|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
للأقصى رب يحميه
طلال قديح
القدس تتعرض لحملة صهيونية شرسة على مرأى ومسمع العالم كله بمن فيه العرب والمسلمون.. حتى عبارات الشجب والتنديد التي عودونا عليها زمنا طويلا لم تعد تتردد على الألسنة ولم تعد تقرع مسامعنا أو تقض مضاجعنا.. وصلنا إلى حالة من الذل والهوان حتى استمرأناه واستسغناه لدرجة أصابت نخوتنا ومروءتنا في مقتل. أين العرب والمسلمون مما تشهده القدس من عملية تهويد وهدم للمقدسات الإسلامية والمسيحية في محاولة لإخراجها من تاريخها الممتد على مدى قرون؟!.. إن إسرائيل تسعى جاهدة لطمس كل الحقائق على الأرض في محاولة لتضليل العالم.. وهي تجد من يصدقها ممن يدور في ركابها ويناصب العرب العداء..!! وها هي إسرائيل تشق الأنفاق تحت المسجد الأقصى بدعوى البحث عن الهيكل.. وهذا يعد خطرا على المسجد ويهدد بهدمه.. وتعالت صرخات المقدسيين وجأروا بأصواتهم يستصرخون العرب والمسلمين والعالم الحر لتدارك الأمر قبل وقوع الكارثة.. ولكنها صرخات في واد لا تلامس نخوة معتصم! وأمام هذا الصلف الإسرائيلي لم يجد الفلسطينيون وفي مقدمتهم سكان القدس بدّا من التصدي لهذا المخطط العدواني بصدورهم وحجارتهم ليجابهوا الآلة العسكرية المدججة بالسلاح وقنابل الغاز، فيسقط الشهداء وتسيل دماء الرجال والنساء والأطفال، فضلا عن أسر العديد منهم تمتلئ بهم السجون ليتعرضوا لكل أنواع البطش والتنكيل. إن ملاحم البطولة التي يسطرها المقدسيون صباح مساء بدمائهم الزكية ومقاومتهم الأبية تبين للعالم أنهم لن يسمحوا لمخططات التهويد أن تتحقق ما دامت قلوبهم تخفق في صدورهم وأنفاسهم تتردد. وبالرغم من كل الحواجز والنقاط العسكرية إلا أن الفلسطينيين يقصدون الأقصى وكنيسة القيامة للصلاة، تحديا لإسرائيل وإثباتا لحقهم المشروع والذي تقره الأديان السماوية والقوانين الدولية. وهو حق ثابت ثبوت جبال الخليل والكرمل لا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن. إن رد الفعل العربي ومعه الإسلامي لا يمكن أن يرقى إلى مستوى الخطر الذي يهدد المقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى. تمر به وسائل الإعلام العربية مرور الكرام وفي إشارات عابرة.. ولو كان الأمر مباراة كرة قدم أو مهرجانا فنيا لأفردت له كل البرامج واستضافت فيها ألمع الأسماء ولاحتدم النقاش بين المتجاورين إلى حد الصراخ المصحوب بالسباب والشتائم والتهديد والوعيد..!! ما هذا الوضع المتردي الذي هوى إليه العرب وفيه تبلدت الأحاسيس وتجمدت المشاعر وجفت العاطفة؟! ألهذا الحد وصلت أمة السيف والقلم..؟! لا نكاد نصدق ما يحصل..!! هدوء مريب، وجمود قاتل أقرب للموت منه للحياة..!! متى يستيقظ العرب؟ ومتى يصحو المسلمون؟ أين أصحاب الشعارات الرنانة والعبارات الطنانة التي صمت آذاننا وملأوا بها الصحف والإذاعات والكتب..؟! حتى صدقناها وهتفنا بها مخدوعين للأسف تارة باسم العروبة وأخرى باسم الدين، وهما براء منها وبعيدان عنها بعد المشرق عن المغرب..!! إذا كانت أعمال الصهاينة في القدس لم تحركهم.. فمتى يتحركون؟ أأيقاظ هم أم نيام؟ أأحياء أم أموات؟ بحّت أصواتنا ونحن نناشد كل أصحاب الضمائر الحية والحمية الوطنية والنخوة الدينية أن يتركوا كل الخلافات ويجندوا للقدس والأقصى كل الطاقات.. هل نسوا ثالث الحرمين، وأرض الإسراء والمعراج، وأرض المحشر والمنشر؟ أم أنهم مشغولون بالربيع العربي الذي لم يثمر حتى الآن لا عنبا ولا زيتونا؟ لقد انشغل كل واحد بنفسه وكل مناه أن يسد جوعه وأن يعيش آمنا في زمن قل فيه الزاد وانعدم الأمن فيه أو كاد..؟!! لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. |
العلامات المرجعية |
|
|