|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#27
|
||||
|
||||
![]() يوميات مدير – 15: نجاح المصانع يبدأ من المدرسة مارس 11, 2012 من تأليف سامح i 1 عدد التقييمات ![]() طلبت إدارة إحدى المدارس السماح لتلاميذهم بزيارة الشركة الصناعية التي يعمل بها صاحبنا، ووافقت إدارة الشركة، وتم تحديد موعد الزيارة بحيث تكون على فَوْجَيْنِ أحدهما من طلبة الصف السادس الإبتدائي والأول الإعدادي (المتوسط) ، والآخر من طلبة الإعدادي والثانوي. وظلّ صاحبنا يتساءل ماذا يمكن لطفل صغير أن يفهم في مثل هذه الصناعات؟ وكيف يتناسب ذلك مع ضآلة معلوماته؟ وكيف يمكن التواصل مع هؤلاء الأطفال؟ وما هي الاستفادة التي قد يخرجون بها من زيارة المصنع؟ وظلّ السؤال في ذهن صاحبنا ولم يتوصل إلى إجابة، ولكنه انشغل بالتجهيز للزيارة مع زملائه المشاركين في استقبال تلك الزيارة، فتم تحديد قاعة الاستقبال وتكليف أحد الزملاء للقيام بشرح خطوات التصنيع. وقبل الزيارة بساعات ظلَّ صاحبنا يفكر وفجأة تذكَّر أن أكبر المشاكل التي تواجه نجاح أي مصنع بل وأي عمل ليست المشاكل الفنية ولكنها مشاكل سلوكية وذهنية مثل: الكذب، عدم التعاون، عدم التنظيم، التكاسل، عدم القدرة على الإبداع، عدم الاهتمام بالسلامة، وتذكر صاحبنا أن تلك السلوكيات نتعلمها في المدرسة الابتدائية. فكر صاحبنا في تجهيز عرض تقديمي لهؤلاء الأطفال يربط بين ما تعلموه في المدرسة وما يتطلبه نجاح المصانع. وبالفعل قام بإعداد الشرائح واقتصر في كل شريحة على سلوك محدد مثل الصدق، النظافة، السلامة …. وبيَّن في كل شريحة كيف نتعلم ذلك السلوك في المدرسة ثم كيف نحتاجه في العمل. واقترح أحد زملاء صاحبنا أن يضع بعض الصور التوضيحية التي قد تجذب انتباه الأطفال ولكن لم يكن الوقت كافيا. وعند بداية الزيارة شاهد الأطفال فيلم فيديو عن إنشاء المصنع، ثم تناولوا بعض المأكولات الخفيفة. بعد ذلك قام صاحبنا بتقديم ذلك العرض والذي شدّ انتباه الأطفال بل والزملاء والمدرسين كذلك. بين صاحبنا أن السلوكيات التي نتعلمها في الصغر هي جوهر نجاح المصانع بل وأي عمل فالمشاكل الفنية مهما كانت عسيرة إن إدارة المصنع يمكنها الاستعانة بخبير من الجامعة أو من شركة عالمية ليساعد في حلها، وأما إن كان العاملون يتميزون بالكذب أو عدم التعاون أو الجمود الفكري فإنه لا يمكن الاستعانة بأحد ليُغيِّر ذلك. كما بيَّن كيف أن هذه السلوكيات لا غنى عنها لكي تنجح أي مؤسسة. وبدأ حديثه بالحديث عن السلامة وأنها من المبادئ التي نتعلمها في الصغر في صورة السلامة الصحية فنتعلم غسل الأيدي قبل الأكل وبعده وغسل الفواكه والخضروات، والسلامة المرورية عند عبور الطريق، والسلامة عند اللعب، ثم أوضح أن السلامة هي من أهم المبادئ في العمل في المصانع حيث “السلامة أولا” فسلامة العاملين هي أهم من العمل نفسه فإن لم نكسب اليوم فقد نكسب غدا ولكن إن خسر عامل جزءا من إصبعه فإنه لا يمكننا تعويض ذلك. وأشار إلى بعض أساسيات السلامة في المصانع مثل السير في المسارات المخصصة لذلك وارتداء أدوات السلامة مثل الخوذة وحذاء الأمان ورفع الأثقال بالطريقة السليمة. ثم تطرق إلى التعاون وقال إن التعاون نتعلمه من خلال دروس كثيرة في كتب القراءة والدين، ونتعلمه أثناء لعب الكرة فلا يمكن أن يكسب فريق إذا كان أفراده لا يتعاونون أو يخدع بعضهم بعضا، كما نتعلم التعاون مع زملائنا في الفصل. ثم بيَّن أن هذا التعاون هو أمرٌ لا غنى عنه لنجاح أي مصنع فإن لم يعمل العاملون في المصنع كفريق واحد لتحقيق أهداف مشتركة فلا يمكن أن ينجح المصنع. وبعد ذلك ذكر الصدق وقال إننا في الصغر نتعلم أن نقول الصدق وألا نكذب ونتعلم أن الصدق يُنجي، وربما اعتقدنا هذه تعليمات للأطفال فقط، ولكن الواقع هو أن الصدق هو أمرٌ ملازم لنجاح المصانع لأن الصدق يجعلنا نرى الحقيقة ونعرف الأسباب الواقعية للمشاكل، وأما الكذب فهو خراب للمصانع وضياع للثقة وضياع للوقت، فإن لم نتعلم الصدق في الصغر فكيف سنكون صادقين في العمل. وذكر النظافة وأنها من الأمور التي نتعلمها في البيت والمدرسة، فدائما هناك توجيهات بالحفاظ على نظافة الغرفة ونظافة المدرسة ونظافة الشارع، كما نتعلم أن النظافة من الإيمان، ثم أوضح تطبيقات النظافة في العمل وأنها من أساسيات إدارة المصانع حيث نهتم بنظافة المعدات لأن الأتربة وغيرها تتسبب في تآكل الأجزاء سريعا، ولأن الأتربة والشحوم إذا تراكمت على الماكينات تجعلنا لا نكتشف أي مشكلة في تلك الماكينات إلا بعد تفاقمها لأن تلك الأتربة والشحوم تجعلنا لا نرى أي شرخ صغير في بدايته على سبيل المثال، كما وأن بيئة العمل النظيفة هي أحد دواعي السلامة والراحة النفسية. وأشار إلى أن نظافة المصانع ومكان العمل هو أمرٌ يرد ذكره في مكتب الإدارة الأجنبية فهناك ما يسمى بـ 5S والذي يشمل التنظيف والتنظيم. وكما ذكر النظافة فقد ذكر التنظيم فذكَّرهم بما تعلموه في المدرسة من المحافطة على تنظيم الفصل وتنظيم الوقت، وان الفوضى تؤدي إلى ضباع الأشياء وضياع الوقت في البحث عن الأشياء، ثم أكد على أن التنظيم في العمل عظيم التأثير لأن العاملين يستخدمون نفس الملفات والأدوات فإن لم يكن كل شيء في مكان محدد فستضيع جهود وأوقات لمجرد البحث عن الأدوات، وستتسبب الفوضى في حدوث إصابات نتيجة التعثر في بعض الأدوات أو الأجزاء الملقاة هنا وهناك. وقال إننا لو لم نتعلم التنظيم في المدرسة فكيف لنا أن نطبقه في العمل. ولم ينس الأمانة فتحدث عن أهمية الأمانة وأن التلاميذ يتعلمون عدم الغش في الامتحانات وعدم نقل الواجبات ويتعملون أن يعتمدوا على أنفسهم وأن هذا هو ما يجعلهم يعملون في المستقبل بأمانة وإخلاص، ولا يسرقون أفكار أو جهد غيرهم، ولا يخدعون زملاءهم أو رؤساءهم او مرؤوسيهم أو عملاءهم. وتطرق إلى الإبداع وذكر أن المدرسة تشجع الإبداع من خلال مسابقات الفنون والعلوم ومن خلال الأنشطة المختلفة، فإن كان الأب والأم هم من يقومون عمليا بتلك الأنشطة، فكيف سيستطيع ذلك التلميذ أن يبدع عندما يكبر حيث لا يمكنه أن يستعين بأبيه أو أمه في المصنع؟ والابتكا رهو من لوازم العمل فإن لم نتطور فسيتطور غيرنا ويتفوق علينا، فلابد من تطوير أسلوب العمل وتطوير المنتج وكل هذا يحتاج عمالة مبدعة. كما ذكر صفة محمودة ألا وهي الدأب وقد اندهش لعدم معرفة التلاميذ بتلك الكلمة، وبين أن الدأب يعني الاجتهاد مع الصبر وتجاوز الصعاب فتذاكر فإن لم تفهم تذاكر مرة أخرى فإن لم تفهم تسأل المدرس فإن لم تفهم تبحث على الإنترنت وهكذا، ثم بين أهمية الدأب كصفة للموظف فالشخص الدؤوب يعمل بجدية، ولا يتأخر عن تلبية طلبات العمل ليلا أو نهارا، ويكافح لتحقيق الأشياء ولا ييأس وينهار أمام أول عقبة. وكان من الطبيعي أن يذكر التعلُّم، ولكنه ركزعلى أن القدرة على التعلم وعلى البحث عن المعلومات هي أهم ما نستفيده من دراستنا وليس المعلومات التي نتعلمها في حد ذاتها، لأننا في العمل سنكون مضطرين أن نعلِّم انفسنا وان نبحث عن حلول لمشاكل العمل، فبدون القدرة على القراءة والتحليل والبحث والتقييم لن نكون قادرين على فهم العمل وتطويره ومواكبة التقنيات الحديثة. وأشار إلى شيء بسيط وهي أننا نتعلم في المدرسة أن نقول كلاما طيبا، وألا يصدر منا لفظ قبيح، وأن نبتسم في وجوه الآخرين، وهذه أمور قد تبدو بسيطة ولكنها عظيمة التأثير في العمل فالابتسامة تدعو للتعاون وتخلق جوا من الود، والكلمة الطيبة من المدير للمرؤوسين تُحفزهم على اداء العمل بنجاح، والاحترام المتبادل هو أساس لبيئة عمل ناجحة. وفي النهاية أكد على أن تلك المهارات والسلوكيات التي نتعلمها في المدرسة هي أركان أساسية لنجاح العمل وإذا لم أتعلم هذه الامور وأطبقها في الصغر فلن أستطيع تطبيقها في الكبر، فإذا لم أكن نظيفا في بيتي ومدرستي فلن أحاول أن أجعل مكان العمل نظيفا، وإذا لم أكن منظما في دراستي فلن أستطيع تنظيم وقتي في العمل، وإذا لم أعتد الصدق والتعاون فلن أكون عضوا ناجحا في فريق العمل، وإذا لم أكن دؤوبا في الصغر فسأنهار عند أول عقبة تقابلني في العمل، وإذا لم أحاول أن أفكر وأبتكر في المدرسة فسأظل أبحث عن من يفكر بالنيابة عني، وإذا لم أكن حريصا على سلامتي عند عبور فلن أكون باحثا عن سلامة الآخرين في العمل. ثم قال لهم: إنكم قد تعلمتم بالفعل أهم ما نحتاجه في العمل ولا يمكننا أن نستغني عنه. فإذا كنت صغيرا فوطِّن نفسك على هذه السلوكيات واكتسب تلك المهارات فهذا هو مايجعلك شخصا ناجحا في المستقبل، وإذا كنت مدرسا فاحرص على غرز وتعميق هذه السلوكيات لدى التلاميذ، وإذا كنت أبا أو أما فازرع هذه الأمور في أبنائك.
__________________
أ/ مصطفى كمال |
العلامات المرجعية |
|
|