اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الركن الإجتماعي > ركن العائلة

ركن العائلة منتدى يهتم بكل ما يخص الأسرة ( زوج - زوجة - أبناء )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-01-2013, 04:55 PM
الصورة الرمزية صوت العقل
صوت العقل صوت العقل غير متواجد حالياً
نجمة العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 11,125
معدل تقييم المستوى: 26
صوت العقل is a jewel in the rough
Smile أحب ابني أن يكون هكذا ، فهل تريدونه هكذا؟

أحب ابني أن يكون هكذا ، فهل تريدونه هكذا؟

أحب أن ينشأ معتمداً على نفسه في تحصيل رزقه و تكوين حياته ، لا على أي شيء آخر ، حتى على الثروة التي يتركها له أبوه ، ومن ينشأ هذا المنشأ و اعتاد ألا يأكل إلا من الخبز التي تصنعه يده ، نشأ عزوفاً مترفعاً لا يتطلع إلى ما في يد غيره ، و لا يستعذب طعم الصداقة و الإحسان
أحب أن ينشأ رجلاً ، ولا سبيل إلى الرجولة إلا من ناحية العمل ، و قلما يعمل العامل إلا بسائق من الضرورة ، ودافع من الحاجة ، و فرق بين الغني الذي يعمل لتنمية ثروته و تعظيم شأنها ، و بين الفقير الذي يعمل لتحصيل قوته ، و تقويم حياته
أحب أن يعيش فرداً من أفراد هذا المجتمع الهائل المعترك في ميدان الحياة ، يصارع العيش و يغالبه ، و يزاحم العاملين بمنكبيه ، و يفكر و يتروى ، و يجرب و يختبر ، و يقارن الأمور بأشباهها و نظائرها ، و يستنتج نتائج الأشياء من مقدمتها ، و يعثر مرة و ينهض أخرى ، و يخطئ حيناً و يصيب أحياناً ، فمن لا يخطئ لا يصيب ، و من لا يعثر لا ينهض ، حتى تستقيم له شؤون حياته
ذلك خير له من أن يجلس في شرفة من شرف قصره مطلاً على العاملين ، و المجاهدين ، متع نظره بمرآهم كأنما يشاهد رواية تمثيلية في أحد ملاعب التمثيل
أحب أن يمر بجميع الطبقات ، و يخالط جميع الناس ، و يذوق مرارة العيش و يشاهد بعينه بؤس البؤساء و شقاء الأشقياء ، و يسمع بأذنيه أنات المتألمين ، و زفرات المتوجعين ليشكر الله على نعمته إن كان خيراً منهم و يشاركهم في همومهم و آلامهم إن كان حظه في الحياة مثل حظهم ، لتنمو في نفسه عاطقة الرفق و الرحمة فيعطف على الفقير عطف الأخ على الأخ و يرحم المسكين رحمة الحميم للحميم
أما الغني الذي لم يذق طعم الفقر في حياته فقلما يشعر بآلام الناس و مصائبهم ، أو يعطف على بؤسائهم و ضراتهم ، فإن حاول يوماًُ أن يمد يده بالمعونة إلى بائس أو منكوب ، فعل ذلك متفضلاً ممتناً لا راحماً و لا متألماً
و الألم هو الينبوع الذي يتفجر منه جميع عواطف الخير و الإحسان في الأرض ، و هو الصلة الكبرى بين أفراد المجتمع الإنساني ، و الجامعة الوحيدة التي تجمع بين طبقاته و أجناسه ، بل هو معنى الإنسانية و روحهاوجوهرها ، فمن حرمه حرم كل فضيلة من فضائل النفس ، و كل مكرمة من مكرماتها ، و أصبح بالصخرة الصلدة أشبه منه بالإنسان الناطق
أحب أن يجوع ليجد لذة الشبع ن و يظمأ ليستعذب طعم الري و يتعب ليشعر ببرد الراحة ، و يسهر لينام ملء جفونه ، أي أنني أحب له السعادة الحقيفية التي لا سعادة في الدنيا سواها
أحب أن يكون غنياً بالمعنى الحقيقي ، لا بالمعنى الإصطلاحي ، أي أن يكون مستغنياً بنفسه عن غيره ، لا كثير المال و الثراء ،
لا أكره أن ينشأ ولدي غنياً ، و لا أحب أن أعرضه لمخاطر الفقر و آفاته ، و لكني أخاف عليه الغنى أكثر مما أخاف عليه الفقر
أخاف عليه أن يغتر بالمال اغتراراُ كثيراً ، و يقدره فوق قدره ، و يعتبره الكمال الإنساني كله ، فلا يهتم بإصلاح أخلاقه و تهذيب نفسه ، و ألا يجد من حوله عشرائه و خلطائه مرآة يرى فيه عيوبه لأن عشراء الأغنياء متملقون ، يطوون سيئاتهم و يزخرفون حسناتهم
أخاف عليه أن يقضي أيامه و لياليه مروعاً مذعوراُ خافق القلب مستطار الفؤاد تقتله الخسارة إن خسر ، و يصعقه فوت الربح إن فاته ، و يطير بنومه و هدوئه هبوط الأسعار ، و نزول الأسهم ، و تقلبات الأسواق ، و خسران القضايا و منازعات الخصوم
و ما ليلة البائس المسكين الذي يتصايح أولاده من حوله جوعاً ، ولا يجد ما يسد به رمقهم ، بأطول من ليلة الغني الذي يسقط إليه الخبر بأن سلعة من سلعه قد نفقت ، أو سهماً من أسهمه قد نزل
هكذا أحب ولدي أن يكون فهل تحبونه هكذا..



__________________
استودعكم الله ..


رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:35 AM.