اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > التنمية البشرية

التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-09-2012, 04:16 PM
الصورة الرمزية لافانيا
لافانيا لافانيا غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 6,002
معدل تقييم المستوى: 20
لافانيا is on a distinguished road
افتراضي نضَّف جوة...... ينضف بره ااااااااا

نحن نهتم كثيرا بتجميل مظهرنا الخارجي، نهتم بأن يعرف الناس عنا صفاتنا الحميدة ويرون منا كمال الأخلاق وجمال التصرّفات، ونهتم بإغلاق النوافذ التي يطلّون منها على خبائثنا وعيوبنا، نبرر للناس أخطاءنا -حين تحدث- بحسن نياتنا لنجعلها تبدو كأنها عادية وأخطاء عفوية، في حين أننا نركّز على أفعالنا العفوية إن خرجت جميلة، كأننا كنا نقصدها، لنوحي للناس أنها قد خرجت من عقلنا المتجهبذ بعد خيرية القصد وعناء التفكير..


على الجانب الآخر، تتخبّث الأنفس وتسوَدّ القلوب، دون محاولة لإنقاذها، طالما لا تظهر أمام الناس فلا بأس في قطرانها وسوادها، طالما يراني الناس ذاهبا إلى المسجد واقفا للصلاة فلا بأس أن أكون واقفا أفكّر في المعصية التي سأفعلها بعد الصلاة، ولا بأس أن تنتهي الصلاة دون أن أفقه كلمة مما قلت أو سمعت، طالما يسمع الناس جمال صوتي فلا بأس بألاّ أتأثر بكلمة من القرءان، طالما يرى الناس علوّ مركزي ونتيجة عملي، فلا بأس أن يلومني ضميري لأنني كنت أستطيع إخراج العمل بصورة أفضل كثيرا من تلك التي أرضتهم، طالما يرى الناس انشغالي الدائم وكثرة مواعيدي وتعبي، فلا بأس أن تكون الثمرة الفعلية من هذا الانشغال المقنّع صفرا، طالما يرى الناس جمال وجهي ونظافة ملابسي فلا بأس أن أخفي تعكّر قلبي بالحقد وقذارة نفسي بالذنوب...

ونتيجة لذلك، يكون طبيعي فينا أن نصاب بأمراض كثيرة غير تلك التي تصيب البدن، عدّدها إن شئت ولن تحصيها، فاذكر الزهو الكاذب الذي تُحصِّله بمدح الناس في نفسك التي تعلم أنت خُبثها، واذكر اكتئاب القلب رغم ما يظهر للناس من جمع أسباب السعادة كلها، واذكر حب الظهور وانتظارك الشكر والمديح على أفعال لم تخلص لله فعلها، اذكر الشدة في معاملتك أمك مع الرحمة في معاملتك صديقتك، اذكر عبس وجهك في البيت مع بشاشته في الناس، اذكر حبّك لأن تخطب في الناس مع قلة تنفيذك لما تتفوه به، اذكر حلمك على الناس في قيادتك سيارتك إذا جاورتك خطيبتك مع تلفظّك بالسباب إذا كنت وحدك، ثم اذكر فرحك بانتصارك في مناقشة حين يكون معك الحق، مع مماطلتك وتكبّرك على الاعتراف بالحق حين يكون مع غيرك..

أتفهّم أن نهتم بمظهرنا الخارجي إلى حدّ معيّن فالله جميل يحب الجمال، وأتفهّم ألا نحب إظهار سيئاتنا للناس إذ أن الله قد سترنا، ولكن ما لا أتفهّمه أن ننسى الهدف الأصلي في تنقية النفس والقلب، فإن كل إناء بما فيه ينضح، ونقاء النفس والقلب حتما سينعكس في جمال المظهر ونور الوجه، ولكنها سفاهة أن تحاول تلميع الزجاج الخارجي والمنزل يحترق..

والسؤال الآن، لماذا نهتم بما يظهر للناس منا أكثر مما نهتم بما يطّلع الله وحده عليه؟ ولماذا نهتم برضاء الناس عنا أكثر مما نهتم برضائنا عن أنفسنا؟ أمِن هوان قدر الله في قلوبنا؟ أم أنه التواكل الكاذب على رحمته؟ أمن هوان أنفسنا علينا فلم نعد نلقي لها بالا؟ أم أنها لا تستحق وقفة تُعيد إليها الحياة؟
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:59 PM.