الرئيس مرسي ومكر التاريخ

[أ/محمد ابراهيم]

ما يجري في مصر الان ينطبق عليه ما اطلق عليه الفيلسوف الالماني هيجل ” مكر التاريخ ” وذلك عندما تحقق الاحداث من النتائج ما لم يكن في تصور من دبرها ونفذها وخطط لها .

البداية كانت من تحصين قرارات الانتخابات الرئاسية لضمان تصعيد وانجاح الفريق شفيق فاذا بالامر ينقلب الى نجاح الدكتور مرسي . وفي عشية اعلان النتائج سارع العسكر ومعهم العلمانيين وترزية القانون الذين يتباكون الان على دولة القانون بحل البرلمان والسطو على السلطة التشريعية واسنادها الى المجلس العسكري في واقعة غير مسبوقة في تاريخ البشرية فلم يحدث ان تولى الجيش سلطة التشريع في اي بلد ولم نسمع ساعتها ما نسمعه من عويل الان . المهم ان مكر التاريخ جعل تحصين قرارات لجنة الانتخابات يصب في صالح الرئيس محمد مرسي وحل البرلمان ينتهي بتدحرج سلطة التشريع في حجر الرئيس بلا سعي منه وعندما تلمس الحرج من ذلك واصدر قرارا بعودة مؤقتة للبرلمان لحين اجراء انتخابات جديدة هاج وماج الشركاء المشاكسون في الثورة ومعهم الفلول . الان يتباكون على السلطات الفرعونية التي يملكها الرئيس بطريقة الكيد السياسي . ما يجب ان ينصب عليه السؤال هو : في اي شيئ يستخدم الرئيس المنتخب سلطاته الاستثنائية التي وقعت في حجره دون سعي منه ؟ الاجابة انه يستخدمها في تحصين مؤسسات الدولة كالجمعية التاسيسية ومجلس الشورى اللذين تتربص بهما المحكمة الدستورية صاحبة الدور المشبوه في الانقضاض على الثورة ومنجزاتها . لقد تبين للعيان اركان المؤامرة تماما كما راينا مؤامرة 24 اغسطس التي كانت تستهدف الاطاحة بالرئيس المنتخب عبر اشاعة الاضطرابات في الشارع واستدعاء الجيش ليتولى السلطة او المرشح الخاسر احمد شفيق الذي التقى فريقا سياسيا واعلاميا لوضع اللمسات على سيناريو الانقلاب المزمع في ذلك التاريخ . الارعن محمد ابوحامد وقعت منه سقطة لسان كشفت الملعوب فبعد عودته من لقاء الهارب شفيق استعداداته ليوم 24 اغسطس قال ان الجيش يؤيد تحركاتهم . بعد الاطاحة بالمجلس العسكري كشف السفير ابراهيم يسري عن مخططط كامل الاركان للانقلاب على الثورة اجهضه الرئيس مرسي . الانقلابيون لم يياسوا وجمعوا صفوفهم في الداخل والخارج وكانت المحكمة الدستورية راس الحربة في الخطة الجديدة : تقوم المحكمة في الثاني من ديسمبر القادم بحل الجمعية التاسيسية وحل البرلمان وبعدها تتولى الغاء التعديل الدستوري الذي اطاح بسلطة المجلس العسكري والنتيجة رئيس عاجز يسهل الاجهاز عليه بعمليات تخريب في عدة محافظات وحملات اعلامية وقضايا عن تزوير انتخابات الرئاسة يتولى كبرها النائب العام المخلوع . ,,ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين
عبد الستار أبو حسين