المعلم وادوات المستقبل

[abomokhtar]

ان تطور الفكر التكنولوجى الذى اخترق جميع معالم الحياة واصبح الطابع السائد لها، واصبحت المجتمعات فى العصر الحديث تقاس بمدى تطور استخدام مؤسساتها للادوات التكنولوجية.. ومدى كفاءة عناصرها فى التعامل مع التكنولوجيا.. اوجب على المسئولين فى شتى مجالات الحياة العملية نظرة جديدة لهيكلة العمل بادخال التكنولوجيا بادواتها مندمجة مع عناصرها مؤثرةً فيها.. ومتأثرةً بها.. واعطى ذلك طابعاً مميزاً على سبل الحياة.
وان المتتبع للمنظومة التعليمية.. على وجه خاص.. يراها ترتبط بشتى مجالات الحياة ارتباطاً وثيقاً منذ بداية التاريخ بل ان التطور التكنولوجى الحادث فى جميع مجالات الحياة اثر على منظومة التعليم بطريقة مباشرة من خلال توغل الفكر التكنولوجي فى جميع عناصر العملية التعليمية وتغير معالمها او بطريقة غير مباشرة من خلال التعليم باستخدام التكنولوجيا فعلى سبيل المثال مهنة الطب تحتاج الى تعليم ولكن تعليم قائم على استخدام الاجهزة التكنولوجية المرتبطة بمجال الطب فان من متطلبات اخراج الطبيب الناجح هو تعليمه كيفية التعامل مع الاجهزة التكنولوجية الجديدة والمتطورة فى مجاله واستخدامها بالشكل الذى يحقق اهداف مهنته.
ومن هذا المنطلق اصبح من الضرورى ان يكتسب المعلم الفكر التكنولوجى مقترنا بالفكر التربوى فى فترات اعداده كمعلم مؤهل لمواجهة التحديات التكنولوجية داخل مجال العمل التربوى ، ومن الضرورى القاء النظر على اهمية تطوير المعلم لانه من اهم الموارد البشرية التى يعتمد عليها الكيان التعليمى باكمله ويرتبط بتقدمه تقدم العملية التعليمية كلها .
وتعددت الابحاث التى تخص رفع كفايات ومهارات المعلمين التكنولوجية من الجانبين النظرى والتطبيقى بل ونتج عن هذه الابحاث العديد من المؤتمرات والندوات التى تدعم هذا الاتجاه نحو رفع مهارات المعلمين التكنولوجية وتوظيف هذه المهارات التوظيف الامثل داخل المؤسسات التعليمية .
ومن المقترحات التى اهتمت برفع كفاءة المعلم ليواجه المستقبل بأدواته التكنولوجية ان يعد الطالب المعلم بكليات التربية منذ التحاقه بالكلية حتى تخرجه وتضاف برامج تدريبية خاصة بالادوات التكنولوجية داخل برامج الاعداد التربوى على مدار سنوات الدراسة لاعداد جيل تربوى تكنولوجى يساهم فى خلق فكر جديد يواجه العالم التكنولوجى المتطور .
ومع وضع شروط فنية ونفسية واجتماعية لملتحقى الكلية وممثلى معلمى المدارس القادمين فى المستقبل تضم مهارات تساعدهم على مواجهة تداخل الفكر التكنولوجى الجديد ويتم التعرف عليها من خلال اختبارات مقننة تقيس هذه المهارات للتأكد من امتلاكه لها مع مراعاة ان هذا الطالب المعلم يؤثر فى اجيال باكملها وفى اولادنا جميعا لان المعلم اكثر اختلاطا باطفالنا فقد لاتحتاج الى طبيب كل يوم ليؤثر فى طفلك رغم اهمية مهنة الطبيب ولكن تحتاج الى معلم يتعامل ويؤثر فى طفلك كل يوم ليعلمه دروسه المدرسية ومبادئ مجتمعه وقيمه
من هنا تظهر اهمية اعداد المعلم تربويا مقترنا بالتأهيل التكنولوجى من اجل تحقيق توظيف التكنولوجيا فى التعليم وايضا تطوير ادوات المعلم ورفع كفاءته واعداده لاستخدام الادوات التكنولوجية وتوظيفها داخل الفصل الدراسى

هبة سمير
اخصائى تدريب و تعليم
طالبة دراسات عليا بكلية التربية جامعة عين شمس تخصصص تكنولوجيا تعليم