(المستغيث) قصة قصيرة من اعمال والدى

[زهرة الياسمين]

هذه القصة كتبت بقلم ابى وهو رهن الاعتقال السياسى عام 1994 وها هى امامكم لتقولوا لى رايكم وتدونوا اراءكم وتقييمكم المستغيث بقلم سعيد الشرقاوى
وقف يرنو إليها فقد بدت ضاحكة مرسلة شعرها الناعم الذى يبدو كليل بلا بدر تداعبه نسمة الهواء العليلة فتفرقه ثم تجمعه وعيناهاالسوداوين البراقتين وثيابها الضيقة التى تصف رشاقة بدنها . اقترب منها رويداً فتركته وانصرفت وهى تنظر خلفها متدللة تبعها ملهوفاً وقفت برهة كاد يلحق بها انطلقت مرة اخرى عاش لحظات فى استغراب شديد عندما رأى قدميها تطويان الهواء طياً فهى تعلو تاركة الأرض لحق بها مد يديه إلى أعلى كالغريق المستغيث . عادت مسرعة وقبل ان تلحق الأرض قدماها مدت إلية يدها تعلق بها أخذته إلى أعلى وراحا يبتعدان عن الأرض رويداً رويداً حتى بدت وكأنهما ينظران إليها من نافذة طائرة . مسحا الصحراء ببصريهما فإذا بقصر جميل يبدو وكأنه درة . هبطا أمامه . نظر إليها ونظرت إليه تسمرت قدماه . أومأت برأسها تشير إليه بالدخول لم يلفت نظره أثاث القصر فقد تعلق بصره بها . إقترب . كاد يخوض فى بحر من الطين الآسن . وفجأة إرتعدت فرائصه دارت عيناه فى رأسه يمنة ويسرة . جف ريقه . يبس لسانه لم ينطق ببنت شفه بدا مذهولاً يحملق فى فرقٍ ورعب شديدين فقد بدأت تتغير إنطلق مسرعاً إنطلقت خلفه ناشرة شعرها المجعد الذى أصبح يبدو كأعواد الحطب الجاف المحترق شاغرة فاهها مظهرةً أنيابها الزرقاء الطويله تقهقه كزعيم الأبالسة نظر خلفه فتعثرت قدماه وقع على الأرض كادت تلحق به صرخ مستغيثاً فاستيقظ الجميع على صراخه قام من فراشه مفزوعاً بصق عن يساره ثلاثاً . إستعاذ . تشهد . أقسم ألا ينام بعد الفجر مرةً أخرى حتى يتلو أذكار الصباح