السادة القادة‏..‏ رجاء أفيدونا

[aymaan noor]

السادة القادة‏..‏ رجاء أفيدونا
بقلم: سكينة فؤاد

الأربعاء الثاني من فبراير‏2011‏ يوم لا ينسي في تاريخ الثورة‏..‏ يوم حدث الاعتداء علي الثوار بالخيول والجمال والسلاح الأبيض والمولوتوف والأحجار المسنونة والسلاح والرصاص الحي وأسلحة القنص.
وكل ما تم بعد ذلك نفي وجوده رغم سقوط ***ي وما تم إحالته إلي الطرف الثالث الذي يدعي أنه لم يستدل عليه حتي الآن!!
أذكر يومها2011/2/2 عندما سمعت لأول مرة بالواقعة.. لم أصدق واتهمت من نقلها لي بالتخريف ـ كنت أعرف ان القوات المسلحة نزلت الميدان ـ كيف ي*** الثوار أو يعتدي عليهم وقوات من جيشهم تحيط بالميدان. سارعت لأتابع بنفسي ما يحدث ـ روعت بأن الوقائع صحيحة.. الشباب محاصر ويخوض معارك دامية ومع ذلك يقاوم ببسالة!!
لم يكن سؤالي الأول عمن ارتكبوا الم***ة فالاجابة واضحة.. اعداء الثورة طرفان من كل من استفادوا من النظام الذي قامت الثورة لتسقطه.. جن جنونهم وسيفعلون الممكن والمستحيل للقضاء عليها. السؤال الأخطر.. كيف دخل ال***ة الميدان.. كيف أخترقوا خطوط التأمين؟! كيف اخترقوا أحزمة وأطواق القوات المسلحة التي لابد أقاموها للحفاظ علي الثوار!! هل ممكن أن تقع المجزرة أو الموقعة دون فتح ثغرات للعبور؟!
روعني السؤال بقدر ما روعتني وقائع ما حدث للشباب وروعني أكثر وأكثر وطال اكثر من عام ونصف محاولات تغييب الحقائق وتهوين والتقليل من أهمية ماحدث أو تبادل الاتهامات.. سألت كثيرا ولم أجد اجابة.. لماذا لم يتم نشر تقرير تقصي الحقائق الذي استغرق اعداده أربعة شهور وضم شهادات لـ400 شاهد حول وقائع ما حدث في أيام الثورة الأولي وبينها ما استقروا علي تسميته موقعة الجمل!!
وبالأمس وبالتحديد الأربعاء11 يوليو2012 وفي ما نشرته الصحف من اجابات للواء الرويني قائد المنطقة المركزية التي كان يدخل في نطاقها ميدان التحرير في أيام الثورة الأولي.. فهمت من اجابات القائد العسكري ان مركبات القوات المسلحة التي كانت موجودة بالميدان لم يكن مهمتها التأمين والحماية للثوار وكانت مكلفة فقط بجمع القمامة ـ نعم جمع القمامة من الميدان ومحيطه ـ ولنعد إلي شهادة اللواء الرويني التي استمعت اليها محكمة جنايات القاهرة الثلاثاء10 يوليو والتي تدل أنه بينما كانت وقائع الموقعة تدور في الميدان كان قادة من القوات المسلحة يتابعونها عبر كاميرات طائرات عسكرية كانت تبث لمكاتبهم مشاهد حية لكل ما يحدث في ميدان التحرير ـ أي ان القادة في حدود فهمي المتواضع لما نشر من شهادة القائد العسكري كانوا يتابعون الم***ة علي الهواء مباشرة, بينما لم تتدخل مركبات الجيش لمنعها لأنها كانت مكلفة بمهمة محددة هي جمع القمامة, إلي جانب مهمات حماية المنشآت وحظر التجوال فقط!! تدل اجابات أخري للواء الرويني انه كان علي اتصال بمن قاموا بإرسال المعتدين علي الثوار.
أثناء ذلك تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد المسئولين وقلت له إن البلد حتولع وحيصل حريق قاهري تاني وإذا كان لكم سيطرة عليهم مشوهم!! رفض القائد العسكري أن يدلي باسم من اتصل به رغم أن معني المكالمة انه كان يطلب منه وقف الهجوم علي ميدان التحرير, بالإضافة إلي ملاحظة أخري أنه قرر أن الطائرات العسكرية التي كانت تصور وقائع الم***ة وتنقلها إلي القادة أثناء حدوثها ـ تقرر أن الكاميرات لم ترصد أسلحة ولا أجانب وهي شهادة تناقض مع ما جاء في شهادات مسئولين آخرين وما قيل عن وجود قوات من حماس وحزب الله في الميدان! وأشير مرة ثانية إلي الإصرار علي تجاهل ما جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق الرسمية وقد استغرق اعداد التقرير أربعة شهور وضم شهادات400 شاهد, وفي حلقة من برنامج العاشرة مساء أشار المستشار عادل قورة إلي ما يضمه تقرير تقصي الحقائق من معلومات عن الثورة وموقعة الجمل ولم يجد إجابة لعلامة الاستفهام الكبيرة لماذا أهمل تقرير علي هذا القدر من الأهمية؟!!
من خططوا لموقعة الجمل خططوا لم***ة يكون فيها القضاء النهائي علي الثورة, وكانت معركة وموقعة التثبيت للثورة والانتصار للثوار ورغم ما شهده القادة العسكريون عبر النقل المباشر بكاميرات الطائرات العسكرية لكل ما كان يحدث في الميدان لم تتبدل المهمات من حماية المنشآت وحظر التجوال وجمع القمامة من الميدان ومحيطه إلا في اليوم التالي للموقعة2/3 لتتطور إلي حماية المتظاهرين في التحرير وباقي الميادين لمنع تجدد أي اشتباكات بين الطرفين!! وبما يعني أن الثوار والمعتدين عليهم متساويان!! بالإضافة إلي ما تطور في محمد محمود ومجلس الوزراء واستاد بورسعيد!!
> شهادة اللواء الرويني أمام جنايات القاهرة الا تفرض أن نسأل: هذه الشرائط التي صورتها الطائرات العسكرية لماذا لم يقدمها المجلس العسكري في محاكمات الرئيس السابق ووزير داخليته ومساعديه؟!! اليس كل ما حدث للثوار, وبالتحديد في هذه الموقعة يتحمل مسئوليته من كانوا يحاكمون؟! وهل مثل هذه الوثائق بالغة الخطورة والا ما قامت بها طائرات وكاميرات عسكرية ـ هل يتم تصويرها لمتعة الفرجة!! أم تم التصوير علي أمل لم يتحقق؟! ومن المستفيد من إخفاء الأسماء التي رفض اللواء الرويني ذكرها رغم اتهامه الصريح لها بالمسئولية عن الهجوم الذي يحدث في الميدان, وكيف نفهم أو نفسر أن تؤدي في وقت واحد مهمتان علي طرفي نقيض.. مهمة تبدو كأنك تحمي الثورة.. وفي نفس الوقت تؤدي مهمة حماية أعدائها!! وإلا فليقدم أحد من السادة القادة الذين كانوا يتابعون وقائع الم***ة أو الم***ة او الموقعة التي تنقلها لهم نقلا فوريا كاميرات الطائرات العسكرية ما ينفي أنهم تخلوا عن حماية الشباب لأنها لم تكن ضمن الأوامر, أتمني عليهم أن يصفوا بأنفسهم ما يمكن أن يفهم أو يكتب إذا كانت هذه الجريمة الوطنية قد ارتكبت بالفعل بحق الثوار والثورة!