موقعة الاستاد والإسلام
موقعة الاستاد والإسلام
عندما تابعت الأحداث المؤسفة التى حدثت بمباراة الأهلى والمصرى لعنت الكرة ألف مرة ودمعت عينى ألف ألف دمعة على كل أم ثكلت ابنها وكل زوجة فقدت زوجها وكل أب مات ابنه بلا ذنب، فلا نعلم بأى ذنب قتل كل هؤلاء الشباب، وكأن من اعتدى عليهم لم يسمع بقوله تعالى "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ"، وقول النبى صلى الله عليه وسلم "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة"، والنفس التى حرمها الله هى نفس المسلم والكافر والمعاهد والذمى والمستأمن، لم يعلموا رحمة الله تعالى عندما قال فى كتابه عندما قال "ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً* وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً"، كل ما أعلمه أن الشيطان عندما يسيطر على النفس يجعلها تقع فى أى شىء ولو كان إزهاق الروح التى هى أعظم معجزات الخالق فى خلقه.
لا يهمنى كيف وقعت الأحداث وكيف مات من مات، فما وقع قد وقع وليس هناك وقت للبكاء على اللبن المسكوب، ما نستطيع التفكير فيه جيداً كيف سيناقش مجلس الشعب والمجلس العسكرى والحكومة ما وقع ، كيف ستصل إلى حلول حتى لا تتكرر المأساة يوما بعد يوما بعد أن شعرنا على مدار الأيام القليلة الماضية النعمة التى ينعم الله بها الشعوب وهى نعمة الأمن ، ليس ما يكفينا الآن الشجب والندب فالكل مفوه فى الكلام ليس هناك وقتا لأن يبكينا أحد بالبرلمان على ما حدث فالدموع ملأت القلوب قبل أن تملأ العيون واستطاعت بغزارتها أن تصنع نهر نيل آخر بأرض مصر، نحن فى أمس الحاجة أن نخرج من طور المطالبة إلى طور الفعل والتنفيذ فالكل يطالب المجلس يطالب والنواب الشعب يطالبون ومعتصمى التحرير وماسبيرو يطالبون ولا أعلم حتى الآن من يطالبوا وكأننا الآن أصبحنا نكلم بعضنا والجميع أصبح مصاب بالصمم.
أقدم رسالة أخيرة الى كل مسئول بمصر الآن لا تتحدث عن تعويض وعن علاج للمصابين وتعازى لأهالى المصابين، فقط قدم لهم الجانى وحاكمه محاكمة عادلة أمام الجميع، فلعل محاكمة عادلة لجانى توقف شلالاً من الدماء قد ينهى على مصر بجميع شعبها، ويشفى صدور قوم مؤمنين.. كفانا كلاماً ولنبدأ بالفعل، فصوت الفعل أقوى وأعلى.
|