|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
و ماذا بعد الصبر ؟؟! .. قصة قصيرة من تاليفى ..
و ماذا بعد الصبر ؟؟! ** ذهبت كالعادة لاوقظ اولادى الثلاثة لصلاة الفجر .. فبدأت بابنتى(فاطمة)التى تدرس فى كلية الطب ثم الى اخيها (أحمد) الذى يدرس بكلية الهندسة و أخيرا ولدى الحبيب ( عبد الرحمن ) الذى فى الصف الثانى الثانوى ، فاستيقظ كلا من فاطمة و أحمد أما عبد الرحمن فكان يشعر ببعض التعب فلم يستيقظ ، فقلقت عليه و ذهبت به الى الطبيب كى يطمئننى و لكن الطبيب للاسف اخبرنى بالخبر المؤلم و هو ان ولدى لديه سرطان الرئة ، فكانت صدمة عنيفة علىّ كما أنه زاد الالم شدة أنه أخبرنى أنه لا يستطيع علاج هذا المرض الا اطباء اوروبا ، فقررت ترك ولدىّ فى مصر ليكملا دراستهما و اخذْ ( عبد الرحمن ) للعلاج فى اوروبا . و بعد مرور خمسة اشهر .. رجعت مصر بعد ان فقدت الامل فى شفاء ولدى و قد تركته فى المشفى كى احضر له المال اللازم لتمام العملية كما انى رجعت كى اطمئن على ولدىّ الاخرين و ليتنى لم ارجع .. فعندما ذهبت الى منزلى اخبرنى صاحب المنزل انهما قد طُردا كما قد اخبرنى الجيران ان فاطمة و أحمد كانوا لا يستطيعان دفع تكاليف الجامعة و المنزل ايضا فبدئا ببيع اثاث المنزل حتى اصبح شبه خالى و كان موعد دفع ايجار المنزل فلم يعد صاحب المنزل يحتمل هذا التأخير فى الدرف فقام بطردهما !!! منذ ان علمت بذلك من الجيران اصبحت فى حالة ميئوس منها ، فقد فقدت ولدىّ الذين كادا يكونان الوحيدين بعد ان فقدت الامل فى شفاء ولدى ( عبد الرحمن ) ماذا أفعل الان أكاد اجزع !!! لم أجد مكانا أذهب اليه الا بيت اخى الاكبر كى استلف منه مالا لازما لعملية ولدى ، فذهبت اليه و لكنه كان مشغولا ببعض الضيوف ، فجلست فى غرفة مكتبه فوجدت كتابا بجانبى عنوانه (ان لصبر مفتاح الفرج ) فقرئته و كأن الكاتب يحدثنى و يقص قصتى مع اولادى الثلاثة ، لقد جعل هذا الكتاب دموع عينايا تنهمر بغزارة .. نعم فمن يصبر و يثبت فان الله لا يضيع اجر المحسنين .. تأثرت بهذا الكتاب جدا و قررت الا ايأس فى شفاء ولدى . و قبل ان اخرج من منزل اخى أخبرنى أنه وجد لى عملا فى مدينة السويس فوافقت بصدر رحب و سافرت الى هناك ، و عندما ذهبت الى هناك سمعت عند وصولى بان احد المقيمين قد حدثت له حادثة بشعة فقُتل فيها فحزنت لهذه الحادثة ثم ذهبت الى الجنازة فسمعت مؤذن المسجد و انا فى طريقى اليه يقول كلماتٍ لم انساها طوال حياتى فقد جعلتنى ابكى بكاءاً لم ابكه طوال حياتى ، كان يقول : ( بسم الله الرحمن الرحيم .. ايها المواطنون .. توفى الى رحمة الله تعالى الشاب " احمد حسن عبد الله " و ذلك فى حادث سيارة و سوف تشيع الجنازة فى مسجد ...... ) ( أحمد حسن عبد الله ) هذا هو اسم ولدى الحبيب ، إنى حقاً أصبحت حزيناً جداً لانى رأيت جميع الابوابي تغلق أمامى باستثناء باب الدعاء و اللجوء الى الله .. دعوت الله مراراً و تكراراً أن يلهمنى الصبر و السلوان على ولدى ، لذا فإنى لن اجزع مطلقاً بل سوف اصبر و اثبت فقد قال الله تعالى " و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم " صدق الله العظيم . ورجعت اوروبا بعد جمعت بعض المال من العمل فى مدينة السويس لتمام العملية و استعنت بالله ، و عندما وصلت اخبرونى ان الذى كان سيقوم بهذه العملية لا يستطيع القيام بها الان و ان هناك من سيقوم بها بدلا منه ، و حدثت المفاجاة الكبرى التى جعلتنى لا اكاد اصدق نفسى .. لقد كان الطبيب الذى سيؤدى العملية هى ( فاطمة ) ابنتى .. نعم انا لا اكاد اصدق نفسى .. حقا لقد صدق الشاعر حين قال : اصبر ففى الصبر خيرٌ لو علمت به قامت فاطمة بالعملية و سبحان الله الشافى قام ولدى عبد الرحمن سليما معافيا ، رجعت مصر بسعادة لا توصف بعودة ولدىّ العزيزين .. لقد شاءت الاقدار ان تكون فاطمة هى الطبيبة التى تعالج عبد الرحمن و قد شاءت ان اذهب الى السويس كى اعمل و كانت نفس المدينة التى كان يعمل فيه ولدى رحمة الله عليه .. نعم هذه هى رحمة الله بعباده .. سوف انتظر قدرى و اثق فى ربى الكريم .. كان يمكن الا ارى فاطمة مرةً اخرى و لكن الله جعلنى اراها ، و كان يمكن الا ارى عبد الرحمن مرة اخرى لكن الله شافاه و عافاه بفضله و رحمته الواسعة .. سوف اذكر قصتى مع اولادى طول عمرى و لن انساها ابداً . ( النهاية ) ** By : NouR
__________________
{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } |
العلامات المرجعية |
|
|