وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الأساسى:بعض المدرسين أفسدوا التعليم فى مصر

[حسن السويسى]

وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الأساسى:بعض المدرسين أفسدوا التعليم فى مصر

دافع وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الأساسى، الدكتور على الألفى، عن وزارته، فيما يتعلق بمستوى العميلة التعليمية، وقال: «الوزارة ليست مسئولة وحدها عن إصلاح التعليم، فأولياء الأمور عليهم دور، من خلال مراقبة تغيب أولادهم عن المدرسة، والإبلاغ عن المعلمين المقصرين».

وكشف الألفى فى حوار لـ«الشروق»: عن بعض التغييرات التى سيتم تطبيقها من العام المقبل بمرحلة التعليم الأساسى، من بينها إلغاء الشهادة الابتدائية، وتحدث عن بعض جهود الوزارة، وقال: «نراقب العمل داخل الفصول، ونكتشف العجب»، متهما بعض المعلمين «بأنهم سبب فساد التعليم فى مصر».

وانتهى الألفى إلى القول: «بعض مديرى المدارس يغضون الطرف عما يحدث فى مدارسهم، لتمشية الحال لأنهم ضعاف الشخصية».

وإلى نص الحوار:

● بداية.. حدثنا عن المتغيرات التى ستُدخلها الوزارة على مرحلة التعليم الأساسى العام المقب
ــ أول المتغيرات التى ستدخل على مرحلة التعليم الأساسى فى العام المقبل، هى إلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية، لتكون سنة نقل عادية، لتسمى سنوات المرحلة الاعدادية، السابعة، الثامنة، التاسعة، وليسمى امتحان السنة التاسعة، امتحان نهاية مرحلة التعليم الأساسى.


● وما مميزات هذه المسميات الجديدة؟
ــ هذه التغييرات ستوفر ملايين الجنيهات التى كانت تنفق على امتحانات الشهادة الابتدائية، وتمنع خروج الطلاب من المرحلة الابتدائية إلى التعليم المهنى، لتعدد رسوبهم فى الشهادة الابتدائية كما هو الآن، فسيتم إلغاء هذه المدارس وتحويلها إلى مدارس تجريبية، لأن مستوى التعليم فيها منخفض لقلة الورش والتجهيزات، وسنعمل على رفع مستوى تلاميذ هذه المرحلة، ليستكملوا مرحلة التعليم الأساسى كاملة. بجانب ذلك فان هذه المسميات الجديدة ستحل مشكلة مدرسى المرحلة الابتدائية، الذين كانوا يرغبون طوال الوقت فى الانتقال للعمل فى المرحلة الاعدادية، لأنه سيصبح بإمكان المدرس توزيع جدوله على تسع سنوات، وسيسمى كل مدرسى هذه المرحلة، مدرس تعليم أساسى، لا ابتدائى ولا إعدادى.


● فى تقديرك.. لماذا يهرب مدرسو المرحلة الابتدائية إلى الاعدادية؟
ــ هذا يعود إلى نظرة المجتمع المتدنية لمدرس المرحلة الابتدائية، لأن مدرسى هذه المرحلة كانوا فى الماضى من خريجى معاهد المعلمين، وهذه النظرة ظلت باقية حتى بعد استحداث شعبة التعليم الأساسى بكلية التربية، وبعد أن عمل خريجو هذه الشعبة فى المدارس الابتدائية، لكن خلال الأعوام الماضية كانت تضطر الوزارة إلى التعاقد مع بعض حملة الدبلومات التجارية والصناعية، للتدريس فى المدارس الابتدائية لسد العجز فى المناطق النائية والصعبة.


● وهل يكفى تغيير مسميات سنوات التعليم الأساسى لعلاج مشكلة التسرب من التعليم؟
ــ النسبة الأعلى من التسرب من التعليم تحدث خلال المرحلة الاعدادية، وتصل الى 6% من تلاميذ هذه المرحلة البالغ عددهم نحو 4 ملايين و750 ألف تلميذ، فيما يصل التسرب فى الابتدائية إلى 1% فقط من إجمالى الطلاب البالغ عددهم 11 مليونا و200 ألف تلميذ، ونعمل مع وزارة التضامن الاجتماعى والجمعيات الأهلية للحد من تسرب التلاميذ بسبب الفقر، وكان المفروض أن تقوم لجان حماية الطفل العامة والفرعية بمعالجة هذه الاسباب، لكنها غير مفعلة. بالإضافة إلى أن بعض الآباء لا يسجلون أبناءهم، ولا يستخرجون لهم شهادات ميلاد، وبالتالى لا يكون لديهم الاوراق التى يتقدمون بها للالتحاق بالتعليم، لكن وزير التربية والتعليم، إبراهيم غنيم، أمر باستخراج شهادة ميلاد ورقم قومى لكل طفل لا يحمل هذه الاوراق عند الالتحاق بالتعليم.

ونسعى لإعادة أعمال السنة وإلغاء امتحانات نصف التيرم، فى كل سنوات التعليم الأساسى، والعودة لامتحانات الشهر، لإعادة الطلاب إلى الانتظام فى المدارس.

● لكننا لا نجد هذه النسب المرتفعة من الغياب فى المدارس الخاصة والتجريبية؟
ــ وزارة التربية والتعليم ليست المسئولة وحدها عن إصلاح التعليم، فأولياء الأمور عليهم أن يشاركوا فى هذا الاصلاح، من خلال مراقبة تغيب أبنائهم عن المدرسة، والابلاغ عن المدرسين المقصرين فى عملهم، وعن مدير المدرسة الذى لا يطبق الانشطة المدرسية، والمسابقات وغيرها لتحبيب التلاميذ فى الانتظام فى المدرسة، وأن يساعدوا مدير المدرسة على تطبيق هذه الانشطة، لأنها تحتاج الى دعم مادى، فلا تعليم دون اقتصاد.


● أولياء الأمور يرون أنه لا توجد متابعة جيدة فى الفصول وخلال اليوم الدراسى؟
ــ نراقب العمل داخل الفصول، ونكتشف العجب، فبعض المدرسين يجمعون بعض الطلاب فى أحد الفصول خلال اليوم الدراسى، ويعطونهم دروسا خصوصية، دون علم مدير المدرسة، رغم أننا رفعنا أسعار المجموعات الدراسية، واستحدثنا مجموعات مميزة بأسعار أعلى من المجموعات العادية، لكن لا فائدة، وأحيانا يجمع المدرس الطلاب فى درس خارج المدرسة خلال اليوم الدراسى، خاصة فى الصف الثالث الإعدادى.

وبعض مديرى المدارس يغضون الطرف عما يحدث، «لتمشية الحال»، فبعضهم ضعاف الشخصية، وبعضهم يدركون أن المدرس سينتصر بالشكاوى والتظلمات، ضد أى قرار سيتخذ ضده، لأنه فى النهاية متعاقد مع الحكومة، وليس مع صاحب مدرسة، يمكنه أن يستغنى عنه إذا قصّر فى عمله.

للأسف بعض المعلمين هم سبب فساد التعليم فى مصر، رغم زيادة رواتب المعلمين، لكن بعضهم يكسب الكثير من الدروس الخصوصية، ولا يستطيع أن يتوقف عن ممارستها مهما بلغ راتبه.


● لكنك تعطى دروسا خصوصية عندما كنت معلما للغة الانجليزية؟
ــ كنت أعطى دروسا خصوصية لمن يحتاجنى من الطلاب، وكثيرا ما كنت اعطى بعض الطلاب دن مقابل، لأنى كنت أفرح بأن الله جعلنى سببا فى مساعدة بعض الطلاب على تخطى مشكلاتهم الدراسية، ولا أنكر أن بعض المدرسين يمارسون الدروس الخصوصية من اجل المكانة الاجتماعية وليس فقط المقابل المادى.

ولا أنكر أنى طلبت من بعض المدرسين إعطاء أولادى دروسا خصوصية فى بعض المواد، إنقاذا لمستقبلهم التعليمى.

المصدر