|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تأثير اتفاق توحيد المعارضة العسكرية على الصراع في سوريا
تأثير اتفاق توحيد المعارضة العسكرية على الصراع في سوريا د.محمد مجاهد الزيات توصلت القيادات العسكرية المُمَثِّلة للفصائل العسكرية المعارضة للنظام السوري إلى انتخاب قيادة عسكرية موحدة لها لأول مرة، وذلك بعد اجتماعات استمرت أربعة أيام (4 – 7 ديسمبر 2012)، وأشرف على هذه الاجتماعات كل من الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية، وعبد الرحمن آل العطية وزير الدولة للشئون الخارجية القطري، وممثلين لأجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية والإماراتية. وقد سبق هذا الاجتماع، اجتماعان آخران عُقِدا في الأردن، ورعتهما المخابرات الأردنية والمخابرات الأمريكية وممثلين لمخابرات من دول الخليج. تفاصيل القيادة الموحدة: استنادًا لاتفاق توحيد المعارضة العسكرية، تم تقسيم سوريا إلى خمس مناطق عسكرية هي المنطقة الشمالية (إدلب / حلب)، والمنطقة الوسطى (حمص / حماة)، والمنطقة الجنوبية (دمشق / درعا)، والمنطقة الشرقية (دير الزور / الحسكة / الرقة)، ومنطقة الساحل (اللاذقية / طرطوس). وتم تعيين العميد مهندس سليم إدريس رئيسًا للأركان، وهو من القيادات التي كانت تحظى بصلات قوية مع القادة الميدانيين للكتائب والفصائل العسكرية، كما أن صلاته القوية بقطر، وتوليه مهمة توزيع الأموال القطرية على تلك القيادات قد رتب له بعض النفوذ لديها. كما تم تعيين خمسة مساعدين لرئيس الأركان، وكذلك القادة العسكريين للمناطق العسكرية من بينهم: – العميد عبد الستار الطويلة لإدلب، ومعه العقيد جمال معروف، والعقيد أحمد العبسي. – عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد لحلب، ومعه العقيد عبد الجبار العكيدي قائدًا عسكريًّا لحلب. – العميد زياد فهد للمنطقة الجنوبية. – العميد قاسم سعد الدين قائد المنطقة الوسطى. كما تم تشكيل قيادة عامة للعمليات العسكرية تضم ثلاثين شخصية عسكرية ومدنية بالإضافة إلى تشكيل مكاتب مركزية للدعم، والتسليح، والتنسيق، ومكاتب فرعية مماثلة في المناطق الخمسة، وكذلك مكاتب للاتصال. أهمية القيادة الموحدة: يعد هذا الاتفاق أول خطوة يتم فيها وضع إطار تنظيمي مركزي للمعارضة العسكرية السورية منذ قيام الثورة السورية، حيث تمثل القيادة الجديدة أغلب الكتائب والفصائل التي تمارس العمل العسكري المعارض للنظام، والتي كانت تعمل منفردة ومستقلة، كل منها في منطقة محددة. وقد جاء تشكيل هذه القيادة العسكرية الموحدة استيفاء للشروط التي فرضتها واشنطن وأنقرة وباريس لاستكمال تشكيل مؤسسات الائتلاف الوطني للمعارضة والذي ستمثل فيه هذه القيادة بعدد (15) مقعدًا. وقد حصل التشكيل الجديد على وعود بأن تكون القيادة العامة هي المنفذ الوحيد للمساعدات العسكرية والمالية من الدول الإقليمية والدولية من خلال الإطار الهيكلي الجديد. ويلاحظ استبعاد القيادات السابقة لجيش سوريا الحر التي كانت تقيم في تركيا، وتفتقد للحضور الميداني مثل رياض الأسعد قائد الجيش السابق، والعميد مصطفى الشيخ، واللواء محمد الحاج، ولم يتبق من القيادة السابقة سوى العقيد مصطفى عبد الكريم المتحدث الرسمي لجيش سوريا الحر، وكانت القيادات العسكرية الميدانية تشترط إبعاد تلك القيادات للانضمام للقيادة الجديدة. كما تم استبعاد جبهة النصرة وبعض الروافد الجهادية المرتبطة بها مثل أحرار وصقور الشام، وذلك بضغط من الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وقطر، رغم أنها تمتلك حضورًا فاعلا، وخاصةً في بعض مناطق ريف حلب وإدلب. كما لم تشارك قيادات ميدانية في منطقة درعا في هذه الاجتماعات، واعترضت على القيادة التي فرضتها رئاسة الأركان عليها، وهو ما يعني وجود خلافات بين قيادة الكتائب العسكرية هناك والقيادة الجديدة. إلى جانب ذلك، يعكس تشكيل القيادة العامة وقادة المناطق حجم تأثير وحضور القيادات المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين الذين يمثلون أكثر من 50% من هذه القيادات. مرحلة جديدة من الصراع؟ من المتوقع بعد التوصل لاتفاق توحيد المعارضة العسكرية، أن تشهد الأزمة السورية مرحلة جديدة بتوحيد المعارضة العسكرية ضمن كيان وهيكل مركزي يحدد الأهداف الرئيسية وينسق العمليات ويوزع المهام، وهو ما يعني الدخول في مرحلة أكثر تطورًا في إطار المواجهة مع النظام تُنذِر بعمليات عسكرية أكثر فاعلية وقدرة على الحسم. كما أن من المتوقع تصاعد دور القيادات العسكرية الميدانية في عملية صنع القرار فيما يتعلق بمسارات الصراع السوري خلال المرحلة القادمة، وذلك على حساب القيادات السياسية. ويُشير عدم تمثيل الأحزاب الكردية التي تفرض سيطرة واضحة على معظم المنطقة الشرقية وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني داخل القيادة العامة؛ إلى أن هذه المنطقة سوف تكون بعيدًا عن نفوذ وسيطرة القيادة الجديدة لجيش سوريا الحر. كما يُشير إلى عدم وجود كيان عسكري أو فصائل لها تأثير في منطقة الساحل (اللاذقية وطرطوس) ذات الأغلبية العلوية، خاصة وأن القيادات التي تم تعينها لهذه المنطقة تقيم خارجها، وهو ما يرجح أن تبقى هذه المنطقة بعيدة عن نشاط المعارضة العسكرية، ويجعلها الملاذ الآمن للنظام عند الضرورة. إلى جانب ذلك، يسمح استبعاد جبهة النصرة أقوى التنظيمات الجهادية في الثورة السورية والتي تضم عناصر متطوعة عربية وإسلامية تتمتع بقدرات وخبرات قتالية جيدة مقارنة بغيرها من الفصائل، بالحديث عن احتمال حدوث مواجهات بينها وبين القيادة العسكرية الجديدة. ولكن يحتاج الأمر إلى متابعة مدى التزام القيادات الميدانية المناطقية في سوريا بالقرارات وتعليمات القيادة العسكرية الجديدة، للحكم على مدى تماسك وفاعلية هيكلية تلك القيادة، وقدرتها على إحكام السيطرة الميدانية على كافة الفصائل والكتائب. وحول التأثير الأمريكي والقطري، فمن المتوقع أن تكون هذه الخطوة مقدمة لقيام الولايات المتحدة والدول الأوروبية بتسليح المعارضة السورية بأسلحة هجومية خلال المرحلة القادمة، كما يكشف تشكيل هذه القيادة عن حضور واضح لقطر، حيث إن رئيس الأركان الجديد وبعض القيادات المعاونة له ترددوا أكثر من مرة على الدوحة، ويتردد أنهم تلقوا أموالا من هناك. |
العلامات المرجعية |
|
|