ميوعة وابتذال وقلة أدب أيضًا!

[abomokhtar]

هاهى الخطة الممنهجة والمؤامرة المنظمة، التى حاكها القائمون على برامج رمضان الحوارية منذ عدة سنوات تسير على قدم وساق لتحقق مآربهم الخسيسة والمشبوهة بشكل قانونى وعلنى، رافعين شعار:
"كل ما تستهبل وتبتذل أكثر.. فرصتك فى الشهرة وكسب المال تكبر"!!.. فنحن فى زمن لا مكان فيه لكلمتى مستحيل وصعب، فكل شىء من الممكن قوله وفعله علانية ودون خجل أو حياء حيث لا عيب ولا حرام فى قاموس هؤلاء الذين اشتروا عرض الحياة الدنيا بالآخرة وباعوا ذممهم وضمائرهم مقابل حفنة من الأموال الزائلة التى ستكون عليهم حسرة بإذن الله!، والذين يهدفون إلى نشر الرذيلة والفواحش، ويحاربون بكل ما استطاعوا من وسائل الإسلام وقيمه وتعاليمه ويقضون بمكر وخسة على ثوابت وفطرة وعادات المسلمين دون الاكتراث بيوم القيامة، والوقوف بين يدى رب العالمين للحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم!
هؤلاء الذين لم يراعوا حرمة وقدسية هذا الشهر، بل أعلنوا الحرب الشرسة عليه، وعلى الصائمين، وذلك عن طريق عرض برامج منحطة ومدمرة تستخف بالعقول وتشوه الحقائق وتصيب من يتابعها، ولو من باب الفضول بحالة من الغثيان والقرف والحزن الشديد، على ما آل إليه الإعلام فى مصر من تدهور وتضليل وتفاهة لا حدود لها!!
لم تقتصر برامج هذا العام على برامج فضائح الفنانين وتناول علاقاتهم الزوجية ومشكلاتهم العاطفية أو برامج الردح والتشليق السياسى، الذى يُستضاف من خلالها الرويبضة والتافهين من ذائعى الشهرة والصيت الوهمى للحديث فى أمور العامة وتناولها بشكل خاطئ بعيد كل البعد عن الموضوعية والصدق، فضلًا عن البرامج التافهة، التى يتم تقديمها فى صورة مقالب مروعة وضاحكة مُعدة ومُتفق عليها مسبقًا، بل جاوز الابتذال والانحطاط والفجور المدى هذا العام بعرض أحد البرامج على إحدى الفضائيات المصرية الخاصة، وهو برنامج ***ى صرف يركز على تناول الجزء الأسفل من الجسد، حيث تقدمه إحدى المحسوبات على الإناث ذات شعر منكوش وأداء غير لائق وغير محترم، وتستضيف من خلاله مجموعة من الفنانين والإعلاميين وغيرهم لتداعب شهواتهم بأسئلة ***ية غاية فى الجرأة والوقاحة ليتحدثوا عن علاقاتهم بالنساء وكشف أسرارهم العاطفية وال***ية، متخطية كل الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء وكل الخطوط على الإطلاق!، ومن بين هذه الأسئلة: "كم مرة خنت زوجتك؟!!.. ما هى علاقتك بالمنشطات ال***ية؟!.. ما الذى يعجبك فى جسد المرأة؟!.. وغيرها من الأسئلة الوقحة التى يصعب كتابتها حتى لا يتم حجب المقال ومنعه من النشر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!!
فى الحقيقة.. لا أعلم ثمة مبررًا أو سببًا واضحًا لحالة الصمت الرهيب من قبل أولى الأمر على تلك المهزلة الإعلامية الحاصلة فى شهر رمضان الفضيل، تلك المهزلة، التى أظنها تهدف إلى إحراج رئيس الجمهورية وإضعاف موقفه وإظهار عهده فى صورة شائنة ومعيبة وأكثر انحطاطاً من العهد السابق لإصابة الناس بإحباط ويأس شديد من إصلاح الأوضاع وإشعارهم بأن هذا البلد لن تقوم له قائمة أبدًا، وأننا سنظل هكذا طويلًا إلى أن نموت بغيظنا وكمدنا وحسرتنا!
بصراحة مطلقة.. البداية ليست مبشرة، وسياسة الطبطبة والدلع التى تدار بها البلد حاليًا لن تجدى بل ستأتى بنتيجة عكسية.. ألا قد بلغت.. اللهم فاشهد.


هناء المداح