|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#16
|
|||
|
|||
![]() ... و قدمها اليسرى
بحاجة لتقويم حسب رأي طبيب العظام ، فقد بدأت الطفلة الصغيرة تتسند على أثاث المنزل و تخطو في مشايتها ذات العجلات تدفعها و تنتقل بها من مكان لآخر داخل المنزل. تلتوي قدمها اليسرى تحت ثقلها فتنحرف قدمها يمينًا بعض الوقت و شمالا بعضه الآخر. طبيب العظام لم تعجبه الأشعة الخاصة بقدمها و ادعى أن كثافة عظمها قليلة و أوصى بجبيرة تمسك بكاحلها حتى يقوى المفصل على حمل ثقل جسمها و ناول والديها وصفة لكالسيوم و فيتامين دي بجرعة كبيرة تتجاوز أضعاف الاحتياج الطبيعي. أما طبيب عظام الأطفال فتعجب من رأي طبيب العظام بمجملها و أخبر والديها أن الشمس خير مقوي للعظام و أن مفصلها يبدو في الأشعة طبيعيا و أنه لا ينبغي لهما أن يقلقا على انحراف قدمها إلا بعد عدة سنين و يغير الوصفة بدواء آخر به كمية كالسيوم ضئيلة مع فيتامين دي ليثبت الكالسيوم داخل العظام. خشية من أن تنشأ و قدمها ملتوية و يؤثر ذلك على مشيتها اقترح جداها لوالدها أن تجرب الجبيرة الخارجية حتى تمسك بمفصلها ، في الواقع فصّل عامل يتبع طبيب العظام جبيرتين ، واحدة للساق اليمنى و أخرى للساق اليسرى تقبضان على مفصل الكاحل و الساق حتى الركبة. تجهز الجبائر حين توافي الصغيرة عامًا ، و حين يستلم والديها الجبيرتين ، لا يبدو مظرهما طيب ، ثقيلتان و صنعهما غير متقن ، تبكي الصغيرة كثيرا حين تضعهما و يثقلان قدميها فيزيد التواءهما. لا تبدو الجبائر حلا مناسبًا. في الحقيقة ، يصيب الحزن الليلة بمس، أدعو الله ليلا طويلا أن نجد مخرجًا من متاهة التخبط في الكرب . يطلع النهار و الصدقة تجري على الأيدي لعلاج أطفال أمراضهم تكاليفها باهظة. يهدي الله والديها للانصات لأخصائية علاج طبيعي تقترح أن التقويم فيما بعد و بشيء أبسط من ذلك كثيرا و تنصح حاليا بحذاء طبي مرتفع العنق يحتضن كاحلي الصغيرة حتى يمنع الاعوجاج. بالفعل يشتري لها والديها واحدًا ، ترتديه بمرح كعادتها . لا لم تعد تزحف و ترفض الجلوس في المشاية. تخطو بالحذاء خطواتها الأول و هي تمسك يد أحد الكبار .. خطوات تلتوي يمنة و يسرة ، تتقدم عدة خطوات ثم ترجع للوراء و تدور حول نفسها و الأشياء ، فلا ثبات في مشيها بعد. يبدو الحذاء أفضل كثيرا من تلك الجبيرة الضخمة المعتلة. تتلقى روزي دمية هدية لقاء شجاعتها في مواجهة الحياة. تمسك دميتها الصغيرة بيد و تحتضنها ، تقبلها و أحيانًا تتذوقها و تفاجئنا في آخر النهار بخطوات أسرع و أكثر استقامة. في الحقيقة ، يمكن تغيير نهاية هذه الفقرة كل عدة ساعات. خاتمة لمن يحبون النهايات الواقعية : توحي الحياة أن الصواب كما قال طبيب عظام الأطفال في المشي حافية كما هي طبيعة الأمور حتى تشتد عضلات الساق و تتحمل ثقل جسمها. |
العلامات المرجعية |
|
|