نريدها ثورة حقيقية

[aymaan noor]

نريدها ثورة حقيقية

قامت ثورتنا المجيدة فى 25 يناير 2011 والتى كانت ثورة شعبية التف حولها جميع طوائف الشعب المصرى لتعلن رفضها الواضح والصريح لما آلت اليه البلاد و الأحوال طوال حكم الرئيس المخلوع ، و كان شعارها ( عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية )
و بعد مرور عام على الثورة آن لنا أن نعرف مانريد ومالانريد ، من اجل الوصول سريعا الى استكمال وتحقيق أهداف الثورة .
و هذه محاولة منى لتأصيل ما أرى أن هناك اتفاقا عليه من جميع طوائف الشعب المصرى ،
و لنبدأ بتأصيل مالانريده :
أولا : الدولة البوليسية :
و هذا واضح ومعروف من اليوم الاول لقيام الثورة ، بل أنها قامت فى المقام الأول اعلانا لرفضها للدولة البوليسية والتى أنشأها النظام السابق فى السنوات الأخيرة تمهيدا لتمرير سيناريو التوريث والذى كان مرفوضا من جميع طوائف الشعب المصرى بما فيه المؤسسة العسكرية ، و قد يكون فى هذا تفسيرا لمدى العداء الذى كان واضحا من 28 يناير المتمثل فى الهجوم على وزارة الداخلية .
و فى العلوم السياسية تعتبر الدولة البوليسية نوعا من الدولة العسكرية .
2- الدولة الدينية ( الثيوقراطية ):
دار جدل واسع طوال العام الأول للثورة حول هذه الفكرة ، و ظهر صراعا بين أنماط المثقفين من علمانيين وليبراليين واسلاميين رغم أنه من الواضح للعيان أن الشعب المصرى بجميع طوائفه بما فيها المؤسسات الدينية ، يرفض فكرة اقامة دولة دينية ثيوقراطية فى مصر ، و المقصود هنا بالدولة الدينية ، والتي تقوم على الحكم بالحق الإلهي المطلق، حيث يزعم الحاكم أنه يحكم نيابة عن الله ، وأنه مفوض منه .
3- الدولة العسكرية :
مايحدث الآن هو فى صميمه اعلان من الثوار و من القوى السياسية بالرفض المطلق للدولة العسكرية بشتى أشكالها ،و خاصة أن الشعب المصرى له تجربة فى هذا الحكم ( حكم العسكر ) منذ ثورة يوليو 1952 ، و الجدير بالذكر أن هناك توافق تام بين الجميع بما فيهم المؤسسة العسكرية نفسها والتى أعلنت مرارا وتكرارا عن أنها تقود البلاد لفترة مؤقته الى أن يقوم الشعب بانتخاب مجالسه النيابية وانتخاب رئيس له ، ثم تعود المؤسسة العسكرية بعدها الى ثكناتها و تقوم بدورها الذى وجدت من أجله فى تأمين الحدود الخارجية للبلاد .
مانريده :
بعد عام من الثورة ، و بعد الكثير من النقاشات والصراعات التى دارت بين مختلف القوى السياسية فى مصر ، أعتقد أن هناك اجماعا شبه تام الآن من جميع القوى السياسية و المؤسسة العسكرية والمؤسسة الدينية ومن طوائف الشعب المصرى على فكرة الدولة المدنية ، و لنعطى تعريفا مبسطا لها
الدولة المدنية :
هى الدولة التى تقوم على سيادة القانون و على مبادئ الحرية والعدل والمساواة و بما لايتعارض مع مبادئ الشريعة الاسلامية ، و تكون المواطنة مبدأ أصيل فيها و هى دولة مؤسسات و هى تؤسس على الفصل الحقيقى بين السلطات و التى تعتمد على مبادئ عامة منها
1- ان الشعب هو مصدر السلطات و يمارس الشعب هذه السيادة و يحميها وفقا لدستور يقوم بوضعه ويكون الحامى الوحيد له .
2- المواطنة : فجميع المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات بصرف النظر عن الدين أو النوع .
3- الفصل بين السلطات الثلاث وفقا للدستور الذى يرتضيه الشعب ويوافق عليه .
4- التمثيل النيابى للشعب
5- حرية العقيدة و الرأى والتعبير تكون مكفولة للجميع
يتبقى لنا أن تقوم القوى السياسية والمثقفون والجهات المعنية بالاتفاق على الخطوات العملية من أجل تأصيل فكرة الدولة المدنية ، و التى سيتمثل ذلك كله فيما نسميه الدستور