#1
|
||||
|
||||
إخلاص النية لله
إخوتي في الله جئت إليكم بموضوع جديد يتحدث عن النية أبدء قولي أولا فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نعمل ابتغاء وجه الكريم وأن نريد الدارالآخرة بهذه الأعمال الصالحة فقال عز وجل: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ* وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(200-201) سورة البقرة.ومن الناس من يريد بعمله ثواب الدنيا ولا يرجو ما عند الله وقد قال الله تعالى:{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ} (18) سورة الإسراء. والنية يا عبادالله محط نظرالله من العبدوالعباد يبعثون على نياتهم فالنيةهي نواة الصلاح وبذرة القبول وأعمال العبادمرهونة بصلاح النواياوحظ العامل من عمله نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح وله أجره وإن كانت فاسدة فعمله فاسد وعليه وزره وصلاح القلب بصلاح العمل وصلاح العمل بصلاح النيةولأهمية النية وجلالة قدرهاكان الناس فيها أصنافاً صنف يبتغي بعمله ونيته وجه الله والدار الآخرة ولا رغبة له في شيء من الدنيا فهذا أكرم الأصناف وأشرفها وصنف يبتغي بعمله ونيته الدنيا من كل وجه ولا يريد وجه الله، فهذا أخس الأصناف وأرداها وليس له في الآخرة من نصيب ولا خلاق وصنف يبتغي وجه الله وثواب الدار الآخرة بالقصد الأول، وهو مع ذلك يطلب ثواب الدنيا فهذا لا شيء عليه لكنه دون الأول في الثواب كما قال العلماء.وقد يقول بعض الناس إن الأعمال الصالحة لها ثواب معجل في الدنياكبِرِّ الوالدين مثلاً فكيف تكون النية؟ إخلاص النية العبادات نقول:تكون النية بإرادة وجه الله والدار الآخرة واللهُ من كرمه يعجل للبارِّمن ثواب عمله في الدنيا كبرِّ أولاده به وصحة ورزقاً ونحوذلك وهكذاقد يقول قائل إن الاستغفار له في الدنيا فوائد فنحن إذا استغفرنا ماذا ننوي؟ وقد قال الله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} (10-12) سورة نوح، فهذا ثواب الاستغفار المعجل في الدنيا: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا} (10-11) سورة نوح فهل نحن إذا استغفرنا نقصد هذا وننوي باستغفارنا أن يحصل لنا هذا؟ الجواب: إذا قصدنا هذا فقط فليس لنا إلا هو قال تعالى: {فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} (200) سورة البقرة لكن إذا قصد الإنسان بالاستغفار وجه الله والدار الآخرة أي ينوي أن تغفر ذنوبه فإنه سيحصل له من كرم الله حسنات في الدنيا تبعاً فعلى العبد أن ينوي بعمله وجه الله وأما الآخر فسيحصل له تبعاً. ولما أراد نوح عليه السلام أن يذكر قومه الكفرة بتوحيد الله والتوبة إليه والاستغفارذكرهم بأن هذه الحسنة الأخروية لها منافع دنيويةوهؤلاء الكفار يجتذبون بأن للتوحيد وللتوبة والاستغفار فوائد معجلة في الدنيا إذا فعلوا ذلك فتتألف قلوبهم بهذا لكن المسلم إذا قصد وجه الله بالاستغفار فإن مما يحصل تبعاً لذلك أن يرزق به فهو عندما يستغفر لا يقصد الدنيا بل يقصد الآخرة، وغفران الذنوب، والأجر من الله، والنجاة من النار، والفوز بالجنة، لكن يحصل له تبعاً هذه التي ذكرها الله عز وجل دون أن يقصدها استقلالاً أو ابتداءً إخلاص النية العبادات وهذا هو معقد الأمر الذي يخفى على كثير من الناس ولذلك تراهم يقصدون أشياء من الدين يعملونها لأجل الدنيا فإذا مرض أحدهم أو مرض له ولد قال: ((داووا مرضاكم بالصدقة)) فيدفع الصدقة للشفاء لأجل الآخرة وهذا ليس له في الآخرة من نصيب لأن كل النية والدافع للعمل هو الشفاء وهو شيء دنيوي لكن لو تصدق ابتغاء وجه الله والثواب من الله في الآخرة ورغبة في الجنة والمغفرة فإنه سيحصل له تبعاً شفاء في الدنيا ولا يحتاج الإنسان أن ينويه ليحصل لأن الله كريم يعطي عبده في الدنيا مقدمات ولذلك فإن بعض الأعمال إذا أُشركت الدنيا في نيتها مع الآخرة فإما أن ينقص من الأجر أو يسقط. إخلاص النية العبادات اعلم يرعاك الله أن جميع الأعمال المباحة التي تقوم بها من النوم والأكل وطلب الرزق وغيرها ، يمكن تحويلها إلى طاعات وقربات يحصل المرء بسببها على آلاف الحسنات بشرط أن ينوي المسلم عند القيام بها التقرب إلى الله ، قال ~صلى الله عليه و سلم ~: [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ... ] رواه البخاري ومسلم . * مثال : ينام المسلم مبكراً ليستيقظ لصلاة الليل أو الفجر ، فيصبح نومه عبادة ، وهكذا بقية المباحات والنية إخوتي في الله عمل القلب، والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه فمهما ضعفت الأجساد، ومهما اشتد ظلم الظالمين، فقلب الإنسان يبقى حرا طليقا، يتوجه إلى الله في السراء والضراء، رغبا ورهبا، يريده بالخير، ويقصده بالطاعة. فالنية التي نريد بها العمل الصالح الذي فرضه الله علينا ابتغاء رضوان الله لها قيمة كبيرة عند الله، بل هي محل نظر الله سبحانه كما قال تعالى مبينًا أهمية العمل الباطن: ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ (سورة الحج آية: 37)، فالله ينظر إلى حقيقة العمل الذي في القلب لا إلى صورته، ولذا فإن العبد الذي ينوي نية صادقة، ولا يستطيع تنفيذها، في الواقع ينال ثواب الناوي الفاعل لما نوى، ففي الحديث: ) من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه (، وتوفي أحد الصحابة في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان قد تجهز للخروج للحرب، وقتال الكفار، فقالت ابنته متحسرة: ) إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا، قد كنت قضيت جهازك فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: قد أوقع الله أجره على قدر نيته (. فانظروا إخوتي في الله لقد حصُل علي الاجر بالنية الصالحة وأيضا إخوتي من كان معتادا مثلا قيام الليل أو صيام ايام من كل شهر فمرض مثلا او نام عن الصلاة دون ان يشعر فيبلغ الاجر بالنية ان شاء الله فعن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ) ما من امرئ تكون له صلاة بليل، فغلبه عليها نوم، إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ) أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل (. وقال تعالى في اختلاف النفقة بحسب النيات :. { ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة .... الآية } (البقرة 265 ) وقال :. { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..... الآية } (النساء 38) وهكذا جميع الأعمال ,. فالأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العبد من الإيمان و الإخلاص ومن هنا اخوتي في الله الامر يتطلب منا الاخلاص وتحقيق شرطي قبول العمل وهم الاخلاص والاتباع اي لايكون العمل الا لله عز وجل فقط لاغير ويكون ايضا باتباع سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه ومن هنا يتحقق للعبد النية الصالحة التي يتم بها قبول العمل فلاتعمل اي عمل مهما كان صغير او كبير الا ان تحتسب فيه نية صالحة خالصه لله عز وجل فقط لاغير تعظيم االله سبحانه وتعالى ويقين العبد باطلاع الرب عز وجل عليه ، وعلمه سبحانه بمكنونات الصدور ( يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَاتُخْفِى الْصُّدُوْر) •و نسيان رؤية الخلق ، بمعنى ألا يقيم للناس وزناً عند تعامله مع ربه سبحانه وتعالى فيحرص على رضا ربه دون نظر إلى مدح الناس أو ذمهم إخفاء العمل فكلما كان العمل بين العبد وبين ربه كان ذلك أقرب إلى الإخلاص وما أحلى قول نبينا _ صلى الله عليه وسلم _ في السبعة الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله : " وَرَجُل تَصَدَّق بِصَدَقَة فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَم شِمَالُه مَا تُنْفِق يَمِيْنُه ، وَرَجُل ذِكْرِاللَّه خَالِيا فَفَاضَت عَيْنَاه " اسمعها رددها، تأملها، أعدها، كررها: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى). سبحان الله! لا قيمة للعمل بدون نية، وليس لك إلا ما نويت، فلنتعلم إذاً النية فإنها أبلغ من العمل، لنتعلم النية فإنها تحول العادة إلى عبادة، ولما غابت النية أصبحت العبادة عادةً، جسداً بلا روح، ف......من منا إذا أدى العبادة حمل هم قبولها من عدمه؟ قال مالك بن دينار : الخوف على العمل أن لا يقبل أشد من العمل. فراجع حالك، واسأل نفسك أخي! كم هي الأعمال التي مضت؟ كم منها خلصت وصفت من أعمالنا، وأقوالنا، ووظائفنا؟ هل هي لله؟ أم للناس؟ أم للدنيا؟ كم هي الساعات التي نقضيها كل يوم في وظائفنا؟! كم هي الأعمال التي ننجزها كل يوم؟ كم هي الكلمات التي نتلفظ بها كل يوم؟ ليس لك منها إلا ما نويت شئت أم أبيت. إنك تستطيع يا عبد الله! أن تجعل حياتك كلها لله، نعم. تستطيع أن تجعل ساعات العمل والوظيفة عبادةً تؤجر عليها، تستطيع أن تجعل ابتسامتك وبيعك وشراءك وإطعامك لزوجك وأولادك صدقة تكتب لك، ونهر حسنات يصب في سجلاتك. الله أكبر! ما أحلاها وما أعظمها من نعمة، قال زبيد بن الحارث : أحب أن يكون لي في كل شيء نية، حتى في طعامي وشرابي. إنها السعادة الحقة، جنة الدنيا، فلله ما أروع الإخلاص لله في كل شيء، وفي كل صغيرة وكبيرة، ودقيقة وجليلة( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ) الأنعام:162-163رجلان بجوار بعضهما، يصليان صلاة واحدة، وخلف إمام واحد، وبينهما كما بين الأرض والسماء. فلا إله إلا الله! كم من عمل صغير تكبره النية، وكم تبلغ مجرد النية بأصحابها ولو لم يعملواقال معاذ رضي الله عنه: (يا رسول الله! أوصني، قال صلى الله عليه وسلم: أخلص دينك يكفك القليل من العمل). نعم. فلم يسبق من سبق بكثرة صلاة ولا صيام، وإنما بشيء وقر في قلوبهم، فلنفتش عنه في قلوبنا لنذوق طعم السعادة، جنة الدنيا، فإن في الدنيا جنةً من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة -نسأل الله الكريم من فضلهإذا أردت أن يحبك الله ، وأن تنال رضاه فما عليك إلا بصدقات مخفية لا تعلم شمالك ما أنفقت يمينك فضلاً أن يعلمه الناس . وما عليك إلا بركعات إمامُها الخشوع ، وقائدها الإخلاص تركعها في ظلمات الليل بحيث لا يراك إلا الله ، ولا يعلم بك أحد .. فلما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الأجر ما الله به عليم { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِنْ قُرَةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الإخلاص سرٌّ بين العبد وبين ربّه لا يعلمه مَلَكٌ فيكتبه ، ولا شيطانٌ فيفسده . اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا واجعلها خالصة لوجهك ثواباً على سنّة رسولك آمين يار بَّ العالمين اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت منقوووووووووووووووووووووووووووووووووول |
العلامات المرجعية |
|
|