مسافر عبر الزمن .. رغم انفه!(قصة قصيرة)

[Pro Saher Abdel-Aziz]

لا اعلم هل هذا هو القسم المناسب ام لا ..
قصة قصيرة جدا .. من كتاباتى .. فى مشاركتين(اربع اجزاء).

مسافر عبر الزمن .. رغم انفه!(قصة قصيرة1/2)

الجزء الاول يحكيه الفارس

انا تائه .. تائه فى تلك القرية الكبيرة النابضة بالحياة .. انتظر ذلك الرجل الطيب الذى قدر موقفى وسيأتى لى بطعام وشراب ..

انا فارس .. فارس من الفرسان الاشداء .. تنهار امامى الصعاب وتذلل لى المصاعب .. يُكتب فى شعرا عظيما .. مدحا يليق بالامراء .. لا اعلم كيف اتيت الى هنا .. ولكنى فجأة وجدت نفسى هنا .. لا اتذكر ماذا حدث لى .. هناك غمامة على ذاكرتى .. لا استطيع تجميع افكارى .. اه لو استجمع قواى .. انا انهار!

ساتحامل على نفسى واحاول ان اتذكر .. كانت هناك حرب .. فى الحقيقة لا تنتهى حرب الا وتظهر مكانها اخرى .. كنا فى الحرب نعسكر ليلا ونلقن الاعداء درسا نهارا .. ولكنهم كانوا لا ينتهون .. برغم بلادنا التى تمتد على امد البصر .. وجيوشنا العظيمة .. الا ان قتالنا كان بلا فائدة .. كنت اقتل رجلا ليخلفه ثلاث .. برغم قوتى وقوة رجالى .. وبرغم ان كل من فينا وحده يستطيع مبارزة عشرات الرجال ويرديهم قتلى .. الا انه كان يحدق بنا العشرات والمئات والالاف .. كنا كنقطة بيضاء بلباسنا المميز فى وسط بحور من اللون الاسود .. كان من الصعب المواصلة حقا فى هذه الحرب .. مرت اسابيع منذ بدأنا .. الرجال كلت يدهم وتضرمخت ثيابهم .. .. نستطيع قتل عشرات .. مئات منهم .. ولكن يبقى الالاف .. الامر كان يبدو كانك تحارب فئران .. كانوا هؤلاء كلفئران .. قررنا اننا لا نستطيع الصمود ليوم واحد اضافى قررنا ان نتراجع ونتراجع ونتراجع .. لعل موقفنا يكون افضل امام قلاعنا.

هنا اتى لى رجل .. واعطانى رسالة.

((من الملك العظيم الى الفارس النبيل .. احضر الى القلعة حالا .. بعد المباحثات وجدنا الحل الذى ينقذ بلادنا من الهلاك))

ما هذا الهراء! .. منذ متى والملك يكتب بهذا الشكل؟

ثم من هذا الرجـ.. لقد ذهب! .. اين ذهب كيف لم اراه يغادر؟

من الذى كتب هذه الرسالة .. يبدو الامر غريبا .. ساذهب واستطلع الامر
***

اركب جوادى وانطلق سريعا نحو القصر .. يصدر حركات غريبة – الجواد لا القصر طبعا – حركات عصبية اعلمها جيدا .. ان للجياد حواس اقوى من حواسنا .. وهذا يعنى انه يشعر بشئ مريب .. اتوقف قليلا ادور فى ما حولى لا اجد شيئا غريبا .. الملايين من حبيبات الرمال الناعمة تمتد على امد البصر .. تخترقها بعض الكثبان الرملية .. ولكن لا شئ غريب او ذو اهمية .. لماذا يتعصب جوادى اذا؟

اواصل طريقى اجهد .. اقف .. استريح .. اواصل الطريق

ها انا قد وصلت للقصر ها انا اراه هناك قابع شامخ صامد لا يهتز .. فخرا لنا هذا القصر.

لحظة .. لقد بدأ شعور جوادى يراودنى .. يوجد شئ عجيب هنا!

هناك دوار .. هناك احساس بالعجز .. ياالهى ماذا يحدث لى؟!

تميد الارض تحت قدمى .. يقبع الظلام على راسى .. وافقد وعيى!
***

الجزء الثانى يحكيه البائع

انا محمد .. بائع بسيط يحيى اليوم بيومه ولا يملك احلاما .. وتحطمت طموحاته منذ زمن بعيد على صخرة الواقع

كنت قد بدأت للذهاب الى محلى البسيط حين .. حين وجدته ...

شاب قوى البنيان رشيق .. قوى الجسد لا تخطئه العين .. على وجه نظرات حائرة تشفق لها القلوب

اقتربت منه وقلت:

-ما خطبك يا بنى؟

-لا شئ يا سيدى

-هل انت تائه؟!

لمحت نظرة هائمة حائرة على قسمات وجهه فسرت لى الكثير

-هل انت جائع؟!

-صمت ولم يتكلم
***

هذا الفتى معتوه! .. نعم بلا جدال هو معتوه .. اذا لم يكن من يظن نفسه قائد للفرسان تحت يدى الملك جلال معتوه فمن المعاتيه اذا؟!

انا لست مدرس تاريخ ولكنى اعلم ان الملك جلال قد مات منذ اكثر من خمسمائه عام!

يقول انه كان خارج ليحارب واثناء حربه جاء له احد الرجال واعطاءه رسالة ذهب على اثرها الى الملك وهناك قبالة القصر فقط الوعى وحينما استقيظ وجد امامه .. شئ عجيب!
***