اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2012, 12:17 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New عثرات في طريق السائرين إلى الله

بقلم/ محمود جاد الكريم
ضاقت به نفسه.. رأى الدنيا على سعتها كأنها ثقب ابره.. أظلمت نفسه وأطلت ظلمتها لتشمل الكون.. فبالرغم من وجود الشمس بالنهار والقمر بالليل إلا أنه لا يشعر بوجودهما, هو يشعر أن كل شيء يكرهه.. وكأن الناس يشيرون إليه بأصابع الاتهام وينظرون إليه نظـرة احتقار.. الحيوانات كأنها تريد أن تفترسه.. والكون كله يعاكسه.
عندما يخلو بنفسه تصعب عليه نفسه.. فيقرر أن يعود إلى ربه.. دمعت عيناه.. ولأول مرة يشعر أن دموعه تغسل نفسه.. لجأ إلى ربه وطلب منه أن يأخذ بيده إلى الطريق المستقيم.
قرر أن يتــوب.. فقابلته عثرات.. أولها عثرة اليأس.. ناداه صوت من داخله:
وهل لمثلك توبة ؟!
فعرف أن ذلك نداء الشيطان.. فتغلب عليه بفضل من الله.. وقرأ قول الله تعالى: " وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً".. " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".. وقوله للذين ادعوا له الولد " أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ".. وقوله جل وعلا " وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً".
فعزم على التوبة.. على قدر كراهيته للمعصية كان يكره نفسه.. فإذا به بعد توبته يحب طاعة ربه.. ويحب أهلها.. وكلما سمع عن أناس يطيعون ربهم فرح بهم وأحبهم.. وكان يبحث عن أكثر الناس طاعة لربهم فيما يظـن ليضع يده في أيديهم ويكون واحداً منهم.
وكلما ذكر له قوم يقعون في بعض المعاصي.. فبدل أن يتذكر مـا كان من حاله ويدعو لهم بالتوبة ويشفق عليهم.. إذا به يصب بغضه عليهم ويتناولهم بأقذع الألفاظ.. وبأشد الأوصاف.. من الفسق والفجور وعدم الخوف من الله والجرأة على معصيته.. وهذه هي العثرة الثانيـة .
جاءه الشيطان ليقول له:
أنت الآن تنتمي لطائفة طائعة تحسبها على خير ولا تزكيها على الله.. وغيرك ينتمون لأهل المعصية والبدعة والبعد عن صراط الله المستقيم.. أخذ الشيطان يبحث له عن الأدلة التي تثبت له أن طائفته التي ينتمي إليها هي الوحيدة التي تعرف طريق ربها.. وهي الوحيدة التي على الصواب في كل شيء !.
وهو لا يدرى أن طائفته مثلها مثل الفرد يحسن ويسيء ويطيع ويعصي.. ويقع في الذنب ويتوب.. وتارة يكون على الصواب.. وتارة يكون على الخطأ.. ويكون أفضل من غيره في أشياء ويكون غيره أفضل منه في أشياء أخرى.
ينسيه الشيطان قول النبي صلى الله عليه وسلم "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".. فيكون همه البحث عما في غيره من الأخطاء.. وعما في طوائف المسلمين غير طائفته من انحراف عن الصواب.
يريد أن يقول للدنيا كلها:
إنه هو وطائفته أكثر الناس تديناً ومن عدا ذلك دينه قليل.. وتقواه لله عز وجل ليست بعظيمة.. قد يكون ذلك بدافع الحب لطائفته والانبهار بها.. والحرص على الدعوة إليها.
فهذه عثرة عظيمة.. ومن لم يلتفت إليها وقع في محظورات كثيرة:
أولها: تزكية النفس والطائفة.. قال الله تعالى: "فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى".
ثانيها: احتقار مسلم يشهد الشهادتين.. وهو محظور كبير .. فإن المسلم وأن وقع في معصية.. فالصواب أن يدعي له بالتوبة وينصح برفق.. ويشفق على حاله لا أن يحتقره ويشهر به ويكون هم المرء إثبات أنه خير منه ديناً.. فقد يكون من وقع في المعصية ممن يحب الله ورسوله.
أخرج البخاري في صحيحه (كتاب الحدود باب ما يكره من لعن شارب الخمر وإنه ليس بخارج من الملة) بنحوه:
"حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب: (أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا ً وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد.. فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)".
ثالثها:- قد يندم العاصي وتنكسر نفسه بين يدي ربه فيكون في منزلة أعظم من هذا الذي يحتقره شامخاً بطاعته.
رابعها:- قد تكون هذه المعصية هي معصية في فهم البعض وهى ليست كذلك في الحقيقة.. فقد يشنع بعض المسلمين على بعضهم في أنهم يفعلون كذا من الأفعال.. وعند البحث نجد أن هذه الأفعال من الأفعال التي اختلف العلماء في حكم الإسلام فيها.. والفاعل لها يفعلها أخذا ً بالرأي القائل بحلهـا.
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:08 PM.