معدومو الدخل من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة

[فكري ابراهيم]

كثر الحديث والجدل حول تطبيق الحد الأدنى للأجور وتحقيق مبدأ العدالة الإجتماعية بين الحد الأدني والحد الأقصى للأجور .

هذا أمر جد خطير ولابد من وقفة لتعديل الأوضاع الخاطئة في مصر .

ولكن هناك شريحة لم يتطرق إليها أحد وهي ناقوس خطر على المجتمع ألا وهي معدومي الدخل من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة .

هل طرحت قضيتهم على الساحة ؟؟
هل فكر أحد فيهم ؟؟؟

مئات الآلاف قد خرجوا من بلادهم مغتربين يبحثون عن حياة كريمة لم يجدوها في بلادهم .
تتلقفهم الأيادي ، وبعضهم يضطر إلى امتهان أعمال لا تتناسب ومؤهلاتهم .
فهذا جامعي يعمل نادلا في مقهى
وآخر يغسل أطباق في فندق .
وثالث يعمل حارس أمن .

إلا من رحم ربي .

ومن يعمل فى مهنته التى درس فيها يتعرض لضغوط شتى وتنتهك حقوقه ، وليس له من يسترد حقه أو كرامته .

أما من لم يجد فرصة للسفر فهذا قنبلة موقوتة وناقوس خطر لأنه شاب في مقتبل حياته لا يجد عملا ولا يستطيع الزواج ولا حتى تطرح قضيته .

فإلى متى هذا التجاهل لهذه الشريحة من الشعب ؟؟؟

فإذا كانت تطرح قضايا كثيرة مثل محدودي الدخل ، فهناك قضايا لاتقل أهمية عن هذا مثل قضية الفلاح المصري وما تعرض له من اضطهاد النظام السابق في تضييق الخناق عليه في ظل غلاء الأسعار الرهيب .

أنى له بحياة كريمة ولا دخل له ثابت يعتمد عليه ، مع ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات واليد العاملة يقابلها في ذلك تدني سعر المحاصيل الزراعية ، وبعضها لايوازي تكلفة انتاجها .
ورأينا في هذا العام أنه لم يستطع تسويق منتجه ، وخاصة محصول القطن .

اذكر في سنة من السنوات العجاف التي مررنا بها في النظام البائد أن الفلاحين اضطروا إلى طحن محصول القمح كعلف للمواشى لان سعره لا يقابل تكلفة انتاجه في مقابل ارتفاع اسعار الأعلاف للمواشى .

فكانت الدولة لاتنظر إلى المحاصيل المنتجة محليا ، لتستورد لحساب قلة من اللصوص .

وليتهم كانوا يستوردون قمح صالح للاستخدام الأدمي ، بل محاصيل مشعة ومحاصيل مسرطنة وحسبنا الله ونعم الوكيل .

وهناك فئة ثالثة وهي الأخطر وهي المهملة تماما وهى من لم يحالفهم في التعليم إما لضيق ذات اليد أو لأسباب آخري .

فهذه الشريحة التى يخرج منها البلطجية وأبناء الشوارع ومدمنى المخدرات الذين لا يجدون ملاذا يحتويهم ولا مكان يأويهم.

فهم يرون أنفسهم لامكان ولا مكانة لهم في حين ترفل قلة من اللصوص في النعيم في خيرات هذه البلد ومقدراته .

فماذا تنتظر منه؟

فلا يجب أن تجزأ الأمور ، وكل يبحث عما يخصه ويهمه فقط .
فمن يكون صوت هؤلاء إن لم نكن صوتهم؟ *************
عمرو مطاوع