|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قصيدة متعودين
بقلم / هشام فتحي تقديم/ هشام النجار القصيدة هنا جانحة للفلسفة.. ومغروسة في العمق الاجتماعي المصري.. وهي قضية بالفعل في حاجة لدراسة جادة وتأمل في طباع شعبنا وتقاليده وتراثه وتاريخه وأسلوب تعامله وردود أفعاله مع المستجدات. فهل كان المصريون على طول تاريخهم هكذا.. لا يقدرون على استثمار الفرص لصالح سعادتهم ولحساب فرحتهم؟!! هل نحن شعب حزين بطبيعته، جانح للألم، عاشق للمآسي، برغم النكات والزينات والمهرجانات؟!! هل بالفعل - كما قال شاعرنا - هم معتادون على ذلك.. وأن الحزن والألم شيء راسخ ومتجذر في واقعهم.. لدرجة الوله به واستدعائه حتى في الساعات واللحظات التي تستدعى الفرح والبهجة "متعودين يوم الفرح نغزل كفن"؟!! الأحداث يصنعها الشعب، وإرادة الشعب من إرادة الله تعالى.. الذي أخبر أنه يريد أن يمن على المستضعفين بالنصر والتمكين وإعادة الثروات والحقوق لأصحابها.. وقد صنع الشعب الثورة وهي فرصة كبيرة لاستعادة الحقوق والثروات والرفاهية.. وفرصة أيضاً لصناعة الفرحة والبهجة والسعادة للأجيال القادمة. تلك الأجيال التي نتمنى ألا تكون مثلنا "زى ما إحنا بالدموع متعودين" . متعودين يا فقر لما نبات عرايا والجوع قاتلنا ونبات يا خوف متونسين متعودين يوم الفرح نغزل كفن نلبس لباس المجروحين متعودين الأعياد بتيجي لحدنا لو مية سنة ونروح نزور الميتين متعودين يوم الميلاد بنجيب فضيلة الشيخ بيقرا الزلزلة وعدة ياسين متعودين النكتة تاخد مننا ضحكة طويلة تلمنا ونقول يا رب الخير ونفضل بالجراح متعلقين متعودين ما هو كل يوم بيموت بيمر لازم نجرحه وتفوت جنازة من يومين وكمان يومين نعمل كمان الأربعين متعودين رأس السنة نكتب حصاد عشرين سنة ونقول يا ريتنا زي ما إحنا وكل عام وانتم حزانه وطيبين متعودين أول يناير نفتحه تهديد وعيد ونلاقي شوك النخل بيهز الجريد هنقول لمين ونعيد لمين متعودين البسمة لحظة بتتخطف والدمعة ليلة من حسابنا وكمان حساب المجروحين يا قلب واقف تشتكي وفر بكاك ما دام إحنا لسه وزي ما إحنا بالدموع متعودين
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|