|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أين نحن من معلم الدعاة؟
بقلم د/ ناجح إبراهيم
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو أعظم الدعاة إلي الله قاطبة.. ورغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان قاضيا ً ورئيسا ً للدولة وقائدا ً لجيوش المسلمين وأبا ً وزوجا ً وصديقا.. وكان عظيما ً وعبقريا ً في كل هذه المهام.. إلا أن أعظم مهامه على الإطلاق وألصقها به وأقربها إلي نفسه هي "الدعوة إلي الله".. وهي التي تمثل بدايته ونهايته .. وهي التي لم يتوقف عنها أبدا.. وهي التي خاطبه بها القرآن مرات ومرات بالتبشير والإنذار والنبوة والرسالة "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ".. وكأنها المهمة التي تنبع منها كل المهام أو تؤول إليها أو تنبثق منها. واليوم أحب أن أذكر أهم ما تعلمته من الداعية العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم).. والذي كان سببا ً في هداية مليارات البشر .. لعل هذه الدروس تثري مسيرة الدعوة الإسلامية الحديثة ومنها : 1- "الحق مر فلا تزده مرارة".. لا تزده مرارة بجفوتك وغلظتك وعلو صوتك وسوء خلقك.. والنصيحة مرة فلا تزدها مرارة بالسب والشتم أو الإهانة أو التوبيخ .. ولكن علينا أن نضع على الحق الذي نسوقه إلي الناس بعض السكر الذي يحليه ويجعله مستساغا ً مقبولا ً محبوبا ً.. كما يصنع الطبيب مع مريضه يضع له السكر في شراب الدواء كي يكون مستساغا ً محبوبا ً .. وليعلم كل الدعاة أن هذا السكر لا يغير من طبيعة الحق شيئا ً ولا يجعله باطلا ً.. وهذا السكر هو الرفق والحلم.. وهو أن تسوق دعوتك إلي الناس في ثوب من الأدب الراقي والخلق النبيل والحياء واحترام مشاعر الآخرين. 2- الإسلام دين غض وطري علي مر العصور والدهور.. وإذا لم تكن دعوة الدعاة غضة وطرية وإيجابية وفعالة ومتفاعلة مع الآخرين بحيث يشعر الإنسان العادي إن ما ينطق به الداعية يلامس وجدانه ويهز أوتار قلبه ويستشعر أن هذه الآيات والكلمات كأنها أنزلت خصيصا ً له.. ولولا ذلك لأصبحت الدعوة عديمة الجدوى عمليا ً . 3- الداعية الممتاز هو الذي يجمع بين الصدع بالحق وعفة اللسان.. وبين التمسك بالدين والإحسان إلي الناس.. وبين مراعاة الحق " سبحانه " وملاطفة الخلق . 4- الخلق الكريم لا يتجزأ فلا يكون المسلم حسن الخلق مع قوم وسيء الخلق مع آخرين .. أو مهذبا ً مع أبناء دينه أو جماعته وسفيها ً سليطا ً مع الآخرين .. فهؤلاء لم يدركوا قوله صلى الله عليه وسلم: " وخالق الناس بخلق حسن".. الناس كل الناس المسلم والمسيحي والبوذي والهندوسي وكل أحد .. فالخلق الكريم هو الإطار النبيل والشريف الذي يسوق الداعية من خلاله دعوته إلي الناس جميعا ً. 5- الداعية الحكيم هو الذي يحدو للناس كي تتحمل الطريق إلي الله لأنه صعب وطويل.. والداعية مثل الراعي الذكي الذي يحدو لإبله كي تجد في المسير حتى تبلغ الغاية .. وهي مرضاة الله سبحانه وتعمير كونه بما شرعه سبحانه . 6- أعظم حديث يعبر عن الداعية خصوصا ً والمسلم عموما ً هو قول النبي صلي الله عليه وسلم: " مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ً ولا تضع إلا طيبا وإذا وقع علي عود لم يكسره ".. فإذا وقعتم علي عود فشموا ريحه ولا تحطموه أو تكسروه أو تخدشوه.. أو تجعلون زهره لكم دون سواكم . 7- على الدعاة أن يعيشوا بقلوبهم وجوارحهم مع قول النبي (صلي الله عليه وسلم) الرفيق الحليم: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه".. فزينوا دعوتكم بالرفق لأنه الإطار الجميل الذي يحمل الداعية من خلاله دعوته للناس. 8- وأن يعيشوا مع قول النبي صلي الله عليه وسلم: "من يحرم الرفق يحرم الخير".. فهل تريدون أن تحرموا دعوتكم من الخير وحياتكم من الخير .. فمن حرم الرفق حرم من خير الدنيا الكثير والكثير.. حيث يرفض الناس دعوته وينفضوا من حوله.. وقد يحرم خير الآخرة فيعاقب ويعذب علي غلطته وجفوته . 9- حينما يترك الدعاة إلي الله السعي إلي هداية الناس جانبا ً ويشغلون أنفسهم بتكفير فلان وتفسيق فلان وتبديع فلان .. فإنهم بذلك يخسرون قضيتهم ويحيدون عن طريقهم .. ويتركون أثرا ً سيئا ً في نفوس الناس يكون كافيا ً لصد الناس عن الحق الذي يحملونه.
__________________
آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 26-09-2012 الساعة 11:32 PM |
العلامات المرجعية |
|
|