها مرسى...
وحينما انسحبت الشرطة من أمام القصر الرئاسى أيام محنة الدستور وأصبح حكم مرسى فى مهب الريح..أيقن مرسى أيضا أنه بدون دعم الشرطة فى خطر طالما أن من بين القوى المدنية والثورية من لا يتوانى عن النيل منه...وان العديد من هذه القوى تسعى لإسقاطه أكثر بكثبر من سعيها لتطهير الشرطة وإصلاحها..
لذلك اختار مرسى أن يعين وزيرا يثق فيه للداخلية على أن يترك لهذا الوزير استعادة منظومة الأمن التى يفتقدها الشارع...
استقبال مندوب الرئاسة للساويرسية وترحيب الرئاسة بهم بعد أن سددوا ما عليهم للدولة لا يخرج عن هذا الإطار...إطار تجنب المواجهات العنيفة وإدماج الجميع فى الدولة التى يرأسها مرسى...على أن يتم الإصلاح من خلال المؤسسات التى يقوم عليها المخلصون الشرفاء...

حتى فى العلاقات الخارجية..تجد مرسى يتبع أسلوبا قريبا..
يسعى لفتح صفحات جديدة مع الجميع..وتأجيل المواجهات مع كل القوى إلى أجل غير مسمى...وكلما ضيقت عليه قوة من القوى كل ما يفعله أنه يعضد علاقاته بغريم لها...

الخلاصة...كل من يفكر أو يطالب ب(تطهير) أو أية اجراءات ثورية...شخص رومانسى حالم...
لن يقوم مرسى بأية اجراءات تحتمل المزيد من المعارك والمواجهات...
مرسى سيصلح الدولة من خلال أسلوب يختصر فى 4 كلمات: من دقنه وافتل له...