#1
|
|||
|
|||
أمة من بين دفتي كتاب
أتعجب كثيرا ً من أولئك الحمقى الذين يقاتلون في سبيل أن يخلعوا عن الأمة الرداء الذي ألبسها الله تعالى إيّاه.. وأن يمزقوا هذه الراية التي قادتهم إلى الذكر والمجد.
بل إلى الوجود يوم أن أخرجهم من العدم والخمول وانعدام القيمة والذكر والهامشية .. إلي النباهة والصدارة والقدرة علي صناعة الأحداث وتوجيه الأحياء والأشياء بهذا الكتاب الذي جُعلَ فيه ذكرها كما قال تعالي: " لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ". لقد نشأت هذه الأمة نشأتها بهذا الدين ونُشأت تنشأتها بهذا المنهج القويم وقادت نفسها وقادت البشرية كلها بعد ذلك بكتاب الله الذي في يدها.. وبمنهجه الذي طبع حياتها.. لا بشيء آخر.. وأمامنا التاريخ. فبسبب من هذا الكتاب ذكرت هذه الأمة في الأرض .. وكان لها دورها في التاريخ.. وكان لها وجود إنساني ابتدأ .. وحضارة عالمية ثانيا ً. نعم كنا نعرف أنّها في جزيرة العرب!.. ولكن أين كانت في الوجود الإنساني؟ أين كانت في سجل الحضارة؟ أين كانت في التاريخ العالمي؟ أين كانت تجلس علي المائدة العالمية الإنسانية؟ وماذا كانت تقدم علي هذه المائدة؟.. فيعرف باسمها ويحمل طابعها وماركتها المسجلة؟ لقد كانت هي المرة الأولي والأخيرة- فيما نعلم- التي تنبثق فيها أمة من بين دفتي كتاب!.. وتخرج فيها حياة من خلال الكلمات !.. ولكن لا عجب فهذه الكلمات.. كلمات الله. ومن أراد المجادلة أو المماحلة .. فليقل لنا: أين كانت هذه الأمة قبل أن يخرجها الله " بكلماته".. وقبل أن ينشئها الله بقرآنه؟ هذه الأمة هي التي حملت أمانة تبليغ كلمة الله الأخيرة إلي البشرية كلها.. ولذا لا يمكن أن يأذن الله تعالي لها بالقيام علي هذا الأمر.. وهي علي هذا الوضع الأخلاقي المنهار.. وهذه الهزيمة النفسية المخزية. لا يقيم الله لهذه الأمة الصرح الذي أقامه للأوائل من سلفها حتى يسلم لها اعتقادها من الغبش والضبابية في التصورات والمفاهيم . كيف تقوم علي قدم وساق وأهلها يتطلعون إلي مناهج الغرب تارة ومناهج الشرق تارة أخري؟ يتطلعون إليها بنوع من الإعجاب والتقدير والانبهار والتوقير.. في الوقت الذي يري فيه بعض بنيها أنّ شريعة السماء لا تلاءم مدنية القرن العشرين وما تلاه .. ولا تتناسب بسبب العقوبات الشرعية المقررة مع ما توصلت إليه نظريات علم الإجرام الحديثة.. والتي تنظر للجاني علي أنّه مريض يستحق العلاج لا علي أنّه مجرم يستحق العقاب!! وكأنّ العمل بمقتضي هذه النظريات الحديثة المزعومة قد أرجع مسلوباً أو عدل مقلوباً. فليقل لنا عباقرة الزمان وفرائد العصر والمكان: هل استطاعت هذه النظريات علي كثرتها أن توفر الأمن المفقود .. وأن تبث الطمأنينة في نفوس مواطني تلك الدول علي اختلاف مسمياتها؟ وهل يستطيع الراكب السير من نيويورك إلي كاليفورنيا.. أو من لندن إلي باريس لا يخشي إلا الله والذئب إلي غنمه؟!! وماذا عن معدل الجريمة في البلاد التي تطبق فيها الحدود الشرعية.. إذا ما قورنت بمثيلاتها التي تطبق فيها القوانين المنبثقة عن نظريات علم الإجرام الحديث!! أم أنّها الهزيمة النفسية الساحقة حين يريد العصفور الانزلاق في جوف الثعبان لا يمكن لأية قوة في الأرض الحيلولة دونه وما يريد! http://www.egyig.com/Public/articles...31459496.shtml
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|